اعتبرت وزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شاكيد أن الحرائق الضخمة المندلعة منذ أربعة أيام وسط وشمالى البلاد جاءت على خلفية قومية متطرفة.
وقالت شاكيد التى تنتمى لحزب "البيت اليهودى" اليمينى المتطرف فى تصريحات نقلها "راديو إسرائيل" اليوم (الجمعة): "إن إسرائيل ستحارب بدون هوادة إرهاب الحرائق وإنها ستتأكد شخصيا من أن الجهات المسئولة عن تطبيق القانون ستستخدم كل ما يتيح لها القانون الخاص بمحاربة الإرهاب الذى دخل حيز التنفيذ مطلع الشهر الحالى".
وأضافت أن القانون يقضى بفرض عقوبة السجن الفعلى لمدة خمسة وعشرين عاما على من قام بإضرام نار متعمد على خلفية قومية متطرفة، وأن إسرائيل ستتعامل مع من حرض على إضرام النار على أنه محرض على الإرهاب وستعاقبه.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من بيوتهم وإصابة 136 شخصا فى مدينة حيفا بسبب حرائق اندلعت فى عدد من الأحياء السكنية ووصلت إلى نحو ما بين 8 إلى 10 شوارع بالمدينة الواقعة فى شمالى البلاد .
وتعكف طواقم الإطفاء الإسرائيلية، بمساعدة دول أخرى، على إخماد حرائق ضخمة تتوسع منذ ثلاثة أيام فى منطقتى وسط وشمالى البلاد.
وصرح عدد من حاخامات "الصهيونية الدينية العليا"، أن سبب الحرائق الهائلة التى تشهدها إسرائيل حاليا هو غضب الرب بسبب انتهاك "حرمة السبت".
ونقل موقع "واللا" الإخبارى الإسرائيلى، عن الحاخام الياكيم ليفانون حاخام الضفة الغربية وأحد كبار حاخامات الصهيونية قوله، أن التأخبر فى سن قانون يمنع إخلاء المستوطنات من الأراضى الفلسطينية وانتهاك الإسرائيليين من التيار العلمانى لحمة السبت سبب موجة الحرائق التى تضرب البلاد.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو، قبلت مساء أمس الخميس، العرض الذى تقدم به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى إسرائيل، من أجل المساعدة فى إخماد الحرائق المشتعلة فى مناطق متفرقة.
وقال موقع "عرب 48" الإخبارى التابع لعرب إسرائيل، أن السلطة الفلسطينية سترسل 4 طواقم إطفاء لتشارك الطواقم الإسرائيلية بإخماد النيران المشتعلة فى حيفا.
وكانت السلطة الفلسطينية قد توجهت، أمس الخميس، من خلال ما يسمى منسق أعمال الحكومة بالضفة الغربية المحتلة، بطلب أبدت من خلاله استعداداها لتقديم المساعدة لإسرائيل لإخماد الحرائق الضخمة المندلعة لليوم الرابع على التوالى، وذلك عبر إرسال طواقم دفاع مدنى وسيارات إطفاء.
وذكرت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى، أن الحرائق المشتعلة فى إسرائيل والمستمرة لليوم الرابع على التوالى وصلت لأول مرة إلى ضواحى مدينة تل أبيب، مضيفة: أن السلطات الإسرائيلية أغلقت "مطار بن جوريون".
يأتى ذلك فى الوقت الذى اتسعت فيه رقعة الحرائق بشكل سريع فى مدينة حيفا ومحيطها، مما أدى لنزوح أكثر من 75 ألف إسرائيلى من مستوطنات راموت سبير، ورمات حن، وألموج وبن جوريون، وجولدا، ورمات أشكول، ونئوت بيريز، وروميما، ومركاز حوريف، وأحوزا.
وواصلت فرق الإطفاء المكونة من أكثر من 1000 جندى وأكثر من 150 سيارة إطفاء بالإضافة لحوالى 20 طائرة، محاولاتها لإخماد النيران، خاصة وأن المدينة تمتلك محطة مركزية للوقود لا تبعد سوى عدة أمتار عن مركز الحرائق.
وقال المتحدث باسم هيئة الإطفاء الإسرائيلية فى مدينة حيفا للقناة العبرية: "إن الوضع حرج، وهناك خطر حقيقى على الأروح والمدارس والممتلكات"، داعيا كل من يستطيع مغادرة المدينة أن يغادرها فورا.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، مساء اليوم الخميس، أنه تم إجلاء أكثر من 60 ألف شخص من منازلهم فى أماكن متفرقة بمدينة حيفا وعدد من المدن الشمالية الأخرى بسبب استمرار اشتعال الحرائق حتى الآن.
وكانت قد احتراقت مبانى فى عدد من المواقع، وتم إخلاء 11 حيا سكنيا، وتقديم العلاج لأكثر من 140 شخصا تعرضوا لإصابات.
ولا تزال تهدد الحرائق التى ساعدت فى انتشارها الرياح العاتية والظروف الجافة الهائلة المدينة الساحلية.
