بالفيديو..قرية رمسيس بالشرقية تشرب من مياه الترع..الأهالى يشربون مياها مخصصة للتسميد الزراعى..والفشل الكلوى يتفشى..و"جركن" الماء النظيف بـ5 جنيهات.. موظفو المحافظة للأهالى:"مفيش ميزانية لتوصيل المياه"

الجمعة، 06 مارس 2015 03:38 م
بالفيديو..قرية رمسيس بالشرقية تشرب من مياه الترع..الأهالى يشربون مياها مخصصة للتسميد الزراعى..والفشل الكلوى يتفشى..و"جركن" الماء النظيف بـ5 جنيهات.. موظفو المحافظة للأهالى:"مفيش ميزانية لتوصيل المياه" مياه ملوثة - أرشيفية
كتب أحمد أبوحجر نقلا عن العدد الورقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما بين الفشل الكلوى و«فيروس سى» وأمراض السرطان والبلهارسيا، يعيش أهالى قرية «رمسيس 6 أكتوبر» التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، بسبب شرب مياه الرى المحملة بالسماد الكيماوى والأحماض، ومياه ترعة الإسماعيلية المحملة بالعديد من الملوثات الصناعية.

5 كيلو مترات تبعد عن أقرب نقطة مياه صالحة


رمسيس 6 أكتوبر، القرية الواقعة على طريق الشباب - العاشر من رمضان تبعد عنها المياه الصالحة للشرب نحو 5 كيلومترات، ما يكلف الأهالى نحو 3 جنيهات يوميا لملء "جركن" المياه الواحد.

ماء بالنتريك وأحماض الكبريتيك


عدم وجود مياه صالحة للشرب أجبر الأهالى على الاعتماد على مشروع «الجبالى الزارعى» التابع لإحدى الشركات الزراعية المجاورة لهم، إلا أنهم يشتكون من رائحة وطعم ولون مختلف للمياه التى دائما ما يستقر لونها عند الأحمر، وهو ما يفسره محمد سويد، أحد أهالى القرية، بأنها مياه رى مخلوطة بالسماد الكيماوى وأحماض الفوسفوريك تركيز %80، وأحماض النتريك، وأحماض الكبريتيك التى يتم خلطها جميعا فى حوض التسميد استعدادا لضخها فى خراطيم الرى بالتنقيط المستخدمة لرى نحو 4000 فدان. ويضيف: «القرية تعتمد فى مياه شربها على خط المياه القادم من الجبالى، والأهالى يتعرضون بشكل مباشر لشرب الكيماوى الزراعى والأحماض»، ويكمل: «المساحات الزراعية التابعة للشركة كبيرة تلجأ إلى عمل محطة تسميد لكل 400 فدان على نفس الخط، وهو ما يعنى أن تركيزات السماد ستكون أكبر، الأمر الذى يمثل خطورة على الأهالى وحيواناتهم».

أهالى رمسيس: "فين الميه الحلوة"


مياه ترعة الشباب القادمة من ترعة الإسماعيلية ليست بعيدة عن القرية البالغ عدد سكانها نحو 5 آلاف نسمة، فلا يفصلهما سوى بضعة أمتار، ما دعا سكان القرية إلى توصيل خط مياه بحرى قادم من الترعة لتلبية احتياجاتهم من مياه للشرب والرى وجميع أغراضهم.

مصدرا المياه السابقان لهما بديل آمن، هو مياه الحنفية «المية الحلوة»، ومصدرها الصنبور الوحيد الذى يغذى احتياجات القرية مع قريتى أبوسويد 1 و2 اللتين تعانيان من عدم وجود مياه للشرب أيضًا.

أم توفيق: نمشى 5 كيلومترات للوصول للحنفية


الصنبور الذى يغذى القرى الثلاث يبعد نحو 5 كيلومترات عن قرية رمسيس، ولذلك لم يكن مستغربا أن تقول أم توفيق، إحدى سكان القرية: «نضطر للمشى مسافة 5 كيلومترات للوصول للحنفية، وأحيانا فى حالة الأزمات وضعف المياه أو انقطاعها أضطر إلى حجز مكانى من الليل عن طريق وضع الجراكن الخاصة بى فى طابور المياه أمام الحنفية». وتكمل: «إحنا لينا حق على الدولة زى أى مواطن مصرى، الناس فى المحافظات الأخرىب ترمى مياه الحنفية وما بيشربوش منها وإحنا هنا نشتريها الجركن يوصل 5 جنيه، إحنا عايزين حقنا يا رئيس الجمهورية ويا رئيس الوزراء».

مقايسات ومعاينات وفى النهاية "مفيش مياه"


«تعددت الزيارات ثم المظاهرات ثم الطلبات من أهالى القرية إلى المسؤولين بمحافظة الشرقية، لكن أحدهم لم يحرك ساكنا منذ أكثر من 30 عاما»، هكذا يقول عبدالله حسن، أحد أهالى القرية، الذى أضاف: «طرقنا جميع الأبواب، الوحدة المحلية، ومجلس مدينة أبوحماد، وشركة المياه، والصرف الصحى بالزقازيق، ثم محافظة الشرقية، وكل منها يرسل موظفيه لإجراء المعاينة ثم يتطور الأمر إلى إجراء المقايسات، لكن أحدهم لم ينفذ شيئا على أرض الواقع».

ويضيف: «الجهل وقلة الوعى سبب رئيسى فيما تعانيه القرية من تفشى الأمراض والأوبئة، فمياه الترعة، وعلى الرغم من كونها قادمة من مياه ترعة الإسماعيلية التى تستقبل مئات الأمتار من صرف المصانع والصرف الصحى وغيرها من الملوثات، فإن الأهالى يعتبرونها «مياه حلوة» لأنها قادمة من النيل وهو ما تغير مع مرور الوقت ليعتمدوا على مياه مشروع الجبالى التى تعتبر أسوأ من مياه الترعة».

5 آلاف نسمة من سكان قرية رمسيس ينتشر بينهم الأمراض المرتبطة بتناول ماء ملوث من أمراض الكلى ومرض الالتهاب الكبدى الوبائى، فيروس سى، بالإضافة إلى البلهارسيا، والأنيميا، والملاريا.

«أم حمادة» واحدة من سكان القرية قامت باستئصال كليتها نتيجة إصابتها بفشل كلوى، ثم قامت باستئصال ثديها نتيجة إصابتها بمرض سرطان الثدى، وقامت أخيرا باستئصال المرارة، السيدة التى أوشك عقدها الرابع على الانتهاء تقطن بالقرية منذ ما يقرب من 30 عاما، وقالت: «كل مره أتعب فيها الدكاترة يقولوا إن دا بسبب المياه اللى بنشربها»، وتضيف: «مكنتش أعرف إن كلام الدكاترة صحيح، لأن كل أهل القرية بيشربوا من نفس المية اللى بشربها، ولكن بعد فترة من تفشى أمراض الكلى والسرطان عرفت أن كلام الدكاترة مظبوط، وبدأت أوعى الناس أننا لازم نجيب مياه نضيفة مش عشان أهل القرية الكبار.. لا عشان خاطر العيال الصغيرة، الكبار خلاص مرضى وبيموتوا، الأمل والتعب لازم يكون للصغار».

قرية رمسيس عاصمة للأمراض والأوبئة


تزداد الأزمة خطورة وتصبح القرية مأوى للمرضى، فقبل نهاية عام 2014 يخرج أهلها إلى محافظ الشرقية السابق الذى قرر إحالة موضوع قرية «رمسيس 6 أكتوبر» برمته إلى مدير عام التخطيط والمتابعة بديوان عام المحافظة الذى قال: «مفيش ميزانيات للمياه فى المحافظة.. الميزانيات الموجودة من نصيب الطرق والكبارى»

محمد أبو سويد رد على المسؤول قائلا: «ناس العزبة غلابة وبيكملوا عشاهم نوم»، ويضيف: «ذهبنا إلى شركة مياه الشرب والصرف الصحى التى استجابت لنا وقال مديرها إحنا هنتصرف ونوصل لكم مياه حتى لو بالطرق البديلة، لكن مياه الآبار «حادقة»، ونسبة الملوحة فيها عالية».

«عبدالحفيظ حسن» يقول: «أقرب مصدر للمياه فى العباسية ويبعد عن القرية نحو 4 كيلومترات أو من المحطة الواصلة لمنطقة النمر وشركة الجعفرية وقرية رمسيس الواقعة بجوار الجعفرية».

«فاطمة عامر» تقول: «المسافة الفاصلة بين قريتنا ومصدر المياه العذبة حوالى 5 كيلومترات بناخد العربية الكارو ومعانا الجراكن نقف فى الطابور لمدة قد تزيد على ساعتين نملأ ونرجع»، مضيفة: «كنا نلجأ إلى تخزين المياه فى الجراكن لتكفينا 3 أيام إلا أنهم نصحونا نملأ جركن واحد يوميا».

وتكمل: «توفى يونس، زوج أختى، بينما كان فى طريقه إلى الحنفية لملء المياه، حيث صدمته سيارة نقل فى اتجاه مدينة العاشر من رمضان، يونس ليس الوحيد الذى صدمته السيارة، فالطفلة أروى التى لم تكمل عامها العاشر صدمتها سيارة نقل مسرعة حينما ذهبت مع والدتها لحنفية المياه، أصيبت أروى بضمور فى المخ وهو ما يستلزم علاجها فى الزقازيق بكشف يتجاوز 300 جنيه».










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة