مليكة العاصمى أول امرأة تعين محافظة بالمغرب: الحضارة الغربية تقوم على الفكر العربى.. ومصر صاحبة التراث بجميع المجالات.. وإذا غاب المثقف يقود العالم "الأوباش"

الأحد، 27 ديسمبر 2015 10:02 م
مليكة العاصمى أول امرأة تعين محافظة بالمغرب: الحضارة الغربية تقوم على الفكر العربى.. ومصر صاحبة التراث بجميع المجالات.. وإذا غاب المثقف يقود العالم "الأوباش" مليكة العاصمى
رسالة أبو ظبى ــ أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مليكة العاصمى شاعرة وسياسية مغربية ولدت بمدينة مراكش حصلت على الإجازة فى الأدب العربى وعلى شهادة الدراسات الأدبية واللغوية المقارنة، نالت دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تعمل أستاذة بالتعليم الجامعى بمراكش، كما أنها أول امرأة يتم تعيينها كــ"محافظة"، أصدرت فى بداية السبعينيات مجلة "الاختيار" كما ساهمت فى تحرير مجلة "الثقافة المغربية". ويتوزع إنتاجها بين الكتابة الشعرية والبحث فى قضايا المرأة، ولها الكثير من الدواوين الشعرية، وكان لـ"اليوم السابع" لقاء خاص معها

وأكدت الشاعرة المغربية مليكة العاصمى، أن المجتمع العربى مجتمع نشيط وفاعل بشكل كبير والثقافة أحد أوجه فعالياته الحية الكبرى والوطن العربى متفتح، ومتصل بالثقافات والعلوم فى مختلف أنحاء العالم ليس مثل المجتمعات المنغلقة، فالثقافة تنمو بنموه وبتفتحه وعلاقاته الوطيدة والواسعة، ثم أن المجتمع العربى يعيش أوضاعًا مختلفة ومتنوعة ويعيش صراعات وأمور عميقة وقضايا تحفر فى نفسية المواطن العربى عميقًا ولذلك تتفجر كيان المثقف العربى بكثير من ردود الفعل الإيجابية، فإن الجسم الذى لا يأخذ رد فعل فهذا ميت، ولكن الجسم العربى حى ومتفاعل بذلك فهو يرد الفعل بأشكاله ويتفاعل وينتج فى كل جوانب الفكر والإبداع، سواء الفنون أو الشعر والنظرية والفلسفة والعلوم.

وأوضحت مليكة العاصمى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، لا يجب أن ننسى أن الحضارة الغربية فى كثير من أوجهها تقوم على الفكر العربى والمثقف العربى، فهو الآن يساهم فى الحضارة الإنسانية الحديثة من خلال تطويرها وتقدمها وتقدم العلوم والتقنية فى كل شىء، وهذا مشهود ولكنه لا يبرز لنا وأحيانا لا ندرج حجم المساهمة والإبداع العربى فى الحضارة الإنسانية لأنه خفى، ومنتشر فى ثنايا الفعل وفى الحركة الحضارية الإنسانية العامة.

وأضافت مليكة العاصمى، أنه من سوء حظنا أنه ليس لدينا مؤسسات من نوع المؤسسات الموجود فى الغرب التى تبلور حجم الإنتاج وتجمعه، وتستفيد منه نحن لا نستفيد من كل ما يبدع فى الوطن العربى.
وأكدت مليكة العاصمى، أن مصر صاحبة تراث فى جميع المجالات ليس فقط تاريخيًا ولكن أيضًا صانعة النهضة والتطور واليوم كل ما يحدث فى الوطن العربى، فمصر مما لديها من فاعلية ثقافية وفكرية لها دور كبير ولها كلمته التى تقولها فى المشهد، والمغرب أيضًا تنتج فى كل لحظة مثقفا ومبدعا وشاعرا ومفكرا، ولديها جامعات متفتحة ومتواصلة، ولديها مجتمع حى، فيكفى أن نقول إن مجتمعاتنا شابة، والشباب والحيوية والحركية داخل المجتمع، فالمجتمعات العربية تعيش فى كل لحظة أحداثا، ولذلك المجهود الثقافى الذى يعيش وينبت داخل المجتمع العربى، فى المغرب ومصر وباقى المنطقة العربية مهم، ونحن لا ننصت له بما يكفى وهذا خطأنا.

وأشارت مليكة العاصمى، إلى أنه لدى الوطن العربى إنتاج غزير من الإنتاج الأدبى ولكن كيف تستفيد منه الأمة العربية وتتعرف عليه، فهناك إشكالية فى المنابر، ومع ذلك فالمجتمع حى ودائمًا له فرص تفتح ونعيش بالأمل وثقة بهذا الوطن، ونحن متأكدون أن لدينا أفق مفتوح على كل ما هو جميل.

وحول محاكمة الأدباء نظرًا لكتاباتهم والتعبير عن آرائهم، قالت الشاعرة مليكة، إن المغرب لها مجهود كبير جدًا من أجل قضية الحريات، من أجل الدفاع عن حقوق هؤلاء الكتاب والحرية الفكر والإبداع وفكر المفكر، ونتضامن معهم، ولدينا عدة مبادرات وليست مبادرة واحدة، فى مختلف المجالات، والمغرب بلد الحريات وحقوق الإنسان من أهم الأنشطة داخل المجتمع المغربى، وكان لدينا أزمة فى الحريات ودائما كانت هناك تعددية التى كان من شأنها هى والمعارضة أن تعطى الصوت المخالف وتسمح له بالتعبير، وكانت المغرب تمر بمراحل قمعية ومع ذلك لا يوجد مصادرة للحرية، فأكثر من 20 عامًا عملاً متواصلاً من أجل الحريات، وتم إنتاج أول قانون للحريات عام 1958، وكان هناك دائما تعددية وليس حزبية فقط، مضيفًا: ولقد أصدرت جريدة وكانت صوتا للحرية فى عام 1973 وكانت بالنسبة إلينا سنوات الرصاص والقمع، ومع ذلك أصدرت تلك الجريدة وكانت صوت اليسار والثقافة الحرة والأصوات المتمردة.

وحول فوز المغرب بأن تصبح النائب الأول لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، قالت مليكة العاصمى، إن ذلك تشريف على كل حال وتكليف، واتحاد كتاب المغرب كان مساهما دائما فى اتحاد الأدباء العرب، ودائما إضافة كل مؤتمر وكل مرحلة ومسار يومى بنشاط الاتحاد مساهمة مميزة ونوعية، والآن مسئولية ولدينا طاقة العمل والإنجاز والإبداع والفكر والتفكير، ونحتاج فى اتحاد الكتاب العرب إلى إنتاج أفكار، والمثقف العربى إذا لم يستطع أن يؤثر فى الثقافة العالمية فثقافته تلغى، ومسئوليتنا أن ننفتح ونستدعى إلى ثقافتنا وإلينا، والمثقفون دورهم اعتناق قضايانا لكى يدافعون عن حقوقنا.

تابعت أن من أسباب الأزمات التى تعشها الأمة العربية هى أن المجتمع منغلق على نفسه والمثقف العربى هو المنبر الأساسى لاحتضان ودعوة الثقافة العربية لكى تتطلع، وفى الحقيقة دور المثقف أن يكون طليعة المجتمع ويقوده المجتمع، والمثقف فى الوطن العربى تراجع، فالبلاد والعالم يقوده "الأوباش"، إذا لم يقم المثقف بدوره فهؤلاء "الأوباش" يتحولون إلى قادة ويقودون العالم، كما يحدث اليوم فهم يقودون العالم إلى الدمار والخراب والعنف والتدمير، وهذا طبيعى لأن دور المثقف غائب، والمثقف له دور قوى وحيوى وإذا ابتعد يشكل هذا خطرًا كبيرًا.

وأشارت مليكة العاصمى، إلى أن الإمارات من خلال فعالياتها وفعاليات المنطقة العربية والإضافة المغربية داخل الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، خط تواصل مع مثقفى العالم لكى نسمعهم ونعرفهم إلى مشاكل المثقف والعالم العربى، وهمومه وشكواه، وحتى يكونوا درعه، فنحن دول مستضعفة لا نملك السلطة ولا نملك قرارنا، أو حتى الصناعات التى من الممكن أن نواجه بها الصناعات الغربية الكبرى، والآن صناعة الفكر فى الغرب والسلاح والمواقف فنحن غائبون عن تلك الصناعات ونستقبل قرارات ونخضع لواقع ونتعامل معه، فالعالم تحكمه توازن القوة، وما هى قوتنا فى هذا الفضاء الرحب الواسع، الذى ينتج العلم كل لحظة، والوطن العربى لا ينتج علم وثقافة واتجاهنا هو أن نعيش كمستهلكين حتى أبسط الأشياء حتى غذائنا، نحن ليس مجتمع عنف ونؤمن بالسلام فعلينا أن نبدع فى كل مجال وندعو الجميع إلى اعتناقها، والكثير يخاف منا لأنهم يعتقدون أننا مجتمع عنف، وهذا ليس صحيحا، نريد السلام، وعلى المستوى الداخلى أيضا نريد أن نعيد قراءة تاريخنا وتراثنا حتى نبنى ونشيع ونقنع بثقافة السلام، ونحن ضد الصراع القاتل والمحرض على العنف ولكننا مع الصراع الذى ينشد السلام ونريد أن نساهم فى بناء الحضارة الإنسانية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة