أول حوار مجتمعى مع مدير البحث الجنائى بسوهاج:الحروب القادمة سيكون مجالها الرأى العام وتغذية العقول..من يلجأ للضرب والتعذيب ضابط فاشل وضعيف..ضبطنا مخدرات فى الشهرين الأخيرين تعادل العامين الماضيين

117 خصومة ثأرية و 73 حادث ثأر و30 صلحاً في 4 شهور

مصر تنهض حينما تطبق القانون على منفذينه قبل غيرهم

الإسلام يدفع كل مواطن يرى سلوكاً شاذاً مرشداً للأمن

اطلقنا مبادرة سلم سلاحك الآلى واحصل على ترخيص رسمى

إغراق مصر بالسلاح هدف دولي بعد يناير2011

الداخلية أكثر الجهات قسوة في معاقبة المخطئين بها

نظمت وحدة بحوث الرأي العام برئاسة الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام بجامعة سوهاج ندوة وضعت الشرطة في أول حوار مجتمعي من نوعه مع الشباب الجامعي بقسم الإعلام.
فى الندوة أكد فيها العميد خالد الشاذلي مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن سوهاج أن الحروب القادمة سيكون مجالها الرأي العام وتغذية العقول عبر وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال خاصة شبكات التواصل الاجتماعي.


وكشف الشاذلي الذي استمع إليه الطلاب وحاوروه أكثر من ثلاث ساعات عن مفاهيم غير تقليدية للشرطة تجعل دورها إصلاحياً ومجتمعياً قبل أن يكون عقابياً، مضيفاً أن مشكلات عديدة كتسرب الطلاب من التعليم وتسكع الشباب بالشوارع والتحرش بالبنات والتعدي على أراضي الدولة ومخالفات البناء وضبط المخدرات واللحوم الفاسدة التي تبيعها أحياناً مطاعم مشهورة هي من صميم عمل الشرطة وأن سياسة مديرية الأمن بسوهاج بدأت في تطبيق ذلك، وقامت بحبس متعهد اللحوم بالوزارة إيمانا منها أن بيع اللحوم الفاسدة شروع في قتل.


وأوضح الشاذلي أن للشرطة ذراعان أحدهما من حرير والآخر من حديد تتعامل بكل لطف مع الملتزمين بالقانون بينما تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الخروج على القانون، مؤكداً أن الضابط الذي يلجأ للتعذيب للحصول على الحقيقة والمعلومة ضابط فاشل وضعيف وآثم لن الاعتداء على الجسد اعتداء على خلق الله، وان نظرية غزو العقول للمتهمين وتمثيل مسرح الجريمة هي الأسلوب الأفضل والمهني.

وقال حارص الذي استضاف الشاذلي في ختام تدريسه لمادة الرأي العام واستطلاعات الرأي العام التي أجراها الطلاب أن الإسلام عرف دور الشرطة في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان بهدف ضبط المجرمين والخارجين على الشريعة، وان حاجة الإنسان للأمن تتصدر حاجاته الأساسية، مضيفا أن الصعيد يمثل العمق الاستراتيجي للدولة المصرية نتيجة الاستقرار الأمني الذي يشهده غير أنه يعاني من أوجه قصور في مجالات امنية اخرى.

وأوضح الشاذلي المعروف بثقافته القانونية والدينية والتزامه المهني الصارم أن مصر لن تنهض إلاّ بإتباع الأسلوب العلمي كأداة للعمل والتفكير، وتطبيق القانون على منفذي القانون قبل الآخرين، مُشيراً إلى أنه أصر على ضبط ضباط وأفراد وأقارب من الشرطة وتقديمهم للمحاكمة وإحالة البعض منهم للاحتياط.


وحذر الشاذلي من تزايد الإقبال على المخدرات وظهور تجارة الهيروين بسوهاج مؤخراً، مشيراً إلى أن ما تم ضبطه من مخدرات في الشهرين الأخيرين يعادل ما تم ضبطه في العامين الماضيين، وان الوضع في سوهاج مقلق لأنها محافظة بها مدمنين ولا يوجد بها أماكن للعلاج، وان دور الأمن لا يتوقف عند عملية الضبط بل إننا نسعى وندعو لإنشاء مصحات لمعالجة الشباب.

ونادى الشاذلي بتغيير مفهوم المرشد الذي يعمل بالأمن ليصبح أي مواطن مرشداً ما دام يرى مخالفة للقانون أو سلوكاً شاذا، مضيفاً أنه ظل يتعامل مع أحد المواطنين كمرشد عن المخالفات دون معرفة اسمه طوال عام ونصف ثم تبين انه وكيل وزارة يقوم بدوره في الإبلاغ عن المنكر كما حض رسول الله صلى الله عليه وسلم بتغيير المنكر باللسان.

كما طالب الشاذلي بعدم فصل الشرطة عن الشعب لأنها جزء منه، لأن وصول الشرطة متأخرا في المشاجرات يعود أحيانا إلى عدم تواصل المواطنين معها بالقدر المطلوب.


وقال مدير إدارة البحث الجنائي إن سوهاج خلال فترة الشهور الأربعة التي عمل بها شهدت 117 خصومة ثأرية و 73 حادث ثأر، ويعول كثيراً على لجان المصالحات والتعاون معها ما أدى إلى إتمام 30 صلحا وانخفاض نسبة الشروع في القتل وإطلاق الأعيرة نتيجة المبادرة التي أطلقها بتسليم الأسلحة الآلي مقابل منح أصحابها تراخيص رسمية.

وأضاف الشاذلي أن أحداث الثأر والبلطجة والمخدرات والسرقة والنصب في مقدمة اهتماماته وان سياسة احتلال البيت حتى يأتي القتلة والبلطجية من صميم قناعاته لأن التجبر على القتل يهدئ من روع القتيل، محذراً من محاولات إغراق مصر بالسلاح كمؤامرة وهدف دولي بعد يناير2011، ومؤكداً أن إغراق سوهاج بالكاميرات سيتم قريباً عوضاُ عن النقص الكبير في أعداد الشرطة.

وأشار الشاذلي إلى أن وزارة الداخلية أكثر مؤسسات الدولة قسوة في معاقبة المخطئين بها، وان هناك توجيهات وتوصيات من الوزارة بحسن التعامل مع المواطنين.