بالصور.. بعد وفاة عامل أثناء التنقيب عن الآثار بسوهاج.. أشقاؤه ينبشون الرمال بحثا عن الجثة.. المحافظة تفشل فى العثور على الجثمان بعد 5 أيام عمل بمعدات ثقيلة.. والنيابة تستجوب أسرة القتيل

"أخويا راح فين يا ناس، يا عالم أخويه مدفون تحت الرمل".. كلمات رددها أشقاء وأقارب سامح عبد الشافى قاسم - 25 سنة عامل - الذى انهارت عليه حفرة أثناء عملية الحفر والتنقيب عن ‏الآثار الفرعونية بناحية قرية الغابات دائرة مركز البلينا جنوب المحافظة، فشلت كافة الأجهزة المعنية بمحافظة سوهاج على مدار 5 أيام متتالية فى استخراج جثته.

استعانت الأجهزة المعنية بـ"لودر" مجلس المدينة والذى يصل إلى أعماق 9 أمتار، وحفارين، إلا أنه لم تتمكن من استخراج الجثة، ليعلن قائد المركبة أن الأمر يستلزم الاستعانة بـــ"معدة" أكبر تصل إلى أعماق 15 مترا، وبالاستعلام من سكرتير عام المحافظة أفاد بعدم وجود معدة بهذه ‏المواصفات بالمحافظة.



الأمر الذى أثار حفيظة أهلية الضحية وتجمع أشقاؤه من شباب ونساء اليوم، وتوجهوا لمنطقة الانهيار وقاموا بأعمال الحفر بأنفسهم مستخدمين وسائل بدائية فى محاولة فاشلة لاستخراج الجثة، إلى أن داهمهم الظلام وخارت قواهم ولم يتوصلوا إلى شىء، خاصة مع الانهيار المتكرر للرمال بالمنطقة .



فى البداية يقول مصطفى عبد الشافى "45 سنة - مبيض محارة، شقيق العامل المتوفى أسفل حفر التنقيب عن الآثار: شقيقى عامل على الله يعمل يوم بيوم وبيكمل عشاه نوم وفى اليوم المشئوم جاه واحد علشان يشتغل معاه يومية حفر وراح معاه وراحت حياته تحت الحفر والمعدات فشلت فى استخراج جثته لأنها معدات بسيطة وإمكانياتها محدودها وعملية الحفر استمرت يومين باستخدام لودر يحفر 9 متر و2 حفار، وتوقفت بعد الفشل فى إزالة كميات الرمال، وأنا بناشد المحافظ أنه يكلف إحدى شركات المقاولات باستكمال باقى أعمال الحفر رحمة بنا وبزوجته وبالطفل يوسف نجله الذى أصبح يتيماً.



أما وائل عبد الشافى - 30 سنة عامل - شقيق العامل فيقول: نطالب رئيس الحكومة والجيش بالتدخل لاستخراج جثة شقيقى بعد فشل المحافظة بكافة إمكانياتها فى استخراج الجثة وإحنا بعد فشلهم رحنا لمكان الانهيار وحفرنا لحد الليل ما خيم علينا وهانكمل تانى يوم لحد ما نطلع جثة أخويا وندفنها وناخد عزاه ومهما الشرطة منعتنا برضه هانكمل لحد ما نوصله حتى لو دفعنا حياتنا ثمن لكدا، وأوضح: طرقنا كل الأبواب وقلنا أحنا ممكن نجيب معدات على حسابنا لكن الكل رفض دون بيان السبب .

وعلى جانب آخر قالت حكم أحمد عطا 45 ربة منزل خالة الضحية: ابن أختى غلبان ابنه يوسف - 3 سنوات - أتيتم بعد ما أبوه مات علشان يوفر ليه قوت يومه وزوجته بعد ما سمعت بالحادث وأن الحفر أنهار عليه رنت على تليفونه ورن وبعدها اتقفل التليفون، ابنه بيقول أبويا فين وأنا كأم بناشد كل المسئولين فى البلد أنهم يمسحوا دمعة الطفل اليتيم ويبردوا نارنا المولعة وندفنه ونعرف له قبر نزوره فيه لولا الفقر ماكنش راح للموت برجليه .

قررت النيابة العامة بمركز البلينا حجز محمد أحمد محمود محمد، بديوان المركز على أن يعرض رفقة تحريات المباحث واقعة انهيار حفرة داخل ‏منزله على سامح عبد الشافى قاسم - 25 سنة عامل - ويقيم بناحية الحرجة بحرى دائرة مركز جرجا، أثناء عملية الحفر والتنقيب عن ‏الآثار الفرعونية وظروفها وملابساتها مع مراعاة مدة الحجز القانونية والمحرر عنها المحضر رقم 6981 إدارى مركز شرطة البلينا لسنة ‏‏2015، وتم تكليف المختصين بإدارة الحماية المدنية للانتقال وسرعة انتشال الجثة.

كما قررت النيابة التحفظ على مكان الحفر وتشكيل ‏لجنة ثلاثية من مفتشى آثار البلينا لفحصه وبيان طبيعة الحفر وعما إذا كان للتنقيب عن آثار من عدمه، وتقرير مفصل ‏والتحفظ على أدوات الحفر أن وجدت، يكلف أحد السادة الضباط للانتقال لإجراء المعاينة اللازمة لمحل الواقعة، طلب تحريات ‏مباحث قسم السياحة والآثار بسوهاج.



ترجع الواقعة عقب تلقى اللواء أحمد أبو الفتوح، مساعد الوزير، مدير أمن سوهاج، تلقى بلاغا من مركز شرطة البلينا يفيد بانهيار حفرة على ‏أحد الأشخاص أثناء عملية التنقيب عن الآثار. وبالانتقال والفحص، تبين من خلال التحريات التى أشرف عليها العميد خالد الشاذلى، ‏مدير إدارة المباحث الجنائية، وقادها العقيد صلاح أبو القاسم رئيس فرع بحث الجنوب، والرائد محمد أبو العطا رئيس مباحث مركز شرطة ‏البلينا، بتقدم "محمد.أ.م.م" 28 سنة سائق، ويقيم بناحية الغابات – دائرة المركز بوجود حفرة داخل منزله وانهيارها على أحد الأشخاص. ‏

وبالفحص تبين وجود حفرة داخل منزل المذكور بقصد البحث والتنقيب عن الآثار، وانهيارها على "سامح. ع. ق" 25 سنة عامل – ويقيم ‏بناحية الحرجة بحرى – دائرة مركز جرجا.



وبإعادة مناقشة المذكور، قرر حضور بعض الأشخاص -6 أشخاص يقيمون بذات الناحية- ‏وأقنعوه بوجود آثار فرعونية أسفل مسكنه، وقاموا إثر ذلك بحفر الحفرة المشار إليها لاستخراجها إلا أنها انهارت على المذكور، وجار أعمال رفع ‏الأنقاض بمعرفة قوات الإنقاذ البرى لاستخراج جثة المذكور. وكلفت إدارة البحث الجنائى بالتحرى فى الواقعة وظروفها وملابساتها، وتحديد ‏وضبط المذكورين، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 6981 إدارى المركز لسنة 2015، وبالعرض على النيابة العامة قررت ‏ تستوفى الأوراق ‏بسؤال المبلغ المذكور، وكذا أحد أهالى المجنى عليه، عما إذا كان هناك شبهة جنائية من عدمه، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها ‏وملابساتها. ‏