هل مات الشعر بمصر؟..المصريون يغيبون عن جوائز "دبى الثقافية" و"الطيب صالح" و"الشارقة".. وتمثيل فى "غسان كنفانى" والمركز الثانى فى "أمير الشعراء"..ومثقفون: الكتاب السردية طغت ويجب الكشف عن مواهب الشعر

الأحد، 04 أكتوبر 2015 04:09 م
هل مات الشعر بمصر؟..المصريون يغيبون عن جوائز "دبى الثقافية" و"الطيب صالح" و"الشارقة".. وتمثيل فى "غسان كنفانى" والمركز الثانى فى "أمير الشعراء"..ومثقفون: الكتاب السردية طغت ويجب الكشف عن مواهب الشعر مسابقة أمير الشعراء – أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حال المصريين مع الشعر يحتاج إلى قراءة متأنية، والجوائز وإن كانت لا تعكس قوة أو ضعف الشعر لكنها تكشف عن الوجود الفعلى للمشاركة والقدرة على المنافسة.

وقد أعلن الشعر المصرى عدم قدرته على المنافسة، وآخر الجوائز الثقافية المعلن عنها كانت نتائج لجان تحكيم جائزة "دبى الثقافية للإبداع" فى فروع الشعر والقصة القصيرة والرواية والفنون التشكيلية والحوار مع الغرب والتأليف المسرحى والأفلام التسجيلية والمبحث النسوى العربى وشخصية العام الثقافية الإماراتية وجائزة أفضل كتاب لمؤلف إماراتى.

فيما يخص الشعر منحت الجائزة الأولى فى الشعر لناجى على حرابة من السعودية عن مجموعته "ما رآه الأعمى" والجائزة الثانية إلى هانى صالح عبد الجواد من الأردن عن مجموعته "صياد الضوء" والجائزة الثالثة إلى سائر على إبراهيم من سوريا عن مجموعته "قمح الكلام" والجائزة الرابعة إلى حيدر جواد العبد الله من السعودية عن مجموعته "لحظة غروب الشعر" والجائزة الخامسة إلى حسن محمد بعيتى من سوريا عن مجموعته "كى أعود" حيث يلاحظ أن 5جوائز لم يحقق أى شاعر مصرى فيها أى مكسب.

أما جوائز فلسطين الثقافية والتى حملت هذا العام اسم الراحل الكبير سميح القاسم، فيشار إلى أنه تم حجب الجائزة الأولى فى "جائزة الشعر" واختارت المكى بن على الهمامى من تونس فائزا بالمرتبة الثانية، عن عمل متميز، كما اختارت اللجنة عبد الواحد جاد سيد أحمد الرزيقى من مصر بالمرتبة الثالثة.

بينما أعلنت مؤسسة محمود درويش، أسماء الفائزين الثلاثة بجائزة محمود درويش للإبداع لعام 2013، وذلك فى حفل ثقافى كبير، أقامته فى مسرح الأمير تركى بن عبد العزيز، فى جامعة النجاح الوطنية، بالتعاون مع بلدية نابلس، ووزارة الثقافة، والجامعة، وفاز بالجائزة الأولى الأديب والشاعر الفلسطينى حنا أبو حنا.

أما جائزة الطيب صالح العالمية فى "الشعر" فقد غابت مصر تماما، حيث فاز بالمركز الأول السورى حسن إبراهيم الحسن عن مجموعته "خريف الأوسمة"، وأحرز العراقى إسماعيل عبيد صياح المركز الثانى عن مجموعة "عندما يشهق البنفسج"، بينما فاز بالمركز الثالث فراس فرزت القطان من سوريا عن ديوانه "فوانيس كفيفة".

فى دورتها الأخيرة أعلنت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعرى للدورة الرابعة عشرة، عن أسماء الفائزين بجوائز المؤسسة دورة "أبى تمام الطائى”، وجاءت على النحو الآتى: جائزة أفضل قصيدة، فاز فيها مناصفة كل من، الشاعر أحمد عبده على الجهمى من اليمن، عن قصيدته «نفخة فى رحم اليباب»، والشاعر سمير فراج من مصر، عن قصيدته «نزع القناع» وقدرها عشرة آلاف دولار.. وفاز بجائزة أفضل ديوان، الشاعر الدكتور المنصف الوهايبى من تونس، عن ديوانه «ديوان الوهايبي»، وقدرها عشرون ألف دولار.
أما جائزة الشارقة الإبداعية فكانت فى الشعر لؤى أحمد محمود عبد الله من الأردن، عن مجموعته "ناقف الحنظل" ووفاء مطاوع سعيد جعبور من الأردن ثانياً عن مجموعتها "تقولُ القصيدةُ"، ومصعب يوسف بيروتية من سوريا ثالثاً عن مجموعته «كُنتُ أراوغُ ظلِّى».

ربما كان الدور المتقدم الذى قدمته مصر فى الشعر هذا العام جاء فى مسابقة أمير الشعراء حيث فاز الشاعر المصرى عصام خليفة، بالمركز الثانى فى مسابقة "أمير الشعراء" فى دورتها السادسة، وألقى قصيدة تناولت مسألة التسامح الدينى وفاز بنصف مليون درهم "136" ألف دولار"، بينما فاز الشاعر السعودى حيدر العبد الله بلقب أمير الشعراء فى ختام الموسم السادس من أكبر مسابقة تلفزيونية للشعر الفصيح فى العالم العربى.

كذلك استطاع شباب الشعراء فى جائزة "غسان كنفانى للكتابة الإبداعية" تحقيق موقف متقدم، حيث منحت الجائزة لاثنى عشر متقدما، موزعة على ستة متسابقين فى الشعر وستة متسابقين فى القصة، وفى الشعر كانت الجائزة الأولى من نصيب أحمد صلاح كامل من مصر عن قصيدة "هرقل والربع الخراب"، والثانية لمحمد رياض محمد من مصر عن قصيدة "يارا"، والثالثة لعلى جمعة قاعود من سوريا عن قصيدة "نازحون"، والرابعة لأحمد أبو سليم من فلسطين عن قصيدة "أرى ما رأى الأنبياء"، والخامسة لبغداد سايح من الجزائر عن عمله "الشاعر والوطن"، والسادسة عادت لراوية الشاعر من العراق على قصيدتها "زمن الطحالب".

ومن جانبه قال الناقد الدكتور شريف الجيار، رئيس الإدارة المركزية للنشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب، إنه نظرًا لطغيان الكتابات السردية فى الفترة الأخيرة، وهيمنتها على المشهد الإبداعى العربى، مما كان له صدى واسع فى مسألة الحصول على الجوائز فى المنطقة العربية، وهذا لا ينفى الدور الكبير لقصيدة الشعر العربى وخاصة القصيدة المصرية، نتيجة لوجود أسماء شعرية ضخمة فى مصر بدءًا من جيل الأساتذة، وحتى الأسماء الشابة من الشعراء الذين حفروا أسماءهم فى الفترة الأخيرة فى مجال القصيدة العربية.

وأضاف الدكتور شريف الجيار، لكن يلاحظ زيادة جوائز السرد، عن جوائز الشعر التى يحصل عليها المصريون، ربما لأن الكتاب السردية طغت، أو ربما لأن الظروف العربية الآن فى احتياج إلى خطاب سردى أكثر من الخطاب الشعرى، نتيجة للظروف الاستثنائية التى تمر بمنطقة الشرق الأوسط.

وأوضح الناقد الدكتور شريف الجيار، أن تراجع حصول شعراء مصر على الجوائز العربية، لا يعنى أن القصيدة المصرية تراجعت، ولكن هذا يرجع إلى نسبية الاختيار بالنسبة لمحكمى هذه الجوائز، وبالتالى ليس معنى حصول شاعر أو آخر على جائزة أن هذا يقلل من قدر الشاعر، أو قصيدته.

ومن ناحيته أكد الدكتور سيد ضيف، أستاذ الأدب بالجامعة الأمريكية، أن الجوائز ليست معيارًا مناسبًا للحكم على الإبداع لاسيما إذا كانت تلك الجوائز مشوبة بنزعات قومية أو طائفية أو تحت تأثير تجمعات معينة من المحكمين المهيمنين على جائزة معينة لتحقيق أهداف مانح هذه الجائزة.

وأضاف "إسماعيل" لكن ليس معناه أن الإبداع فى مصر بخير، فثمة كم كبير من الكتب التى تقذف بها المطابع فى وجوهنا، ولم تعد الذائقة النقدية بخير أيضًا لتميز وتنتقى النص الجميل فى ذاته لتلقى عليه الضوء وتقدمه للجمهور فيلقى الجائزة الحقيقية وهى جائزة سعى الجمهور وراء كاتب ما أو شاعر ما ليتابع بقية أعماله.

وتابع "سيد" أن بروز شعراء وكتاب القصة فى العالم العربى يجب أن يدفعنا لتغيير الصورة النمطية عن العالم العربى وإعادة التفكير فى أسباب الإحساس الزائف بأن الإبداع المصرى بخير! يجب أن نفتح قنوات حقيقية للإبداع الحقيقى بعيدًا عما تقوم به بعض دور النشر المصرية من تكريس لنصوص وأسماء غير جديرة بتمثيل الإبداع المصرى عربيًا.


موضوعات متعلقة..


- إعلان جوائز دبى الثقافية وندوة "الثقافة والعلوم" شخصية العام










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة