حنان شومان تكتب: كيف تصنع الشرطة المجرمين: «Black Mass»

الخميس، 22 أكتوبر 2015 06:08 م
حنان شومان تكتب: كيف تصنع الشرطة المجرمين: «Black Mass» حنان شومان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«القصة الحقيقية للعلاقة غير المشروعة بين الإف بى آى، المباحث الفيدرالية، وبين المجرم العتيد وايتى بلجر»، هو عنوان الكتاب الذى استقى منه كاتبا السيناريو مارك مالوك وجيز باتروورث، أحداث فيلم بلاك ماس للمخرج سكوت كوبر، وهو أحدث أفلام النجم جونى ديب، ويتم عرضه فى نفس الوقت عالميا وفى مصر.

وطوال مشاهدتى للفيلم كان يزن فى عقلى خاطر ماذا لو قرر مجموعة فنانين مصريين صنع فيلم ما، جميل، متماسك، عن جرائم بعض رجال الشرطة مبنيا على قصص حقيقية، تُرى ماذا سيكون مصيرهم غالبا سيتم جرجرتهم فى المحاكم أولاً، ثم سيتم اتهامهم بالخيانة العظمى للبلاد والعباد؟!

يتساءل الكثيرون لماذا لا نستطيع التحليق بأفلامنا كما تفعل هوليوود؟ والإجابة حين تتخلص عقولنا وعقول فنانينا من الخوف يومها فقط ربما نستطيع التحليق حتى لو بجناح واحد.

ودعنا نعد لبلاك ماس الذى يحكى قصة حقيقية بدأت فى السبعينيات من القرن الماضى حول عائلة بلجر التى قدمت لأمريكا شخصين شهيرين، أحدهما سياسى بارز، وسيناتور شهير، وأخيه وايتى أحد أشهر نجوم الجريمة المنظمة فى أمريكا، ثم كيف أقامت المباحث الفيدرالية علاقة غير مشروعة بين مجرم صغير وبينها، ليتحول إلى مجرم كبير بحماية البوليس، ويشير الفيلم إلى الفساد الذى يستشرى فى جهاز الشرطة الذى يعمل بعض أعضائه فى خدمة العصابات المنظمة، وينتهى الفيلم بالقبض على كل الأشرار، واستقالة السيناتور وكلها أحداث حقيقية.

قد يكون جزء من قيمة هذا الفيلم بالتأكيد هو بطله ديب بقدرته على تغيير شكله وأدائه من شخصية لأخرى، وقد تزيد قيمته بمخرجه الذى استطاع أن يحرك ممثليه ويمنح أحداثه صدقاً وواقعية وحتى قسوة ورقة متناقضة كحياة بطله، ولكن القيمة الحقيقية تأتى من الحكاية نفسها السيناريو والرواية المأخوذ منها الفيلم، فهو ككثير من الأفلام التى تتحدث عن الجريمة المنظمة فى أمريكا وتشير بأصابع الاتهام وهى تدين المجرمين، للطرف الآخر من الجريمة، البوليس المنوط به محاربة الجريمة فإذا به جزء من فساد المجتمع، بل لعله فى هذا الفيلم هو المسؤول عن توحش الجريمة وأبطالها، ورغم هذا فلم أسمع أو أقرأ بيانات شجب من وزارة الداخلية الأمريكية ولا من أجهزة الشرطة، اعتراضاً على الفيلم، كما لم أسمع أو أقرأ عن محامٍ أمريكى رفع قضية ضد جونى ديب أو مخرج الفيلم أو منتجيه، لأنهم أساءوا لجهاز الشرطة الذى يحمى البلاد من الداخل.

الخير والشر فى البشر تلك هى القاعدة التى سنها رب العزة خالق البشر، وبالتالى ففى أى مهنة هناك الصالح والطالح، ومن حق فن السينما أن يضىء الاثنين معا بحرية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة