د.عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: الحلم المشروع

الجمعة، 26 ديسمبر 2014 10:08 م
د.عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: الحلم المشروع ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق كل إنسان أن يحلم بالحرية فهذا حلم مشروع لا يستطيع أحد أن يمنع آخر من الحلم به.. الحرية كلمة ذات بريق ولمعان تغنى بها الإنسان فى كل زمان وكل مكان، هى ملكة متوجه على عرش القلوب والعقول، تأثيرها كفعل السحر، هى منتهى طموح الإنسان، لا يستطيع الإنسان أن يستغنى عنها، ويضحى فى سبيلها بالغالى والنفيس، قد يتخلى أو يستغنى الإنسان عن الأكل والشرب، لكن قضية الحرية مصيرية، قضية حياة أو موت، كافح الإنسان من أجلها طوال حياته. فالحرية هى إحدى أهم قضايا الشعوب وهى من الأوتار الهامة التى يعزف عليها السياسيون، فالكل يطمح لاستقلال بلاده، وأن يكون شعبه حرًا. وأبسط تعريف للحرية هى غياب الإكراه، كما أنها تمثل إمكانيات الفرد دون جبر أو ضغط خارجى فى اتخاذ القرار. كما أنها تمثل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة. وللحرية أنواع : منها الداخلية والخارجية، الداخلية تمثل حرية الفرد الشخصية فى إبداء الآراء وجهات النظر، أما الخارجية هى حرية المجتمع أى الحرية العامة.وتنحوا العديد من الفلسفات والأديان والمدارس الفكرية إلى أن الحرية جزء من الفطرة البشرية فهناك أنفة طبيعية عند الإنسان لعدم الخضوع والرضوخ وإصرار على امتلاك زمام القرار. والحرية تتعدد بتعدد وجهات النظر إليها منها الحرية السياسية والحرية الاقتصادية والحرية الاجتماعية والحرية الدينية وغيرها، وبسبب تلك اللفظة الساحرة ومذاقها المثير تعددت الأقوال بشأنها كل الناس يتحدثوا عنها الرجل العادى والفيلسوف والسياسى ورجل الدولة.. حتى رجال الدين، ومن أشهر تلك الأقوال قول (عمر بن الخطاب) متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا. وقول (فولتير) أنا لست من رأيكم ولكنى سأصارع من أجل قدرتكم على القول بحرية.. وقول (أبراهام لينكولن) من ينكر حرية الآخرين لا يستحقها لنفسه. وقول (المهاتما غاندى) الحرية هى روح الإنسان وأنفاسه فكم ثمن هذه الأشياء. ومن المفاهيم المغلوطة لدى كثير من الناس أن الحرية مفهوم مطلق متحرر من كل قيد وإلزام وهذا من الأخطاء الشائعة عن الحرية، الحرية التزام ومسئولية حريتى تنتهى عند بداية حرية الآخرين. أما عن مفهوم الحرية فى الإسلام فقد اهتم بها الإسلام وجعلها حقاً من الحقوق الطبيعية للإنسان، فلا قيمة لحياة الإنسان بدون الحرية، وحين يفقد المرء حريته يموت داخليا، وقد بلغ من تعظيم الإسلام للحرية أن جعل السبيل إلى إدراك الله هو العقل الحر، الذى لا ينتظر الإيمان بوجوده بتأثير قوى خارجية كالمعجزات والخوارق. وسياق الحديث عن الحرية يستدعى الحديث عن العبودية فالإنسان يتشوق دائما إلى الحرية، ويسعى بكل ما أوتى من قوة للهروب والانعتاق من العبودية، فالحرية بالنسبة للإنسان قيمة لا يعدلها قيمة. ولكن الأمر مختلف تماما فى نظر الإسلام فى العلاقة بين الحرية والعبودية ـ ففى نظر الشرع أن الإنسان خلقه الله ليكون عبدًا خالصًا له (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). و قد وصف الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية فى أكمل حالاتها عندما قال (سبحان الذى أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله) ( الإسراء) (1). و العبودية الشرعية الاختيارية هى أسمى صور الحرية، فكلما أحسن الإنسان فى الإتيان بالعبودية كلما ترقى فى منازل الحرية الحقيقية.فالحرية الحقيقية تكمن فى العبودية لله، لذا يتبين أن الدعوة للحرية يجب أن تكون مرتبطة بالدعوة للعبودية لله، فلا خير فى دعوة لحرية لا تكون العبودية لله تعالى طريقًا لها








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة