يقرأون الآن.. سيد ضيف يناقش الباحث سكوت هيبارد فى "السياسة الدينية والدول العلمانية".. ويتساءل: إلى أى مدى كان السادات ومبارك مؤمنين بأيديولوجية التيارات الإسلامية الأصولية؟

الأحد، 14 ديسمبر 2014 07:19 م
يقرأون الآن.. سيد ضيف يناقش الباحث سكوت هيبارد فى "السياسة الدينية والدول العلمانية".. ويتساءل: إلى أى مدى كان السادات ومبارك مؤمنين بأيديولوجية التيارات الإسلامية الأصولية؟ الدكتور سيد ضيف يقرأ "السياسة الدينية والدولة العلمانية"
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدكتور سيد ضيف، أستاذ الأدب العربى بالجامعة الأمريكية، باحث مميز شهد له الأساتذة وشهدت له بحوثه وأعماله وكتبه، قال عنه الدكتور أحمد مرسى، إن سيد ضيف باحث شيخ، نظرا لدقته وسعيه الدءوب وحرصه على أن يكون عمله كاملا كما ينبغى، كما يتميز "ضيف" بإيمانه بالمنهج العلمى ودوره فى رفع شأن الوطن والحياة.

والدكتور سيد ضيف، مشغول الآن بقراءة "السياسة الدينية والدول العلمانية.. مصر والهند والولايات المتحدة" للباحث الأمريكى سكوت هيبارد، ويؤكد "ضيف" أنه من وقت لآخر يلح على ذهنه سؤال يعتبره من أسئلة النقد الثقافى أكثر منه سؤالاً ينتمى لحقل علم السياسة، ألا وهو: من أجل ماذا قتل فرج فودة وطعن نجيب محفوظ فى رقبته بمطواة وطلق نصر أبو زيد من زوجته واضطر لمغادرة وطنه إذا كانت أجهزة صناعة العقول فى مصر تعادى خطاباتهم الحداثية وتتبنى خطابًا أيديولوجيًا ينافس خطاب التيارات الإسلامية الراديكالية فى أصوليته ورجعيته؟!.

ويتساءل صاحب كتاب "السرد بين الشفاهية والكتابة" لماذا اختار السادات ومن بعده مبارك أن يضربا التيارات القومية واليسارية بالتيارات الإسلامية الراديكالية؟ ويتابع، بالنسبة لى – لا تكفى الإجابة المتداولة فى الخطابات اليسارية والقومية؛ وهى أن السادات مكّن للتيارات الإسلامية الأصولية بسبب عداوته السياسية مع خصومه السياسيين من القوميين والاشتراكيين، ذلك لأن خصومتك السياسية مع أيديولوجية ما لا تكفى وحدها لتفسير أن تضع يدك فى نار أيديولوجيا أخرى ما لم تكن هذه الأيديولجية جزءا منك وأنت تجلٍ لها بدرجة من الدرجات!! فإلى أى مدى كان السادات ومن بعده مبارك مؤمنين بأيديولجيا التيارات الإسلامية الأصولية ومن ثم عادا بشراسة بلورة أى بديل أيديولوجى حقيقى؟ وإلى أى مدى كان عبد الناصر مؤمنًا بالحداثة كبديل أيديولوجى يقوم على العلمانية باعتبارها فصلا بين الدين والإدراة السياسية للدولة ومن ثم واجه بشراسة على المستوى السياسى التيارات الإسلامية الراديكالية لمنعهم من أن يكونوا البديل السياسى والأيديولوجى لمشروعه الحداثى القومى الاشتراكى؟! والأهم من هذا كله؛ لماذا عادة تنجح الدولة المصرية فى مواجهة التيارات الإسلامية الرجعية على المستوى السياسى والأمنى بينما تفشل أجهزة صناعة العقول بها فى مواجهة تغلغل الأصولية فى ثنايا المجتمع المصرى بل فى أعماق مؤسسات الدولة ذاتها؟!.

ويعود الدكتور سيد ليؤكد أن كتاب "السياسة الدينية والدول العلمانية" يقدم قراءه مقارنة لكيفية بلورة السياسة الدينية فى كل من مصر والهند والولايات المتحدة، فرغم ما يبدو بينها من اختلافات على مستوى السطح فإن ما بينها من اتفاقات سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، وما بينها من قواسم مشتركة أكبر وأكثر جوهريةً لا سيما فيما يتعلق بدور مسئولى الدولة فى تمكين الأيديولوجيات الدينية اليمينية الراديكالية والطائفية من التغلغل فى مؤسسات الدولة وطبقات المجتمع!!

ويؤكد مؤلف "الآخر فى الثقافة الشعبية" أن القراءة المقارنة لتجارب الدول الثلاث فيما يتعلق بالسياسة الدينية وانحيازها للتفسيرات الأكثر سلفية للتقاليد الدينية فى كل مجتمع فى أعقاب إعلان انتهاء الحرب الباردة يجعلنى أقلل من مصداقية الكلام عن دور المزاج الشخصى للرئيس السادات فى تحوله الدراماتيكى من مشروع الحداثة الذى بدأه ناصر المستند لتصوره لعلمانية تؤسس للمواطنة وتبتغى القومية العربية وتبتعد عن الأيديولوجية الدينية الأصولية كمنهج للإدراة الدولة سياسيًا، إلى تبنى (السادات) بوعى لنهج طُرح عليه وقبله ليكون جزءًا من نظام سياسى متجاوز لحدود الدول ومتغلغل فى مؤسساتها فى الوقت نفسه، وهو النظام السياسى الذى تؤسس به كل دولة عصر السياسة المحافظة، والذى يعتمد على الأصولية الدينية كمكون رئيس من مكونات ثقافة الناخب، ليكون صوته الانتخابى قد تم تشكيله فى مؤسسات الدولة، جنبًا إلى جنب مع تجمعات الأصوليين الدينيين سواء كانت فى مسجد من مساجدهم فى مصر، أو فى معبد من معابدهم فى الهند، أو فى كنيسة من كنائسهم فى أمريكا!

وعلى هذا يرى الدكتور سيد ضيف، أن إجابة سكوت هيبارد فى هذا الكتاب تعد مهمة لكونها استندت لقراءة مقارنة تتجاوز حدود التجربة الوطنية وتخلو من النظرة السياسية والانحيازات الحزبية. ولكنها فى الوقت نفسه إجابة محبطة لأنها تكشف صعوبة أن تتخلى الدولة عن انحيازها للرؤية الأصولية فى تفسيرها للتقاليد الدينية ما دام هذا الانحياز يحقق لها مصلحة أفراد مسئولين عن صياغة سياستها الدينية بحيث تحقق مكاسب سياسية ضيقة تتأتى لهم من توظيف كتل انتخابية على أسس أصولية أو طائفية، وتجنبهم فى الوقت نفسه عناء مواجهة التحديات الاقتصادية الحرجة والتى تفجر صراعات طبقية فى المجتمع يتم التغطية عليها بصراعات طائفية ودينية!.

وفى النهاية يقول "سيد"، إنه الآن أتذكر مقولة لأستاذى د. نصر أبو زيد: الأصوليون الرجعيون من جنود العولمة. كنت أود أن أسأله: من أين كنت تأتى بالأمل وأنت تحارب على كل الجبهات فى آن؛ الاستبداد، الرجعية، العولمة!
أسمع صوته هامسًا: إنها جبهة واحدة!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة