يقول الدكتور عمرو حسن، مدرس النساء والتوليد بمستشفى قصر العينى، إنه على الرغم من أن "القلب المكسور" يطلق على الشخص الذى تعرض لصدمة عاطفية أو قصة حب فاشلة، إلا أن هذا المصطلح يندرج أيضاً ضمن قائمة المصطلحات الطبية ضمن مرض يعرف بـ"متلازمة القلب المكسور "Broken-Heart-Syndrome "
ويوضح أنه الإصابة بالمرض تقتصر على النساء المسنات، كما تتشابه أعراضه مع مؤشرات حدوث الأزمة القلبية، غير أنه ليس خطيراً إلى هذا الحد، وقبيل الإصابة به تكون المريضات قد مررن على الأغلب بحادث أليم، مثل وفاة أحد الأشخاص المقربين أو الانفصال عن شريك الحياة.
ويؤكد "حسن" أنه لا تزال الأعراض السريرية لمتلازمة القلب المكسور حديثة إلى حد ما، وبالتالى فإن الأبحاث التى أجريت فى هذا المجال لا تزال محدودة بعض الشىء، إلا أن الباحثين أشاروا إلى إمكانية الإصابة بهذه المتلازمة جراء هرمونات التوتر التى يفرزها الجسم عند التعرض لحدث أو موقف يشعر فيه المرء بالإثارة،
وبناءً على ذلك نجد هرمونى الأدرينالين والدوبامين فى دم المريضات بنسب تركيز أعلى بكثير مقارنة بغيرهن، ولا يستطيع القلب تحمل هذه الهرمونات المتدفقة بكثرة دفعة واحدة، ومن ثم يتوقف جزء منه عن أداء وظيفته.
تجدر الإشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الحدث سيئاً أو سلبياً على الدوام، فقد أرجعت بعض الدراسات السبب فى إصابة النساء المسنات بصفة خاصة بهذا المرض إلى الانخفاض المستمر فى نسبة هرمون الأستروجين فى أجسامهن بعد بلوغ سن اليأس، لأن الأستروجين يوفر فى المعتاد حماية للقلب.
من ناحية أخرى، بينت الدراسات أن غالبية المريضات المصابات بمتلازمة القلب المكسور تكتب لهن النجاة، حيث إن معدلات الوفاة بالمرض لا تتجاوز نحو 3.%
وأوضح الباحثون أن التغيرات التى تطرأ على المصابات تتلاشى فى غضون أسابيع بشكل تام، حيث تبقى السيدات فى بادئ الأمر بغرفة العناية المركزة لمراقبة حالتهن الصحية عن كثب فى حال حدوث أية مضاعفات، مثل اضطرابات نظام القلب، غير أنهن يخرجن من غرفة العناية المركزة بعد أيام قليلة.
وعن أعراض متلازمة القلب المكسور، يوضح "حسن" أن تظهر الإصابة بمتلازمة القلب المكسور بضيق بالتنفس وآلام بالصدر وشعور بالغثيان، لذا فلا عجب أن تعتقد النساء اللواتى تظهر عليهن هذه الأعراض بإصابتهن بأزمة قلبية فى بادئ الأمر، وليس هن فقط من يعتقدن ذلك، فنحن أيضا نذهب إلى ذلك الاعتقاد.
ويؤكد أن نتائج الفحوصات الأولية التى يظهرها مخطط القلب الكهربائى ECG هى النتائج نفسها الدالة على الإصابة بالأزمات القلبية، لذا يتم عمل قسطرة كما هو معتاد لدى مرضى الأزمات القلبية لقلوب النساء المصابات. وبعد ذلك يتبين لنا أن هذه الأعراض ليست أعراضا لأزمة قلبية، لأن الدم يتدفق فى شرايين القلب بصورة طبيعية، وليس هناك أى أثر لضيق أو انسداد، غير أنه غالباً ما يكون هناك جزء من القلب لا يتحرك، وأن أكثر من 90% من المريضات تكون سنهن فوق 60 عاما.
