د. سامى عبدالعزيز: التليفزيون المصرى لم يصل إلى المستوى المنشود.. والرسالة الإعلامية أهم من إنفاق الأموال

الجمعة، 24 سبتمبر 2010 01:21 ص
د. سامى عبدالعزيز: التليفزيون المصرى لم يصل إلى المستوى المنشود.. والرسالة الإعلامية أهم من إنفاق الأموال  سامى عبد العزيز
حوار - ريمون فرنسيس - تصوير: سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ أرفض الأحكام المطلقة على أذواق المشاهدين.. والإعلانات وحدها ليست المؤشر الكافى على ارتفاع المشاهدة

«الفكر الهادف والتفريق بين الرسالة الخدمية والأهداف التجارية هو الحل حتى يتمكن التليفزيون من أداء رسالته» هكذا يلخص الدكتور سامى عبدالعزيز، الخبير الإعلامى الكبير وعميد إعلام القاهرة وعضو أمانة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، الحل لخروج تليفزيون الدولة من مآزقه المتتالية، وبصفته واحدا من أهم خبراء الإعلام فى مصر والوطن العربى وصاحب بصمات عديدة فى بحوث تطوير الإعلام وبحوث قياس الرأى العام والمشاهدة، يؤكد أن الإعلام لا يقاس بقدر الإنفاق عليه، وإنما بالفكر الذى يحركه، ومن واقع خبرته ودوره فى الإعلام الرسمى يفتح الملفات المسكوت عنها فى إعلام الدولة من إنفاق ومحتوى برامجى ودرامى فى حواره مع «اليوم السابع».

◄◄ فى تقديرك ما تأثير التضخم البرامجى والدرامى فى تليفزيون الدولة على المشاهد؟
- للأسف أصبح المجتمع المصرى أسير عادات رسخ لها المنتجون والقنوات، وأصبح نظاماً مسلماً به أن يوجد أكبر قدر من المسلسلات والبرامج فى رمضان، حتى أننا سلمنا فى وقت أن رمضان بدون فوازير يبطل فيه الصوم، ولكن الفوازير انتهت ولم يحدث شىء، والأمر هنا يحتاج إعادة نظر فى الأشياء، ومن الأفضل أن تكون هناك لجان تخطيط من المتخصصين تضم عناصر من علماء الاجتماع والنفس والتسويق، ولابد أن يستند هذا التخطيط إلى بحوث المشاهدة.

◄◄ توجد مراكز بحثية عديدة ولكنها بلا تأثير ومتهمة بعدم النزاهة؟
- صحيح أن هناك مراكز بحوث تابعة لأجهزة رسمية وبعض المراكز، ولكن نتائجها ومناهجها تحتاج إلى تدقيق ودرجة أعلى من النضج لكى تكتسب مصداقية أعلى، وهنا فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة نبدأ تجربة دراسة مسحية لعلنا نصل خلالها إلى ما هو أبعد من معدل المشاهدة، بل نقيس نسب تغير مزاج الناس.

◄◄ وما رأيك فى عرض ما يقرب من 36 مسلسلاً و25 برنامجا فى شهر واحد؟
- البعض قد يراها محرقة للأموال والمجهود والرسائل المستهدفة من هذا الإنتاج، وإذا كان هذا الإنفاق بهدف اقتصادى فعلينا أن نراجع حجم ما تم تحقيقه من مكاسب، وإذا لم يحقق مكسباً ولو بسيطا، فعلينا إعادة دراسة سوق الإعلانات، لأنه وقتها سيتأكد أن هناك مشكلة تتعلق بعدم إلمام المنتجين باتجاهات السوق وأذواق وتطلعات المشاهدين من خلال التفاعل معها بمعطيات سوق الإعلانات، أما إذا كان له هدف خدمى فعلينا أن نحسب مقدار تأثير هذا الإنتاج على المشاهد، ونقيس قدرة الناس على الاستيعاب، كما أن التكالب على المسلسلات يرفع سعرها دون داع، والمشاهد لا يستمتع بها ولا يتمكن من استيعاب وهضم مضمونها.

◄◄ لا توجد مصداقية للأرقام ولكن تقريبا أنفق التليفزيون ما يقرب من 500 مليون جنيه فى رمضان فما تعليقك؟
- أولاً لابد أن تكون هناك مصداقية للأرقام التزاما بقواعد الحوكمة التى تلتزم بها أى جهة حكومية، فهى تلزم ماسبيرو كمؤسسة حكومية بالإعلان عن أرقام المبالغ المنفقة، وكذلك العائد الإعلانى، أما ما يتم إعلانه فهو أرقام قد تتضارب وتختلف باختلاف مصادرها، وذلك لعدم وضوح قواعد ومعايير التسعير من جانب ومدى الالتزام بها عند التعاقدات والتنفيذ.

◄◄ هذا الإنتاج لم يلبِ ذوق الناس وأيضاً لم يحقق ربحاً من الإعلانات؟
- التخمين غير مقبول، ونحن نطلق حكماً مطلقاً على ذوق المواطن، فمن قال إن الناس كلها ذوقها واحد، يوجد من يحب العمل الترفيهى البسيط كنوع من التنفيس، وهناك من يفضل التاريخى.

◄◄ ما رأيك فى المحتوى البرامجى الذى تم تقديمه على التليفزيون المصرى فى رمضان؟
- فيما عدا عدد محدود جداً من البرامج سواء كانت على التليفزيون المصرى أو حتى الفضائيات، فقد جاءت البرامج فى أغلبها مكررة ومتشابهة ولا تضيف جديداً، بل إن هناك بعضاً من هذه البرامج فى أغلب المحطات تجاوزت أخلاقياً، كما أن بها اعتداء على مفهوم النجومية.

◄◄ ولماذا لم نلاحظ نجاح أى برنامج فى تحقيق أى علاقة مع الجمهور؟
- لأن هناك أصلاً حالة تشبع للمشاهد، فهذه البرامج تقدم نفس الضيوف والأسئلة والقضايا والفضائح، وحتى الألفاظ أيضاً، والغريب أننى وجدت بروموهات بعض البرامج تقول برنامج كذا ينفرد بضيوف معينين، ثم أجد برومو البرنامج التالى يتضمن نسبة كبيرة من نفس الضيوف، وقد يعود ذلك فى جزء كبير منه إلى استسهال المعدين وضعف مهاراتهم الثقافية والمعرفية، واعتماد المذيعات على المعد «الملاكى» الذى يناسب ثقافتهن المتواضعة.

◄◄ ما تأثير هذا الكم البرامجى على حجم المشاهدة للشرائح المختلفة من المواطنين؟
- الناس فى النهاية تختار من كل بستان زهرة، وإذا جذبها مسلسل أو برنامج تستمر فى متابعته، وبحكم أن التركيبة السكانية تؤكد أن الشباب هم النسبة الأكبر، فيصبح السؤال: هل تتم مراعاة احتياجات هذه الشريحة ونحن نخطط إعلامياً سواء فى رمضان أو فى أوقات أخرى؟

◄◄ مسؤولو ماسبيرو يقولون إن ما حققوه من إعلانات هو دليل على نجاح التليفزيون المصرى جماهيرياً.. فهل ترى التليفزيون يسد احتياجات الناس؟
- المعيار الإعلانى لا يكفى لتحديد ذوق الناس، خصوصاً أن نوعية المشاهد اختلفت، التليفزيون يحاول التقرب لذوق الناس، وبالتأكيد هى مهمة ليست سهلة، فهو يسعى لسد احتياجات الناس بشكل محدود، ولكنه لم يصل إلى المستوى المنشود.

◄◄ هل النتيجة التى خرج بها التليفزيون الرسمى من رمضان كانت تحتاج كل هذا الانفاق؟
- الأمر لايتوقف على الإنفاق لأن مهما كان الإعلام مكلفاً فالإعلام فى النهاية فكر، والفكرة الإعلامية أهم من الإنفاق.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة