الأرض تشهد أقوى عاصفة مغناطيسية منذ 21 عاماً.. رئيس معامل أبحاث الشمس يكشف تأثير البقع الشمسية على الكرة الأرضية.. ياسر عبد الهادي: نمر بالدورة الشمسية 25 ومتوسط عمرها 11 عاما وبدأت فى عام 2019

الخميس، 06 يونيو 2024 06:00 م
الأرض تشهد أقوى عاصفة مغناطيسية منذ 21 عاماً.. رئيس معامل أبحاث الشمس يكشف تأثير البقع الشمسية على الكرة الأرضية.. ياسر عبد الهادي: نمر بالدورة الشمسية 25 ومتوسط عمرها 11 عاما وبدأت فى عام 2019 الشمس - أرشيفية
كتب محمود راغب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

تشهد الكرة الأرضية هذه الأيام أكبر عاصفة جيومغناطيسية منذ حوالي 20 عاماً، حيث وصلت إلى الفئة الخامسة (G5)، وهو حدث متطرف يمكن أن يتسبب في اضطرابات موقته في الاتصالات والأقمار الصناعية وأنظمة تحديد المواقع بالعالم.

المعهد القومى للبحوث الفلكية أصدر تقريرا عن النشاط الشمسي في الفترة من 8 إلى 10 مايو 2024م، موضحا أنه استمراراً للنشاط الشمسي المتزايد في الأيام الأخيرة ما زالت منطقة النشاط الشمسي لمنطقة البقع الشمسية 3663، وكذلك النشاط المستمر في النمو والغاية في التعقيد للمنطقة 3664 تؤديان إلى زيادة خطر التوهج الشمسي المترقب حالياً. 


ما هو النشاط وما هي الدورة الشمسية ومتوسط عمرها ؟ وكيف يتم رصد التوهج الشمسى ورصد البقع الشمسية ؟ وهل للنشاط الشمسى تأثير على الكرة الأرضية ؟ وما هو تأثير العواصف الكهرومغناطيسية؟ .. كل هذه التساؤلات نتعرف على إجابتها في السطور التالية ونستعرض تفاصيل النشاط الشمسى الذى تشهده الشمس في هذه الأيام .

الدكتور ياسر عبد الهادى، رئيس معمل أبحاث الشمس، كشف إننا حاليا فى الدورة الشمسية رقم 25 من دورة النشاط الشمسى والتى متوسط عمرها 11 سنة بدأت منذ 2019 ، لافتا إلى أنه مع بداية الدورة الشمسية يكون النشاط الشمسى قليل والبقع الشمسية قليلة أيضا.

وأضاف رئيس معمل أبحاث الشمس بمعهد الفلك، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه مع زيادة عدد البقع الشمسية والانبعاثات الإكلينيكية التى تخرج من الشمس يترتب عليها عواصف كهرومغناطيسية تخرج من الشمس تجاه الأرض، موضحا أن هذه العواصف طبقا لشدتها يكون التأثير، موضحا أن تأثيرها يصل للطقس الفضائى، وقد تؤثر على وسائل الاتصالات اللاسلكية، لافتا إلى أن أقوى عاصفة شمسية حدثت كانت فى عام 1930 وكان لها تأثير فى ذلك الوقت على خطوط الكهرباء، لافتا إلى أن معظم تأثير العواصف الشمسية إن حدثت يكون شمال خط عرض 40 ناحية القطب الشمالي شمال أوروبا .

ولفت إلى أنه نتيجة للنشاط الشمسى الفترة الحالية تم رصد "الأورورا" أو ما يطلق عليها "الشفق القطبى" تزين السماء ربما لأول مرة في المنطقة المدارية القريبة، حيث تم رصده بالقرب من مدينة قسنطينة الجزائرية التي تقع على خط عرض 36 درجة شمالاً، مما يدل على شدة العاصفة الشمسية التي اشتد أوارها في تصاعد مطّرد منذ نهاية إبريل وبلغت ذروتها القصوى مما أنتج عاصفة مغناطيسية حادة تسببت في وصول ظاهرة الشفق القطبي (الأورورا) إلى المناطق المدارية القريبة في سابقة غير مشهودة على الأقل في الماضي القريب.

ولفت: كان هذا بتأثير العاصفة الشمسية الناتجة عن إحدى المناطق النشطة على سطح الشمس منذ يوم 30 إبريل ذات الرقم R3664 والتي مازالت إلى هذه الأثناء تنشط وتنفث مقذوفاتها الكتلية، لافتا إلى أن هذه العاصفة المغناطيسية تعتبر حتى الآن أقوى عاصفة ضربت الأرض منذ عام 2003 ميلاديا.

ومن جانبه قال الدكتور محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولى، إنه صور مؤخرا الشمس باستخدام مرصد الختم الفلكي في أبوظبي، وتبين من الصورة البقعة الشمسية العملاقة التي تسببت بأقوى عاصفة مغناطيسية على الأرض منذ 21 سنة، كما تظهر الصورة الثانية ألسنة اللهب العملاقة المنطلقة من الشمس.

وأضاف فى تقرير له: وتم استخدام تلسكوب شمسي مخصص لرصد الظواهر الشمسية، والذي يعمل بنطاق أشعة Hydrogen Alpha.، وتابع : فقد شهدت الشمس أربع توهجات قوية (Flare) خلال اليومين الماضيين، حدث الأول يوم الخميس 09 مايو في الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش، وكان بقوة X2.3، وحدث الثاني يوم الخميس أيضا في الساعة السادسة مساء وكان بقوة X1.1، وحدث الثالث يوم أمس الجمعة في الساعة 06:54 صباحا وكان بقوة X4.0، وحدث الرابع قبل ساعات من الآن، وتحديدا صباح السبت في الساعة 01:23 بقوة X5.8، وجميعهم تسببوا بانقطاع أطياف من الاتصالات اللاسلكية عالية التردد لمدة ساعات في مناطق معينة على الأرض، ومنها الوطن العربي.

وأضاف: وانطلق منها جميعها انبعاثات شمسية إكليلة (CME) اتجهت نحو الأرض، وهذه الانبعاثات حال وصولها للأرض تسبب اضرابات في المجال المغناطيسي الأرضي وتسبب ظهور الشفق القطبي، ونظرا لشدة هذه الانفجارات والانبعاثات، فقد شوهد الشفق القطبي في مناطق لم تشاهده منذ مدة طويلة.

وأشار: وصل الانبعاث الشمسي الأول الصادر من التوهج الأول إلى الأرض يوم الجمعة في الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينتش، وشوهد الشفق القطبي من مناطق واسعة في شمال الكرة الأرضية، وسجلت المجسات الأرضية حدوث عاصفة مغناطيسية أرضية بلغت قوتها G5، وذلك يوم الجمعة في الساعة 21:45 بتوقيت غرينتش.

وأشار إلى أن هناك متابعات حثيثة لهذه التوهجات والانفجارات لما تسببه من مخاطر على الأقمار الصناعية، والرحلات الجوية القريبة من القطب، فضلا عن التشويش على الاتصالات والمجال المغناطيسي الأرضي، وغيره من المخاطر التي تسببها هذه الظواهر.

وفى تقرير للجمعية الفلكية بجدة أشالرت إلى أن الدورة  الشمسية 25  بدأت في النصف الثاني من العام 2020  ولوحظ خلال الأشهر الماضية زيادة في النشاط على الشمس بشكل مطرد وهناك اعتقاد بأنها ستكسر ضعف النشاط الشمسي الذي رصد خلال الدورات الأربع الماضية، ويتوقع أن تصل الدورة الشمسية 25 ذروة نشاطها هذا العام 2024 أو 2025.

وأشارت الجمعية الفلكية في تقرير لها، أن الكرة الأرضية تشهد أكبر عاصفة جيومغناطيسية منذ حوالي 20 عاماً، حيث وصلت إلى الفئة الخامسة (G5) - وهو حدث متطرف يمكن ان يتسبب في اضطرابات موقته في الاتصالات والأقمار الصناعية وانظمة تحديد المواقع العالم، لافته إلى أن الفرصة مهيأة جدا لظهور الشفق القطبي عند خطوط العرض المنخفضة في المواقع البعيده عن أضواء المدينة.

وتابعت في تقريرها: لقد كانت أكبر عاصفة جيومغناطيسية في عصر الفضاء في 13 مارس 1989 ويعرف اليوم الذي جلبت فيه الشمس الظلام ، حيث ضرب انبعاث كتلي إكليلي قوي - سحابة من الغاز المتاين- المجال المغناطيسي للأرض، وبعد تسعين ثانية، تعطلت شبكة الطاقة في مؤسسة (هيدرو كيبيك) لتوليد الكهرباء الكندية ، وخلال 9 ساعات من انقطاع التيار الكهربائي الذي أعقب ذلك، وجد الملايين من السكان في مقاطعة كيبيك الكندية، أنفسهم بلا ضوء أو حرارة.

لقد أصبحت حادثة مارس 1989 الاضطراب النموذجي لفهم كيف يمكن للنشاط الشمسي أن يسبب انقطاع التيار الكهربائي.

ومع ذلك، كانت أجراس التحذير تدق منذ أكثر من قرن،  ففي سبتمبر 1859 ضرب انبعاث كتلي اكليلي المجال المغناطيسي للأرض - "حادثة كارينغتون" - ما أدى إلى عاصفة بلغت قوتها ضعف حادثة مارس 1989، حيث تدفقت التيارات الكهربائية عبر أسلاك التلغراف في العصر الفيكتوري ، ما تسبب في بعض الحالات في الشرر واشتعال الحرائق في مكاتب التلغراف، كانت هذه هي نفس نوع التيارات التي تسببت في تعطل شبكة الكهرباء في مؤسسة (هيدرو كيبيك)، وكان بمثابة جرس إنذار للصناعة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة