أكد عددا من الأطباء البيطريين، أن "أشعة السونار" لم تعد قاصرا على إجراءات الكشف عن الحمل عند الحيوانات، باعتباره وسيلة أكثر أمانا من "الجس" أو تلك الطرق التقليدية للتعرف على الأجنة، لكنه أصبح الآن أكثر تطورا، حتى يمكن القول أنه ساهم فى الحفاظ على رؤوس ماشية من الثروة الحيوانية، ووفر وسائل أكثر راحة وعناية للحيوانات لتحديده المشكلات التي يعانوا منها بشكل أكثر دقة.
يقول الدكتور وليد عادل أبو عامر، أخصائى الأشعة التشخيصية البيطرية، إن السونار البيطرى بدأ استخدامه فى مصر منذ عام 1989، لكنه كان قاصر في ذلك الوقت على الكشف عن وجود حمل من عدمه، لكن بتقدم الوقت والدراسات أصبح حاليا الجهاز يمكنه حساب عمر الجنين باليوم، مشيرا إلى أن كثيرا من أساتذة المعاهد البحثية والجامعات المصرية أسسوا لهذا العلم، حتى أن السونار البيطرى أصبح يمكن من خلاله عمل فحص باطنة كامل للحيوان، وذلك رغم تعدد وسائل التشخيص البيطرى، مثل: الإكس راى، المناظير البيطرية، والسى بى سى، وغيرهم، إلا أن جهاز السونار هو الأكثر استخداما والأشمل، ويمكن للأطباء البيطريين الاعتماد عليه والاستغناء عن كثيرا من الأجهزة.
وأوضح أبو عامر، في تصريحات خاصة لليوم السابع"،: أن السونار يُستخدم مع حيوانات المزرعة "البقر، الجاموس، الجمال"، في العديد من الفحوصات، التقليدي كتحديد الحمل، والحديث في الكشف عن مشكلات الرحم "الالتهابات الرحمية" بدرجاتها الثلاثة، أو صديد الرحم والذى في حال إجراء الكشف بطريقة "الجس التقليدية" قد يُفسره الطبيب البيطرى على أنه حمل، إلا أن السونار يُحدد المشكلة بدقة وبالتالي يوفر جُهد وتكلفة كبيرة جدا يدفعها مالك الحيوان فى طرق الكشف القديمة التي قد لا تُصل الطبيب إلى المرض الذى يعانى منه الحيوان سريعا.
وعدد الأمراض التي يمكن اكتشافها من خلال الكشف بالسونار، حيث يمكن الوقوف على أمراض تناسلية حيوانات المزرعة، والتي من بينها: أمراض المبيض "التحوصل، أو جسم أصفر ثابت"، لافتا إلى أن هذه الأمراض كان يتم التعامل معها قبل بحقن الحيوان بحقنة بتكلفة كبيرة، وفى حال عدم وجود نتيجة يتم الحقن مرة أخرى، أما اليوم فكشف واحد بالسونار يتم تحديد المشكلة ومنح العلاج الملائم لها في مرة واحدة، مضيفا: وفى كشف الباطنة لحيوانات المزرعة،: يساهم في اكتشاف العديد من الأمراض مثل: خراج في الكبد، مشكلات الرئتين، والالتهابات الرئوية بأنواعها، واكتشاف مشكلات القلب، مثل: إلتهاب القلب، والذى قد يكون ناتج عن ابتلاع الحيوان لمسمار والذى قد يؤدى إلى نفوق الحيوان، إلا أن السونار يكتشف هذا مبكرا ويتيح الفرصة لإجراء تدخلات جراحية وبالتالي إنقاذ حياة الحيوان.
ولفت أخصائى الأشعة التشخيصية البيطرية، أن السونار لا تختلف استخداماته كثيرا مع الحيوانات الأليفة عن نظيرتها بالمزرعة، حيث لم يعد قاصرا على الكشف عن الحمل، بل يساهم في اكتشاف الكثير من المشكلات مثل: الأجسام الغريبة في المعدة، حصوات المرارة، الكلى، المثانة، ويمكن حل المشكلة من خلال السونار سريعا، وغيرهم الكثير من الاستخدامات البيطرية للسونار.
في سياق مُتصل، قال الدكتور مصطفى فايز، أستاذ الطب البيطرى، بجامعة قناة السويس، عضو مجلس النقابة العامة للبيطريين السابق، إن "الجس أو السونار"، كلاهما وسيلة من وسائل التشخيص، تمكن الطبيب من التعرف على ما هو موجود داخل الإنسان أو الحيوان، من حمل أو أمراض مثل الأورام، موضحا أن الجس له نوعين خارجى، أو أن يتم إدخال اليد من المستقيم، وهو ما يحتاج إلى مهارة يدوية وإحساس عالى، مشيرا إلى أنها ملكات لا تتوافر لدى الجميع، لكن السونار يكشف بالموجات طبيعة بسهولة أكثر.
وأضاف فايز، فى تصريحات لليوم السابع،: أجهزة السونار تقدمت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وجعل الأطباء البيطريين قادرين على تحديد شكل المبيض لدى كل حيوان، ووجود بويضات من عدمها، والكشف عن الأورام، مشيرا إلى أهمية التوسع فى استخدامه، لتسهيل وخدمة الطبيب فى الكشف عن الأمراض مبكرا، خاصة أنه يمكن استخدامه لكل الحيوانات، الأفيال، والزراف، وحيوانات المزرعة، لكن طبيب الحيوانات المنزلية يحتاجه أكثر، لاهتمام مربيين الكلاب والقطط بشكل أكبر بتلك التفاصيل الدقيقة لحيواناتهم، سواء الحمل، الورم، حصر البول، وأشار إلى أن أهميته تزداد مع الحيوانات ذات الأسعار المرتفعة، مثل الخيول، لأنه يسهل تشخيص مرضه، ومن ثم التعامل معه بشكل أفضل.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور عمرو أمين، أخصائى طب وجراحة الحيوانات، لـ"اليوم السابع"، إن السونار بالنسبة للحيوانات، يتم الاعتماد عليه فى فحص المبيض، والكشف عن تكيسات المبيض مثل الإنسان تماما، وأيضا الكشف عن الحمل، والتعرف على حالة الأجنة، وبدء نمو عظام "الجرو"، مشيرا إلى أنه فى اليوم الـ55 يتم من خلاله قياس محيط قطر رأس القطة أو الجرو لتحديد ميعاد الولادة.
وأضاف أمين،: وأيضا يتم استخدامه فى الكشف على أمراض الباطنة، مثل: الكبد والكلى، والطحال، وأمراض طفيليات الدم، مثل "البابيزيا"، وفقر الدم، موضحا أن حمل الكلاب مثل تتراوح فترته من 58 حتى 63 يوم، وأحيانا تتأخر حتى 67 يوم، ويمكن هنا جهاز السونار الجيد فى اكتشاف الحمل من خلاله فى اليوم الـ25، وفى اليوم رقم 35 يمكن لصاحب الكلب أو القطة رؤية الأجنة والتقاط الصور معها بالسونار، ومن خلاله يتم تحديد ميعاد الولادة، لعمليات الولادة القيصرى للكلاب، ويتم ضبط غرفة العمليات، والحضانات.
من ناحية أخرى، قال مدير إحدى الوحدات البيطرية، إن جهاز السونار فى الوحدات البيطرية، وفرته الهيئة العامة للخدمات البيطرية، مساعدة منها للمربيين الكبار والصغار حفاظا على تنمية الثروة الحيوانية، حيث له عدة مميزات، مثل: الكشف المكبر عن الأمراض، وله وظيفة أساسية هى: تشخيص الحمل فى الماعز والنعاج والجاموس والأبقار والخيول، وعليه إذا كان الجزار يرغب فى ذبح البقرة بعد التأكد من مطابقتها للسن، يتم فحصها بالسونار للتعرف إن كانت "عشار" أم لا، للحفاظ على تلك الثروة.
وتابع: كذلك يستخدم فى التشخيص المبكر للأمراض فى القطط والكلاب، والحمل لديهم، بالإضافة إلى تشخيص بعض أمراض الكبد، وتضخم الكبد، وبعض أمراض الرحم، وأسعاره تتوقف على حسب كل حيوان، لكن بالنسبة للماعز، فى الوحدات لكونها خدمية فإن سعره 15 جنيه للرأس، وتختلف بالنسبة للخيل، والبقر، لكن جميعها أسعار رمزية.
وأشار إلى أنه ليس أى طبيب بيطرى يمكنه عمل السونار للحيوانات، حيث يتم إجراء دورات تدريبية مكثفة للأطباء البيطريين، قبل استخدامه، لافتا إلى أن "الجس" حرفة مكتسبة من خلال الممارسة، وكانت تمثل خطرا بشكل أكبر على الخيل، حيث كان يعرض الشخص إلى انتقال الأمراض له، وفقدان الجنين داخل الحيوان، وبعض الأمراض مثل البروسيلا، والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان فى حال عدم الالتزام باشتراطات الصحة، لكن السونار أكثر أمانا للطرفين.
