قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن رصيف المساعدات البحري الذى أقامته الولايات المتحدة أمام ساحل غزة بتكلفة 230 مليون دولار لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، فشل فى تحقيق هدفه ومن المتوقع أن تنتهى العمليات به قبل أسابيع من الموعد المقرر.
تم تشغيل الرصيف لمدة 10 أيام تقريبًا فى الشهر منذ إقامته أمام ساحل غزة وفى ما تبقى من الوقت، تعرضت لسلسلة من النكسات بما فى ذلك الخضوع للإصلاح عندما مزقته الأمواج العاتية، أو تم فصله لتجنب المزيد من الضرر، أو التوقف بسبب مخاوف أمنية.
أشارت الصحيفة، إلى أنه لم يكن المقصود من الرصيف أبدًا أن يكون أكثر من مجرد حل مؤقت حيث حثت إدارة بايدن إسرائيل على السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة عبر الأرض، وهى طريقة أكثر فعالية بكثير لتقديم المساعدة.
ومع ذلك، يعتقد بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين، أنه حتى الخطط المتواضعة للرصيف البحرى لن تكون كافية، حيث تحذر مجموعات الإغاثة من أن سكان غزة ما زالوا يواجهون الجوع الشديد، وسبق أن حذرت السلطات العسكرية المنظمات الإنسانية من احتمال تفكيك الرصيف مطلع الشهر المقبل، وهو جدول زمنى تعتقد أنه سيشكل ضغطا على إسرائيل لفتح المزيد من القنوات البرية.
وفى الانتكاسة الأخيرة، أعلن الجيش الأمريكي أنه سيتم سحب الرصيف العائم إلى أشدود. وزعمت القيادة المركزية الأمريكية أن الظروف المناخية المتوقعة كانت وراء قرار إزالة الرصيف العائم من موقعه الراسى فى قطاع غزة.
وقالت سابرينا سينج، المتحدثة باسم البنتاجون، إنه قد يتم إعادة ربط الرصيف وقد يتم استئناف إمدادات المساعدة فى وقت لاحق من هذا الأسبوع ومع ذلك، يرى الكثير من الخبراء والمنظمات الدولية والحقوقية أن الرصيف ما هو إلا غطاء إنسانى لسياسة غير إنسانية.
وفى وقت سابق من هذا الشهر، نفى البنتاجون اتهامات وسائل التواصل الاجتماعى بأن الرصيف تم استخدامه فى عملية إسرائيلية أدت إلى استعادة أربعة أسرى إسرائيليين وقتل 274 فلسطينيا وبعد ظهور مقاطع الفيديو، أصدرت القيادة المركزية الأمريكية بيانًا زعمت فيه أن الرصيف و"معداته وأفراده وأصوله لم تُستخدم فى عملية إنقاذ الرهائن فى غزة".
ووصف السيناتور روجر ويكر من ولاية ميسيسيبى، وهو عضو جمهورى كبير فى لجنة القوات المسلحة، الرصيف فى أوائل يونيو بأنه "تجربة باهظة الثمن تهدف إلى استرضاء الجناح اليسارى المتطرف".
وأفاد عمال الإغاثة أن سبع شاحنات فقط من المساعدات تصل إلى غزة عبر الرصيف كل يوم، وهو ما يقل كثيرًا عن الهدف المتمثل فى الوصول فى نهاية المطاف إلى 150 شاحنة يوميًا ووفقا لجيه ستيفن موريسون، رئيس مركز سياسات الصحة العالمية فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن "الحجم لا يكاد يذكر"
واجه المشروع انتقادات من العديد من الجمهوريين فى الكونجرس بسبب تكلفته، والمخاطر المحتملة على القوات الأمريكية، وقال السيناتور روجر ويكر من ولاية ميسيسيبى، وهو عضو جمهورى كبير فى لجنة القوات المسلحة، فى وقت سابق من هذا الشهر: "إن هذه التجربة غير المسؤولة والمكلفة تتحدى كل المنطق باستثناء التفسير السياسى الوأضح: استرضاء الجناح اليسارى المتطرف للرئيس".
وقالت القيادة المركزية يوم الجمعة، إنه تم تسليم 3500 طن من المساعدات إلى الشاطئ باستخدام الرصيف منذ بدء العملية فى 17 مايو، وتم تسليم حوالى 2500 طن منها منذ إعادة رصيف الرصيف واستئناف العمليات فى 8 يونيو.
لكن جماعات الإغاثة قالت أن الكثير من المساعدات التى تصل لا تصل إلى الفلسطينيين بسبب القضايا اللوجستية والأمنية، أعلنت مديرة برنامج الأغذية العالمى سيندى ماكين يوم الأحد أن المنظمة أوقفت عملها مؤقتا هناك بعد عملية الجيش الإسرائيلى فى غزة التى أنقذت أربعة رهائن احتجزتهم حماس وخلفت عشرات القتلى من المدنيين الفلسطينيين، وأثارت معلومات مضللة مفادها أن الرصيف تم استخدامه كجزء من تلك العملية. واعترف البنتاجون بوجود بعض النشاط العسكرى الإسرائيلى "بالقرب" من منطقة انطلاق الرصيف لكنه نفى استخدام الرصيف فى العملية.
يذكر أن الحكومة الإسرائيلية رفضت لعدة أشهر فتح معابر برية إضافية للمساعدة إلى غزة، ولم تفعل ذلك إلا بعد ضغوط وحتى مع فتح المزيد من المساعدات، لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام التوزيع داخل قطاع غزة، ويقول المسؤولون الإنسانيون لشبكة CNN إنه لا توجد حتى الآن طريقة فعالة لفض الاشتباك لحماية عمال الإغاثة.
