بأيديهم ليس بيد العدو.. الانتحار قاتل صامت فى الجيش الأمريكى.. دراسة تكشف: الجنود أكثر عرضة للوفاة بالانتحار تسع مرات من الموت فى المعارك.. وخبراء: انعكاس لأزمة أكبر بالمجتمع.. والبنتاجون يتحرك لإنقاذ محاربيه

الأربعاء، 19 يونيو 2024 10:30 م
بأيديهم ليس بيد العدو.. الانتحار قاتل صامت فى الجيش الأمريكى.. دراسة تكشف: الجنود أكثر عرضة للوفاة بالانتحار تسع مرات من الموت فى المعارك.. وخبراء: انعكاس لأزمة أكبر بالمجتمع.. والبنتاجون يتحرك لإنقاذ محاربيه البنتاجون - جنود أمريكيون
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعيدا عن المعارك والحروب العديدة التى شاركت ولا تزال تشارك فيها الولايات المتحدة، بشكل مباشر أو غير مباشر، فإن أحد أبرز الأزمات التى يعانى منها الجيش الأمريكى لا تتعلق بقدراته القتالية، أو كفاءة ضباطه، أو التمويل. ولكن بالصحة العقلية للجنود، والتى كانت سببا فى ارتفاع معدلات الانتحار بينهم بشكل كبير على مدار السنوات الماضية، بما دفع البنتاجون إلى اتخاذ إجراءات للحد من هذه الظاهرة.


مؤخرا، كشفت دراسة أجراها البنتاجون على مدار خمس سنوات، أن احتمالات وفاة الجنود الأمريكيين بالانتحار أكثر تسع مرات من احتمالات وفاتهم بنيران العدو.

 

وبحسب ما ذكرت صحيفة يو إس إيه توداى الأمريكية، فإن الدراسة التى نشرت فى مايو من قبل وكالة صحة الدفاع، وأجريت على مدار خمس سنوات بين 2014 و2019، وجدت أن الانتحار كان السبب الرئيسى للوفاة بين الجنود فى الخدمة خلال هذه الفترة. وكان هاك 883 حالة انتحار فى السنوات التى شملتها الدراسة، بينما كانت الحوادث السبب الثانى للوفاة بمعدل 814 وفاة مقابل 96 وفاة فى المعارك.

 

ولفتت الصحيفة، إلى أن الأرقام الخاصة بحالات الانتحار من عام 2019 تسبق المبادرات التى أطلقها الجيش الأمريكي والبنتاجون لمكافحة الانتحار، بما فى ذلك قوة العمل التى تعالج السلوكيات الضارة مثل إدمان الكحول، والتى يمكن أن تسبب الوفاة بالانتحار. وبالإضافة على ذلك، فإن وفيات المعارك تراجعت من 31 فى 2014 إلى 16 فى 2019 مع خفض عدد القوات التى تم إرسالها إلى مناطق الحرب فى الشرق الأوسط وأفغانستان.

 

فى المقابل، زادت حالات الانتحار بين الجنود فى الخدمة، وفقا للأرقام التى حصلت عليها الصحيفة. وتوفى 55 جنديا بالانتحار حتى إلى نفى عام 2024. وأشار مسئولو الجيش فى مقابلة مع USA Today إلى ارتفاع معدلات الانتحار فى المجتمع الأمريكى ككل، والتى انعكست بدورها فى صفوف الجنود، كما تحدثوا عن الأساليب الجديدة التى يستخدمونها للحد من الانتحار.

 

وبشكل عام، تراجع معدل الانتحار، الذى يقاس بعدد الوفيات لكل 100 ألف جندى، منذ عام 2019 عندما كان المعدل 28.8 لكل 100 ألف. وبالنسبة للجنود فى الخدمة فى 2020ـ يبلغ المعدل 36.2، وتراجع فى 2021 إلى 36.1، ثم تراجع بشكل أكبر فى 2022 إلى 28.9. وفى 2023، قفز المعدل على 36.6. فى 2024، كان المعدل 31.8 خلال أغلب شهر مارس، وفقا للأرقام التى حصلت عليها الصحيفة.

 

وكان البنتاجون قد أعلن فى سبتمبر الماضى عن اتخاذ نحو 100 إجراء يهدف إلى خفض عدد حالا الجيش، خاصة من خلال تحسين تأمين الأسلحة.

 

وتنقسم التوصيات إلى خمس فئات هي: جودة حياة الجنود، وخدمات الصحة النفسية، ووصم الأفراد الذين يطلبون المساعدة، ومراجعة التدريب على الوقاية من الانتحار، والسلامة فى ما يتعلق بالأسلحة.

 


فى عام 2022، خلصت ورقة بحثية إلى أن عددًا هائلا، نحو 30177 فردا عسكريا سواء فى الخدمة أو من المحاربين السابقين، ممن شاركوا فى حروب ما بعد 11 سبتمبر، قد ماتوا منتحرينً - وهو رقم أكبر بأربع مرات على الأقل من 7057 من أفراد الخدمة الذين قُتلوا فى ميادين الحرب خلال ذلك الوقت.

 

وحذرت الإحصائيات فى تقرير من مشروع تكلفة الحرب وهو جهد بحثى مشترك بين جامعة براون وجامعة بوسطن أنه ما لم تُجرِ الحكومة الأمريكية والمجتمع الأمريكى تغييرات كبيرة فى الطرق التى ندير بها أزمة الصحة العقلية بين أفراد الخدمة والمحاربين القدامى، فإن معدلات الانتحار ستستمر فى الارتفاع، وأضاف البحث: "هذه تكلفة حرب لا يمكننا قبولها".

 

وبشكل عام، تشهد الولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا فى معدلات الانتحار، هو الأعلى منذ عقود. وأظهرت بيانات حكومية أمريكية العام الماضى أن نحو 49.500 شخصا قد أنهوا حياتهم فى الولايات المتحدة فى 2022، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق.

 

وحذر الخبراء من أن الانتحار معقدا، والزيادات الأخيرة ربما تكون مدفوعة بمجموعة من العوامل من بينها المعدلات الأعلى من الاكتئاب، ومحدودية خدمات الصحة العقلية المتاحة.

 

إلا أن أحد العوامل الرئيسية هو تنامى إتاحة الأسلحة، بحسب ما تقول جيل هاركافى فريدمان، نائب رئيس الأبحاث فى المؤسسة الأمريكية لمنع الانتحار.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة