رمضان بلا طقوس أو شعائر فى غزة.. شهادات حية من القطاع تكشف حجم المعاناة خلال الشهر الفضيل.. الهلال الأحمر: الاحتلال حوله إلى شهر الفقد والوجع.. فلسطينيون: لم يعد هناك سلع نشتريها ومساجد نعتكف ونصلى بها التراويح

الجمعة، 05 أبريل 2024 08:00 م
رمضان بلا طقوس أو شعائر فى غزة.. شهادات حية من القطاع تكشف حجم المعاناة خلال الشهر الفضيل.. الهلال الأحمر: الاحتلال حوله إلى شهر الفقد والوجع.. فلسطينيون: لم يعد هناك سلع نشتريها ومساجد نعتكف ونصلى بها التراويح رمضان في غزة
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

<< متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: عائلات بأكملها تصوم وخلال موعد الإفطار تتناول أعشاب برية

<< صحفى فلسطيني: الأسواق كانت مزدحمة في رمضان السابق والآن خالية وافتقدنا موائد الرحمن

<< فتاة فلسطينية تروى تفاصيل إعدام الاحتلال لأسرتها وهم صائمون خلال رمضان

<< سيدات فلسطينيات: الاحتلال يتعمد استهدافنا في وقتى الإفطار والسحور

<< طبيب فلسطيني: لم أعد استطيع توفير الطعام لعائلتى

<< مدير شبكة المنظمات الأهلية: الفلسطينيون يقضون رمضان بالمخيمات نازحين وينتظرون الوجبات عبر المطابخ المجتمعية

<< مواطن: لم تعد وجبات الإفطار والسحور كافية ولا نستطيع إقامة الشعائر الدينية

<< إعلامى فلسطيني: رمضان ذكرنا بفقد الأحباب وحجم الجروح ونسأل أنفسنا دائما من سيموت أولا؟

ينظر محمد إلى شقيقه مازن، وهما من بقيا من أسرة كاملة مكونة من أب وأم و4 أبناء، بعد أن استهدف الاحتلال منزل العائلة منذ شهر، يحكى محمد مع شقيقه عن ذكريات رمضان وعيد الفطر العام الماضي، وكيف أن الأسرة كانت تستعد للعيد بإعداد الكحك والحلوى، والأب يجمع أبنائه الأربعة لأداء صلاة التراويح في مسجد العمرى الكبير – أحد أقدم المساجد في القطاع – ولكن في رمضان هذا العام لا يوجد الأب الذي يذهب بهم لأداء صلاة التراويح والأم التي تعد الكحك لحقت بالأب، وحتى أشقائهما الاثنين استشهدا مع الأسرة، والمسجد العمري تم استهدافه من قبل الاحتلال ولم يعد تقام صلاة التراويح في المساجد بل لم تعد هناك مساجد في القطاع فغالبيتها دمر بسبب القصف.

في دوار الكويتى بمدينة غزة، ينتظر يوسف قدوم المساعدات كي يحصل على وجبة صغيرة تكاد لا تكفى فرد واحد، كي يأكلها هو وزوجته وأبنائه الاثنين خلال موعد الإفطار في شهر رمضان، منذ منتصف الليل يقف "يوسف" في جمع كبير من الفلسطينيين ينتظرون وصول تلك المساعدات فجر ذلك اليوم، خلال توديعه لأسرته قبل الذهاب لدوار الكويتى خشيت عليه زوجته، خاصة أن هناك واقعة قبلها بأيام لاستهداف الاحتلال لتجمع لفلسطينيين ينتظرون المساعدات واستشهاد العشرات، ولكن كان رد زوجها أنه ما باليد حيلها ولابد من الحصول على وجبة ليستطيع إطعام الأسرة ليظلون على قيد الحياة.

ركض يوسف مسافة تقرب إلى 5 كيلو مترات من المنزل لدوار الكويتى، وبمجرد أن شاهد المساعدات تقترب كان الفرحة تغمره، ولكن دقائق فقط وكان الاحتلال قد أطلق نيرانه صوب تجمع الفلسطينيين، ويستشهد "يوسف" وتعود جثته إلى زوجته وأبنائه مع بعض ممن كانوا متواجدين معه لانتظار المساعدات، هذا المشهد الذي تكرر عدة مرات خلال شهر رمضان، حيث تستهدف قوات الاحتلال الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات وتقتل العشرات منهم.

هذا ببساطة حال الأسر في قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك منذ بدايته، حيث لا أجواء لهذا الشهر الكريم داخل القطاع، فـ"رمضان بلا شعار أو طقوس بل كابوسا"، هذا هو شعار تلك الأيام داخل مدن وشوارع غزة، لم يعد هناك تجمع للعائلات حول مائدة الإفطار أو السحور، ولا مساجد للاعتكاف وأداء صلاة التراويح بها، أو زينة وفانوس رمضان في الشوارع التى أصبحت مدمرة، أو منازل يزورون فيها أقاربهم، فكل ما يشغل اهتمامات الفلسطينيين داخل القطاع الآن هو كيفية الهروب من القصف، وتأمين الوجبات الخاصة بالإفطار والسحور، وأصبح المشهد العام في القطاع هو انتظار المساعدات للحصول على وجبة للأسرة للإفطار، بل يمكن استهداف الفلسطيني خلال انتظار تلك المساعدات.

الهلال الأحمر الفلسطيني: رمضان شهد الفقد والجوع في غزة وليس الخير وتجمع العائلة

نبال فرسخ، المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، تكشف جانب من تلك المعاناة للفلسطينيين داخل القطاع خلال شهر رمضان وقبل حلول عيد الفطر، مؤكدة أن رمضان هذا العام ليس مثل أي رمضان يمر على قطاع غزة في الأعوام السابقة، حيث إن رمضان هذا العام جاء في وقت أصبح فيه أهل غزة شبه صائمين من أشهر طويلة نتيجة عدم توافر الطعام بالكاد يستطيع الفلسطينيين توفير كمية قليلة من الطعام كي يبقون على قيد الحياة.

نبال فرسخ
نبال فرسخ

"رمضان شهر الود والمحبة والكرم الذي يجمع العائلة وشهر الخير هذا العام أصبح عكس ذلك في ظل الحرب على قطاع غزة، حيث فرق الاحتلال بين العائلات والأهالى وبعضهم يتواجد في شمال غزة والبعض الأخر في الجنوب، و85 % من أهالى القطاع نازحين والعائلات تفرق شملها نتيجة الحرب والنزوح حتى فرصة الاجتماع على مائدة الإفطار حرم منها الفلسطينيين في قطاع غزة"، هكذا تصف نبال فرسخ حال الفلسطينيين خلال شهر رمضان، موضحة أن الفلسطينيين لم يستطيعون إقامة شعار رمضان الذي يعد شهر الخير والعبادة والصلاة وصلاة التراويح بالمساجد، حيث إن الاحتلال دمر الغالبية العظمى من المساجد في قطاع غزة حتى الفلسطينيين كانوا يصلون على ركام المساجد.

وتتحدث المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، عن كيف يؤمن الفلسطينيين وجبة الإفطار والسحور خلال شهر رمضان قائلة :"حتى وجبة الإفطار التي تهم بها كل عائلة في غزة، اليوم الناس في القطاع يصومون ولا يعرفون ماذا ستكون وجبة الإفطار أو من أين سيأمنون وجبة الإفطار في ظل انعدام الأمن الغذائي الحاد وصعوبة توفير الحجم القليل من الطعام، وهناك عائلات بأكملها تصوم وخلال موعد الإفطار لا يكون لديها سوى القليل من الخبز وبعض الأعشاب البرية وأناس في منطقة غزة والشمال اضطروا للاعتماد على الأعشاب والنباتات البرية الموجودة في الأراضي والجبال من أجل أن يستطيعون العيش وعائلات كاملة تفطر على معلبة واحدة من الفول أو البقوليات، وبالتالي الظروف قاسية للغاية وصعبة والأصعب أن رمضان يتزامن مع قصف إسرائيلي متواصل على مناطق متفرقة في قطاع غزة ".

وتتابع :"منذ بداية رمضان والاحتلال يواصل قصفه لكافة أرجاء قطاع غزة سواء مدينة غزة أو المحافظة الوسطى وخان  يونس ودير البلح ويستشهد الفلسطينيين ويصابون ويجرحون وهم داخل بيوتهم صائمون، والاحتلال خلال شهر رمضان يواصل قصفه للمدنيين في بيوتهم في مناطق مختلفة في قطاع غزة، كما أن رمضان هذا العام يأتى والناس نازحين متواجدين إما في مراكز الإيواء أو خيم وليسوا في بيوتهم بعض ما دمر الاحتلال أكثر من 70 % من المنازل في غزة، وأرغم الفلسطينيين على النزوح وبالتالي ما في أجواء لرمضان لأن الناس خارج بيوتها".

وتوضح المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أن الاحتلال ليس فقط يقصف الناس بل يستهدف الفلسطينيين بشكل متعمد خلال محاولتهم للحصول على القليل من المساعدات، حيث يحدث هذا في محافظة غزة والشمال عندما ينتظر المواطنين المساعدات المحرومين منها فقط من أجل الحصول على القليل من الطعام، ويتم استهدافهم وعشرات الشهداء والجرحى يسقطون حتى خلال شهر رمضان وهم في انتظار وصول المساعدات الإنسانية، متابعة : " هذا الإجرام سيجعل العيد هذا العام في غزة حزينا وكئيبا وأليما خاصة في ظل الفقدان والوجع واستشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني وأكثر من 74 ألف جرحوا، وأكثر من 70 % من الفلسطينيين فقدوا بيوتهم وأكثر من 2 مليون فلسطيني أصبحوا نازحين، فالمعاناة والوجع متواصلان مع أهالي غزة بسبب استمرار الحرب للشهر السادس على التوالي".

الأونروا: هناك القليل جدا من الراحة للفلسطينيين في غزة في رمضان واستمرار الصراع بلا هوادة

في تقرير صادر من وكالة الأونروا، في 25 مارس، يتحدث فيه عن حال الفلسطينيين بعد انقضاء نصف شهر رمضان واقتراب موعد عيد الفطر، هذا التقرير الذي سلط الضوء على معاناة كبيرة يعيشها أهالى القطاع، مؤكدا أن هناك القليل جدا من الراحة للفلسطينيين في غزة، حتى خلال شهر رمضان المبارك، مع استمرار الصراع بلا هوادة في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في مختلف أنحاء قطاع غزة بما في ذلك جنوب غزة من خلال الغارات الجوية والقصف أيضا في رفح التي تقدر الأونروا أن ما مجموعه 1,2 مليون شخص يعيشون فيها الآن، غالبيتهم العظمى في ملاجئ رسمية وغير رسمية.

تقرير الأونروا
تقرير الأونروا

والوكالة سلطت الضوء على الارتفاع الكبير في أسعار الأطعمة وانتشار المجاعة خلال الشهر الكريم، حيث نقلت خلال تقريرها عن جمعية "المعونة المسيحية" الخيرية تأكيدها أن أسعار المواد الغذائية في غزة ارتفعت بشكل كبير مع اقتراب الوقت بسرعة نحو المجاعة، وفي شمال غزة، أصبحت السلع الأساسية أغلى 25 مرة مما كانت عليه قبل الحرب، حيث كان كيس دقيق يبلغ وزنه 25 كيلوغراما معروضا للبيع في شمال غزة بأكثر من 400 دولار، كما خلص التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن ما يصل إلى 1,1 مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، متوقعة تفاقم معدلات سوء التغذية ما لم تزد المساعدات وتصل إلى السكان الأشد عرضة للمخاطر والذين يصعب الوصول إليهم.

وتوضح الوكالة الأممية، أنه في أعقاب الإعلان عن أن المجاعة وشيكة، لم يطرأ أي تغيير كبير على حجم الإمدادات التي تدخل غزة أو تحسن في إمكانية الوصول إلى الشمال، حيث شهدت الأيام الـ23 الأولى من شهر مارس عبور ما معدله 157 شاحنة مساعدات يوميا إلى قطاع غزة، بينما لا يزال هذا أقل بكثير من القدرة التشغيلية لكلا المعبرين الحدوديين والهدف المتمثل في 500 شاحنة في اليوم، كما تواصل السلطات الإسرائيلية رفض قوافل الأونروا الغذائية العاجلة المتجهة إلى شمال غزة، ومنذ يوم 21 مارس، دأبت الأونروا على تقديم طلبات يومية إلى السلطات الإسرائيلية، وقد رفضت جميعها دون إبداء الأسباب. ورفض أيضا طلب رابع قدم في 24 مارس.

وتكشف الوكالة حجم أزمة النازحين في القطاع، مؤكدة أنه حتى 23 مارس، نزح ما يصل إلى 1,7 مليون شخص في مختلف أنحاء قطاع غزة، بعضهم عدة مرات، حيث يتم إجبار العائلات على الانتقال بشكل متكرر بحثا عن الأمان، وفي أعقاب القصف الإسرائيلي المكثف والقتال في خان يونس والمناطق الوسطى في الأيام الأخيرة، انتقل عدد كبير من النازحين مرة أخرى إلى الجنوب.

خلال هذا التقرير نحاول أن نقترب من الأوضاع المأساوية للفلسطينيين منذ بداية شهر رمضان ومع اقتراب نهايته، ونبرز عن قرب حجم تلك المعاناة، وكيف حول الاحتلال شهر رمضان المبارك لكابوسا على أهالى غزة في ظل استمرار هذا العدوان الغاشم الأبشع في التاريخ الحديث، غير مهتما بكل القرارات الدولية بوقف إطلاق النار، وغير ملتزما بكافة القوانين والأعراف الدولية التي تعتبر انتهاكات الاحتلال إبادة جماعية، من خلال مجموعة من الشهادات والمعلومات التي توضح حجم تلك المأساة الأصعب التي يشهدها أهالى القطاع.

صحفي مقيم بشمال غزة: الأسواق خالية من السلع ولم يعد هناك عائلة نزورها ولا مساجد نصلى بها

أحد تلك الشهادات من الصحفى الفلسطيني المقيم في قطاع غزة عماد زقوت، وشمال غزة، حيث المنطقة الأكثر تعرضا للدمار والمجاعة في القطاع، حيث يتحدث عن تفاصيل تلك المأساة ويقول إن أهالي غزة أحيوا شعائر رمضان بالصيام والصلاة وهي فروض ثابتة ولكن الخلاف عن رمضانات السابقة هو المساجد والتي لم تعد موجودة في شمال غزة ومدينة غزة ومعظم المساجد تم تدميرها  خلال هذه الحرب تدمير كامل والناس الآن أصبحت تصلى في الشوارع والساحات العامة .

ويكشف عماد زقوت، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من قطاع غزة، الاختلاف بين رمضان هذا العام ورمضان في الأعوام السابقة، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بصلة الرحم والزيارات أثناء رمضان، فنصف الشعب الفلسطيني وأكثر في قطاع غزة في جنوب قطاع غزة وثلثه موجود في مدينة غزة وشمال قطاع غزة، ولا تستطيع الناس التزاور ومعظم العائلات تفرقت بين الشمال والجنوب، وهذا أوجد حالة من عدم القدرة على التراحم والتواصل، والناس تواصلت مع بعضها عبر الاتصالات ولكن حتى الاتصالات نفسها بها إشكاليات ولكن رغم ذلك تواصلوا فيما بينهم عبر الاتصالات.
"الأسواق كانت مزدحمة في السابق ويوجد بها الكثير من البضائع والحلوى والمأكولات التي تخص فقط شهر رمضان ولكن هذا العام الأسواق خالية لا يوجد بها شيء"، هكذا يكشف الصحفى الفلسطيني الفارق بين رمضان هذا العام ورمضان في الأعوام السابقة، موضحا أن الفلسطينيين متعودون كل عام خلال شهر رمضان على الإقبال على الحلوى خاصة حلوى القطايف التي تكون في كل بيت فلسطيني وتحديدا في غزة ولكن هذه الحلوى لم تعد موجودة الآن بسبب العدوان الإسرائيلي والحصار ومع وصول المساعدات وأي شيء متعلق بالمأكولات وغيره في شمال قطاع غزة.

ويتابع :"كانت دائما موائد الرحمن في غزة مليئة بأصناف الطعام في البيت الفلسطيني المشهور بالمأكولات الرمضانية ولكن في هذا العام هذه الأكلات الرمضانية غير موجودة بسبب الحرب والحاجز الذي فضل بين الشمال والجنوب، حتى زينة رمضان لم تعد موجودة كما كانت في السابق والتي كانت في كل شارع وبيت ومنزل حتى في المؤسسات الحكومية والخاصة، ولكن هذا العام غير موجودة، وكثير من الأسر فقدت من أبنائها شهداء ومنهم أسرى وجرحى ومفقودين وهذا أوجد حالة من الحزن الذي خيم على هذه العائلات في رمضان التي فدقت أبنائها على موائد الصيام والطعام وخيم الحزن على الأسر الفلسطينية، والناس تعيش حالة من القلق في رمضان لأن القصف مستمر والاحتلال الإسرائيلي يتقدم لمناطق سكانية كما حدث في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، وهو ما يجعل الناس تعيش حالة من الخوف في ظل استمرار القصف".

عماد زقوت
عماد زقوت

ويوضح عماد زقوت، أن كثير من الأسر الفلسطينية فقدت منازلها ودمرت آلاف الوحدات السكنية في مدينة غزة وشمال قطاع غزة وكثير من العائلات يتواجدون في مدارس النزوح ومراكز الإيواء وهذه البيئة غير مناسبة في رمضان حيث يتجمع الناس ببعضهم ببعض ولكن الازدحام والإشكاليات كان لها  واقع صعبا على نفوس الناس الذين فقدوا بيوتهم وكانوا دائما في رمضان بالأعوام السابقة يزينون بيوتهم ويحضرون ويجهزون لرمضان ويستقبلون الزوار من الأقارب والجيران والأصدقاء ويحرصون على التزاور ولكن هذه البيوت الآن نسفت وقصفت بفعل هذا العدوان وهذه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".

خلال حديث عماد زقوت تطرق إلى حادث استهداف وحصار مستشفى الشفاء الطبي والذي وقع أيضا خلال شهر رمضان، وهنا في تلك الواقعة التي شهدت أبشع الجرائم حيث حصار المرضى والطواقم الطبية في غرف ضيقة بالمستشفى وحرق المنازل المحيطة وتنفيذ إعدامات ميدانية، حصلنا على شهادة من قلب قطاع غزة، للفتاة الفلسطينية هبة رأفت أبو حصيره، التي تروى تفاصيل إعدام الاحتلال لأسرتها أمام عينها في منزل الأسرة الذي يتواجد في محيط مستشفى الشفاء خلال شهر رمضان قائلة :"حرفيا ربنا نجاني أكتر منً مرة  من موت حتمي، بيتنا بالقرب من مستشفى الشفاء وراء محمصه الرمال قد تم قصفه بشكل جزئ، نزحنا كتير ورجعنا لبيتنا، وفجأه في أحد أيام رمضان وجدنا آليات اليهود والدبابات على رأس شارع ومكبرات الصوت تنبه مدنيين بعدم التحرك أبدا من بيوتها وأي شخص يتحرك سيتم إطلاق النار عليه".

شهادة لفتاة فلسطينية أعدم الاحتلال أسرتها أمام عينها بمحيط مجمع الشفاء خلال شهر رمضان

وتضيف وفقا لنص شهادتها :"التزمنا بالتعليمات وفي منتصف نهار اليوم التالي اشتدّت اشتباكات وصوت مدافع وقذائف الدبابات تضرب علينا ونحن بداخل البيت، وفجأه لقينا جنود الاحتلال اقتحمت منزلنا دون أي سابق إنذار وبدأت بإطلاق النار بشكل جنوني لحد ما وصلت للغرفة التي قاعدين فيها كسرت باب علينا واطلقت النار عل جميع أفراد عائلتي بلا استثناء رأيت موت أهلي بعيني أمي، اخي، أختين كانوا قاعدين بجانب بعض يستنجدوا ويتحاموا في بعض وكنت جالسة بعيدة عنهم على سريري وهم على أرض أوقف جندي إطلاق النار عليهم بعد رشق اكتر من خمسين رصاصه خرقت أجسامهم ثم وجه سلاح باتجاهي في منتصف رأسي وتردد في إطلاق النار، ثم ابلغ أحد من القادة أن جميع ما في منزل ماتوا إلا أنا".

وتتابع :"أثناء إطلاق النار على أهلي كنت أناشده أن يوقف النار ونحنا مدنيين لم يسمعن من قوه صوت الرصاص المتتابع ، أخرجني من مكان مجزره أهلي إلى غرفة اخرى وأمروني أن أجلس بدون أي صوت لم أسمع كلام وبدأت بالبكاء شديد بسبب ما حدث بأهلي واترجيتهم أكثر من مرة أن أبقى هنا وأرى أهلي لعلي أجد منهم من على قيد حياه كل ما أترجاه يرفع سلاح علي ليضمن سكوتي ومن ثم أخرجني من بيت وسلاح موجه نحوي لحد باب بيت وقال لي أذهبي من هنا، سألته أين أذهب وأهلي هنا رفع سلاحه ثانيا وأطلق نار بجواري، خرجت من بيتي باكية ولا أعرف أين أتوجه وقلقي على أهلي، ووجدت دبابات في شارع لم أعرف ماذا افعل وقفت ساكنة بكمية الآليات والدبابات والهول وكمية خطر خارج منزلي، أصبحت خارج منزل ولا أعرف وجهتي ولا اعرف ما مصير عائلتي، ولم أريد الحراك بعيدا عن شارع منزلي لكي أبقى قريبة من أهلي إذا انسحبوا من منزلنا، إلا أنني وجدت دبابة تطلق النار باتجاهي وقد أصابتني في يدي واتجهت راكضه وباكيه بمكان بعيدا عن وجود دبابات وعن خطر بلا وجه محدده لي".

هذه كانت شهادة هبة رأفت أبو حصيرة، التي أعدم الاحتلال أسرتها وهم صائمين خلال شهر رمضان، ضمن عشرات بل مئات المجازر التي يتركها الاحتلال شكل يومى من بداية الشهر الكريم، غير عابئ بأي دعوات ومناشدات دولية بضرورة وقف الحرب، وصلاحه موجه للكبار والصغار ، الأطفال والشيوخ والنساء وكل من ينبض قلبه بالحياة.

المرصد الأورومتوسطى: إعدام 13 طفلا من قبل الجيش الإسرائيلي بمجمع الشفاء

هذه الشهادة توضح تلك المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال بمجمع الشفاء الطبي خلال شهر رمضان، والتي استمرت لعدة أيام حاصر فيها المرضى والأطقم الطبية في حجر منفردة وأعدم ميدانيا العشرات، كما أحرق المنازل المحيطة بالمستشفى، وكان من بين من تم إعدامهم أطفال جرحى ونازحين في المستشفى وهو ما كشفه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الذي أكد في تقريره الصادر في 26 مارس، أنه وثق إعدام 13 طفلا من قبل الجيش الإسرائيلي من خلال إطلاق نار مباشر باتجاه أطفال فلسطينيين في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة ما أدى إلى مقتلهم وذلك في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، وبما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قائمة بحد ذاتها، وتأتي في سياق جرائم القتل التي ترتكبها إسرائيل تنفيذا لجريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ ستة أشهر.

المرصد الأورومتوسطى
المرصد الأورومتوسطى

وأوضح المرصد خلال تقريره، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب ولا يزال جرائم مروعة بشكل منهجي خلال عملياته العسكرية منذ أكثر من أسبوع داخل مستشفى الشفاء ومحيطه بما في ذلك عمليات قتل عمد وإعدام خارج نطاق القانون والقضاء ضد المدنيين الفلسطينيين، حيث تلقى إفادات وشهادات متطابقة بشأن جرائم إعدام وقتل بحق أطفال فلسطينيين تترواح أعمارهم ما بين 4 سنوات و16 سنة، بعضهم أثناء محاصرتهم من قبل الجيش الإسرائيلي مع عوائلهم داخل منازلهم، وآخرين خلال محاولتهم النزوح في مسارات حددها لهم الجيش الإسرائيلي مسبقا، بعد أن أجبرهم على النزوح من منازلهم وأماكن سكنهم.

أسماء عبد الفتاح: الاحتلال يتعمد وقت الإفطار والسحور لاستهدافنا.. ونعيش على معلبات بالشهر الكريم

من جانبها تحدثت السيدة الفلسطينية، أسماء عبد الفتاح، عن معاناة الفلسطينيين خلال شهر رمضان وكيف أحيوا طقوس وشعار هذا الشهر الكريم، حيث بسؤالنا لها عن كيفية إحياء شعائر رمضان وكيف يستعدون لعيد الفطر، حيث تتحدث بكلمات يملئها نبرات الحزن والخوف قائلة :" كيف أحي الغزيين رمضان، باختصار سأقول لك موقف نعيشه، الاحتلال يتعمد وقت الإفطار والسحور، ونحن ننتظر بكل خوف وألم لمن سيتم قصفه في هذا الوقت، حيث ارتبط وقت الفطور بسؤال حول من العائلة التي ستفطر في الجنة، وتعبنا من الكلام كفانا كلام نحن نموت ببطء، حيث مات رمضان وزهوته في القلوب استسلمنا لقدر الله"
وبشأن كيف يتناولون الإفطار والسحور رغم قلة الطعام ونقصان المياه الصالحة للشرب تضيف أسماء عبد الفتاح في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" :"نتعايش مع المعلبات التي توزعها مدارس الإيواء لكن هذه المعلبات لم تتعايش معنا أمرضت أصحائنا فما بالك بمرضانا التهاب دم وصفار ونقص مناعة والتهاب مسالك والكثير من الأمراض، كما أن المياه مالحة لا تصلح للاستحمام إن وجد مكان وماء للاستحمام لكن  نستبدلها للشرب ، والكلام غير العيش في وسط المعاناة ، فكل بيت شرد وكُلم وعاش الفقد، فبأي حال جئتنا يا رمضان".

وحول كيف ينتظر أهل غزة عيد الفطر تقول :"نحن لا ننتظر العيد ولا نشعر به، والشيئ الوحيد الذي نفكر به هل سيأتي علينا العيد ونحن أحياء، حيث إن لهفة العيد استبدلناها بلهفة سماع هدنة أو وقف إطلاق نار ، فأي عيد مع فقد أهلنا وعوائلنا أعدادها ناقصة".

سيدة فلسطينية: عن أي رمضان نتحدث.. سئمنا من الحياة

بينما السيدة الفلسطينية، زهراء يونس، فهي لم تستطع استكمال الحديث معنا بسبب استمرار انقطاع الاتصالات والإنترنت في القطاع ولكن قالت في تصريح مقتضب لـ"اليوم السابع" عن سؤالها عن كيف يمر شهر رمضان عليهم :"عن أي رمضان نتحدث تعبنا من الكلام سئمنا من الحياة فتذهبوا إلى مستشفى الشفاء وأنظروا ماذا يحدث هناك".

رئيس قسم الجراحة بمجمع ناصر الطبي: نجلس في منزلنا منذ شهر بدون عمل ولا نستطيع شراء الأطعمة لأسرتنا

كما يحكى الدكتور سليم صقر، رئيس قسم الجراحة بمجمع ناصر الطبي في قطاع غزة، أوضاع الطقم الطبية السيئة خلال شهر رمضان، قائلا إن الأمور صعبة للغاية والوضع أصبح كارثي، حيث منذ شهر لا نعمل لأنه لا يوجد مستشفى، ونجلس في المنزل ولا نستطيع إطعام عائلاتنا بسبب عدم توافر الطعام.

ويضيف رئيس قسم الجراحة بمجمع ناصر الطبي في قطاع غزة، في تصريحات لـ"اليوم السابع" :"الأوضاع كثير صعبة للغاية علينا حيث غلاء أسعار وهناك كثير من الأطعمة غير موجودة وإن وجدت تكون بعشرات الأضعاف وعشرين ضعف سعرها الحقيقي، والأطباء لا يستطيعون شراء الأطعمة فما بالنا بالأناس العاديين".

ويتابع الدكتور سليم صقر، أن إسرائيل تفعل ما تريد لأن المجتمع الدولى غير قادر على إجبارها بوقف العدوان، والعالم يطالب بوقف العدوان ودخول المساعدات وهى لا تسمع لأحد وهذا يتطلب موقف حقيقي، ولابد من إرادة دولية لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات من أجل أن تستجيب إسرائيل".

مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية :أطفال العالم سعداء بأيام رمضان إلا أطفال غزة يعيشون في رعب

يتفق أمجد الشوا، معه مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، والذي يؤكد أن رمضان هذا العام مختلف تماما، والشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعيش تداعيات المأساة الإنسانية التي نتجت عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نتيجة استمرار القصف والتدمير الكبير الذي حدث لكل مقومات الحياة ومنع امتدادات الغذاء والدواء وقلة المساعدات التي تدخل للقطاع.

ويضيف مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن الاحتلال منذ اليوم الأول من شهر رمضان صعد عدوانه في شمال وجنوب غزة وشن قصف ممنهج لتجمعات النازحين في مختلف المناطق واستهداف منتظرى المساعدات ولجان تنسيق المساعدات ولا يكاد يمر يوم إلا ويحدث عدد من المجازر ضد عائلات غزة، موضحا أن 90 % من سكان غزة نزحوا من بيوتهم ومساكنهم في ظل أوضاع مأساوية  ومعظمهم يتواجد في مراكز تابعة للأونروا أو مراكز إيواء من خيم ومخيمات تنتشر على مساحة قطاع غزة في ظل أوضاع إنسانية صعبة ومعقدة وغير مسبوقة بجانب قلة المساعدات.

امجد الشوا
امجد الشوا

ويوضح "الشوا"، أن ما حدث من مجزرة في منطقة مجمع الشفاء الطبي في غزة يؤكد حجم المجازر التي يرتكبها الاحتلال في شهر رمضان، حيث تم استهداف المرضى والطواقم الطبية وسكان المنطقة الذين تم تدمير المنازل على رؤوسهم وعملية النزوح بالإجبار من قبل الاحتلال من مدينة غزة والشمال لمنطقة الجنوب في أوضاع صعبة للغاية، مشيرا إلى أن رمضان ينتابه الخوف والرعب بين الأطفال والنساء خاصة.

الجميع في مختلف دول العالم يحيى رمضان بشكل خاص من خلال فرحة الأطفال بقدوم هذا الشهر الفضيل، ولكن الأطفال في غزة اليوم يعيشون  في ظل ظروف نفسية صعبة للغاية والخوف والرعب"، هكذا يتحدث مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بشأن الفرق بين حياة الأطفال في رمضان بمختلف الدول الإسلامية، والأطفال في غزة، موضحا أن الشعب الفلسطيني يدفع الثمن باهظا من حياته ومستقبله والنسبة الأكبر من الشهداء من الأطفال والنساء.

ويتابع :"رمضان له خصوصية ولكن له تداعيات صعبة على الواقع الذي نعيشه، حيث آلاف الأطفال والنساء والرجال الذين يصطفون انتظارا لوجبات الغذاء والحصول عليها من خلال المطابخ المجتمعية التي انتشرت في ظل انعدام مصادر الدخل وعدم القدرة على الحصول على أي دخل والمساعدات القليلة المتوافرة، وتعودنا خلال هذه الحرب أن نعيش اليوم بيومه وجميعنا فقد أحبة وأقارب وبيوت وممتلكات وذكريات ومساجد تحولت إلى رماد، إضافة إلى مفقودين لا نعلم مصيرهم وتشتت الأسر والعائلات بين مراكز الإيواء ومخيمات اللجوء، وبلا شك أن العيد له طعم خاص هذا العام ومن الصعب أن يكون هناك حتى تهنئة بالعيد وزيارات في ظل هذه المأساة والمجاعة والنزوح".

في بداية شهر رمضان، خرجت دعوة من أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، تطالب الاحتلال بضرورة احترام روح هذا الشهر الكريم، حيث وفقا لتصريح "جوتيريش" الصادر على الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة بتاريخ 1 مارس، قال:  "رغم بدء شهر رمضان، يستمر القتل والقصف وسفك الدماء في غزة"، مناشدا بضرورة احترام روح شهر رمضان بإسكات الأسلحة وإزالة جميع العقبات لضمان توصيل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة بالسرعة والنطاق الضروريين، وفي الوقت نفسه دعا باسم روح الرحمة في رمضان إلى إطلاق سراح جميع الرهائن فورا.

أسامة الدحوح: قدوم شهر رمضان كان مأساه حقيقية فتحت الجروح خاصة من فقد ذوينا وأبنائنا

بعد أسابيع من هذا التصريح، نشاهد أن الدمار قد تصاعد في القطاع، وعدد المجازر زادت بشكل كبير، والشهداء بالمئات كل يوم، بل وعمد الاحتلال على قتل روح رمضان لدى أهالى غزة، مع اقتراب عيد الفطر المبارك، لم يحتم الاحتلال تلك المناسبة ويواصل حرب الإبادة الجماعية، وهو ما يؤكد عليه الإعلامي الفلسطيني، أسامة الدحدوح، الذي يقول :"كنا نأمل أن يأتي شهر رمضان ونحن بأفضل حال، ونأمل الآن أن يأتي العيد وعلى الأقل يتوقف هذا العدوان الظالم والإجرامى بحق شعبنا منذ 7 أكتوبر والذي لم يترك بشر ولا حجر ولا شجر إلا ودمره".

أسامة الدحوح، الذي حدثنا في تصريحات خاصة، وصوت طائرات الاحتلال يمنعنا من سماع صوته بوضوح، والتي يبدوا أنها قريبة للغاية منه، حيث يقول "الدحدوح" :"لعل قدوم شهر رمضان كان مأساه حقيقية فتحت الجروح خاصة من فقد ذوينا وأبنائنا وعائلاتنا ووالدينا، ونتحدث عن قرابة 32 ألف شهيد وهذا العدد كبير جدا، وحجم الجروح الذي فتحها شهر رمضان وحجم الدموع التي نزلت من عيوننا كالملح على الجرح، وعانينا البعد عن الأهل والأصحاب والأحباب والبعد عن بيوتنا التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي".

ويحكى الإعلامي الفلسطيني الواقع الذي يعيش فيه كل يوم قائلا :"نسمع أصوات الطائرات تحلق من مستوى منخفض تجعل التوتر والقلق والخوف يسود بين صفوف الأطفال والنساء والرجال وكبار السن فهذا هو الواقع "، متابعا :"الفلسطينيون يفكرون فقط في الأمان ويسألون أنفسهم مع استمرار القصف كيف سنقضى أيامنا؟ ومن سيموت أولا؟ الطفل أم الأب أم الأم ؟ومن سيخرج وستعلو روحه للسماء باكرا ولا يفكرون في أي شيء أخر يفكرون في توفير مياه الشرب ويملئون مياه للاستخدام الأدمى للحمام والمطبخ وكيفية توفير الطعام للإفطار ولا يفكرون في بهجة رمضان إطلاقا رغم أنه شهر البركة يسعد فيه كل المسلمين".

مواطن فلسطيني: لا شعائر ولا مساجد ولا وجبات فطار كافية

كما يؤكد المواطن الفلسطيني المقيم بشمال غزة، جمال الذيب ، أنه وعائلاته لم يعد يعشرون بأي أجواء لشهر رمضان، أو اقتراب عيد الفطر مثل كل عام، حيث لا شعائر ولا مساجد ولا وجبات فطار كافية ولا سحور كافي، وهو على عكس ما كان يحدث في القطاع كل عام.

ويضيف "جمال الذيب"، لـ"اليوم السابع" من شمال غزة :"في الشمال، نعيش خلال الفترة الأخيرة بمربع الموت وهو القصف والتجويع  والأوبئة والتهجير القسري، حيث انتشرت بين الناس وتحديدا الأطفال و النساء أمراض عديدة أبرزها التهاب الكبد الوبائي الذي انتشر بشكل سريع بين صغار السن وهذا مرده إلى سوء التغذية والازدحام الشديد في مراكز الإيواء وايضا عدم توفر المتابعة الصحية بين الناس ،وتوقف عمل المستشفيات سيفاقم من هذه الأزمة كثيرا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة