عيد تحرير سيناء فى الكتب.. تعرف على التخطيط الاستراتيجى لانتصار أكتوبر

تحتفل مصر اليوم بذكرى عيد تحرير سيناء، حيث حقق الجيش المصرى العظيم فى 1973 انتصاره على جيش الاحتلال الإسرائيلى، ما أدى إلى خروج دولة الاحتلال تماما ورفع العلم المصرى فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من المحتل الإسرائيلى، وكان هذا هو المشهد الأخير فى سلسة طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى انتهى باستعادة الأراضى المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية فى 25 أبريل 1982.

وحسب ما جاء فى كتاب "الإعداد لمعركة التحرير 1967 – 1970" للفريق أول محمد فوزى فى الفصل الثالث من الكتاب "ثانيًا: التخطيط الهجومي لتحرير سيناء"..

ترجع أصول التخطيط الاستراتيجي لتحرير سيناء كاملة إلى أحداث الحرب العالمية الأولى حين تعلمنا أن الخط الأول للدفاع عن مصر من الاتجاه الشمالي الشرقي - الاتجاه الذي يهدد وادي النيل، وهو منطقة بئر سبع - غزة وأن الخط الثاني الدفاعي من نفس الاتجاه هو منطقة المضايق الجبلية شرق قناة السويس بحوالي من 30 – 50 كم.

لذا أصبحت منطقة المضايق الجبلية شرق قناة السويس هي مفتاح الموقف العسكري لتحرير سيناء، من يسيطر على هذه المضايق يتحكم في المنطقة الشرقية في سيناء؛ كذا جنوب سيناء كلها بما فيها خليج العقبة وشرم الشيخ، ولا أبالغ إذا قدرت أن الاستيلاء على المضايق والتمسك بها ينهي الصراع العربي - الإسرائيلي لصالح العرب.

وأضاف الكتاب: إن غزو إسرائيل لسيناء عام 1956 وعام 1967 يثبت صحة هذه النظرية إذ أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن من الاقتراب من شرم الشيخ أو جنوب سيناء إلا بعد أن ثبتت أقدامها على منطقة المضايق الجبلية شرق قناة السويس.

وعلى ذلك بُني التخطيط الاستراتيجي لتحرير سيناء على تأمين الخطوات الهجومية التالية..

1.  قاعدة دفاعية صلبة غرب قناة السويس تمتد جنوبًا إلى ساحل البحر الأحمر حتى الغردقة مع الاحتفاظ باحتياطي تعبوي لكل جيش، واحتياطي استراتيجي مدرع للجبهة التي امتدت بطول 170 كم.
2. عملية عبور قناة السويس على طول المواجهة مع تأمين عملية العبور بإنشاء وتكوين رؤوس كباري فرق على الجانب الشرقي للقناة.
3. التقدم على ثلاثة محاور -‏ الشمالي، الأوسط، الجنوبي -‏ بقوة ثلاث فرق ميكانيكية ومعاونة الطيران والدفاع الجوي والبحرية لاقتحام منطقة المضايق الجبلية مع وجود احتياطي تعبوي لواء مدرع لكل فرقة ميكانيكية مكونة منطقة دفاعية بطول المضايق الجبلية.
4. يظل الاحتياطي الاستراتيجي للدولة في مكانه غرب القناة لحين الاستعداد لاستكمال تحرير باقي سيناء شرق المضايق منفذا المرحلة الثانية لتحرير سيناء حتى خط 4 يونيو 1967.
‏وضعت الخطة 200 الدفاعية لتنفيذ البندين 1، 2 و‏وضعت العملية جرانيت الهجومية لتنفيذ البندين 3، 4.

‏كما أورد تقرير التخطيط عن حجم الوحدات المساعدة والمعاونة الأخرى، الإدارية والفنية، وحجم القوات الخاصة الذي خدد بـ 44 كتيبة، وعندما عرض التقرير على الرئيس نصح بزيادة عددها إلى 100 كتيبة من مختلف الأنواع، مظلات أو صاعقة أو منقولة جوًا.

وهكذا ثبت لدينا حجم القوات المسلحة المطلوبة لتحرير الأرض، وبدأت الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والهينات والإدارات والجيوش الميدانية والوحدات الخاصة والأجهزة الإدارية والفنية والإصلاح والعلاجية تنفيذ هذا التخطيط للعمليات بكل جدية، إلى أن استعادت القوات المسلحة كيانها وفاعليتها، وبقي أمامها رفع القدرة القتالية للدخول في المعارك الحديثة مع العدو الإسرائيلي.