المؤشر العالمى للفتوى يحلّل 1200 فتوى خاصة بشهر رمضان هذا العام: المجال الطبى تصدر فتاوى الصيام بنسبة (38%).. وحضور ملحوظ لفتاوى ذوى الهمم.. التكافل وإغاثة الملهوف ورفع الكروب عن أصحابها

الأربعاء، 10 أبريل 2024 01:00 م
المؤشر العالمى للفتوى يحلّل 1200 فتوى خاصة بشهر رمضان هذا العام: المجال الطبى تصدر فتاوى الصيام بنسبة (38%).. وحضور ملحوظ لفتاوى ذوى الهمم.. التكافل وإغاثة الملهوف ورفع الكروب عن أصحابها دار الإفتاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المؤشر العالمي للفتوى يحلّل 1200 فتوى خاصة بشهر رمضان هذا العام: المجال الطبي تصدر فتاوى الصيام بنسبة (38%).. وحضور ملحوظ لفتاوى ذوي الهمم
- (التكافل وإغاثة الملهوف ورفع الكروب عن أصحابها).. أبرز فتاوى رمضان اجتماعيًّا
-  (محاربة الاحتكار وعدم الإسراف وترشيد الاستهلاك).. أبرز فتاوى رمضان المتعلقة بالاقتصاد 

عقب الانتهاء من شهر رمضان المبارك، كشف المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عن شمولية فتاوى الصيام الصادرة عن المؤسسات والهيئات الإفتائية الرسمية، حيث تناولت كافة أفراد وأحوال المجتمع المسلم، من رجل وامرأة، صغير وكبير، مسافر ومقيم، صحيح ومريض، غني وفقير، مُبيِّنةً فلسفة الصيام والأحكام الشرعية المتعلقة به وبعض القضايا المستجدة التي طرأت على الساحة، وما عليه الفتوى في كل حالة، مع ضرورة الالتزام بالقواعد الفقهية والأصولية المعتبرة.

  ومن خلال عينة قوامها (1200) فتوى رسمية وغير رسمية خاصة بشهر رمضان خلال هذا العام، أظهرت تحليلات البيانات أن المجال الطبي تصدّر فتاوى الصيام هذا العام بنسبة (38%)، وذلك رغم انحسار الفتاوى المتعلقة بوباء كورونا نهائيًّا عن العالم، تلاه المجال الاجتماعي بنسبة (35%)، وأخيرًا المجال الاقتصادي بنسبة (27%).

 

فتاوى رمضان المتعلقة بالطب.. حضور ملحوظ لفتاوى أصحاب الهمم
 

وحلل مؤشر الفتوى فتاوى رمضان المتعلقة بالطب والمجال الصحي، حيث شكلت نسبة (38%) من إجمالي الفتاوى الرمضانية المرصودة، وقد تنوعت بين بيان ما يُفطر وما لا يفطر، وفتاوى النساء الطبية، لا سيما المتعلقة بالحامل والمرضع، وفتاوى ذوي الهمم ومن بينها فتوى دار الإفتاء المصرية بجواز الإفطار للمسلم في شهر رمضان لإجراء عملية جراحية عاجلة، وفتوى حول القيء خلال الصيام، حيث أكدت الدار أنه إذا غلب القيءُ الصائم من غير تسبُّبٍ منه فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، كما أكدت أن استعمال الحقنة الوريدية لا يبطل الصيام، وأن الغسيل الكلوي لا يضر الصيام طالما كان من الأوردة والشرايين.
وأفتت دار الإفتاء إن كشف طبيب النساء على المرأة المريضة في شهر رمضان لا يبطل صومه، أما بالنسبة للمرأة المريضة فإنه يفسد صومها وعليها قضاء اليوم الذي تم فيه الكشف، كما كشفت بقولها عن حكم إعطاء الصيدلي الحقنة لامرأة أجنبية: "باشر عملك ولا حرج في ذلك، أما لو كانت معك طبيبة فيكون الأفضل أن تعطيها هي الحقنة".


ونشر المجلس الإسلامي للإفتاء ببيت المقدس فتوى أكد خلالها أن حفر السن، أو قلع الضرس لا يعتبر من المفطرات إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق. وحول حكم صيام المريض الذي لا يطيق، أوضحت دائرة الإفتاء الأردنية أن المريض إذا صام مع مرضه فصومه صحيح، ولكنه يأثم إذا علم أن الصوم سيضر به كثيرًا، والأفضل أن يأخذ برخصة الفطر ويتجنب الصوم. كما ظهر عدد من الفتاوى الإماراتية حول حكم استخدام بخاخ الربو في رمضان، وحكم ذهاب المرأة للأطباء الرجال، وحكم العمل لدى طبيب يهودي، وهل سحب الدم للفحوص الطبية يفطر أم لا؟


وفي السياق ذاته، تطرقت الفتاوى إلى صيام فئة (ذوي الهمم) مشيرة إجمالًا إلى أنه نظرًا لعظيم شأن الصوم ومكانته، فإن الفقهاء قد اشترطوا في الصوم شرطًا ضمن شروط الفريضة وهو: القدرة على الصوم، ويتحقق هذا الشرط بالصحة، وإذا لم يتوفر فإن الشخص لا يكون مكلَّفًا بالصيام.


وتفصيليًّا، أشارت الفتاوى إلى أن كل حالة من حالات أصحاب القدرات الخاصة لها حكمها الشرعي وفق الضوابط والقواعد المبينة لذلك، فمن يطيق منهم الصيام فهو مكلف، ومن لا يطيق غير مكلف، والتكليف يكون على المسلم البالغ العاقل القادر، منوهةً إلى أن المرجع في ذلك هم أهل الثقة من الأطباء المتخصصين.
ومن أبرز نماذج الفتاوى لتلك الفئة: حكم صيام ذوي الإعاقة الذهنية، وحكم صيام ذوي حالات الصرع الخفيف أو الشديد، وهل يرخّص لهم بالإفطار؟ وحكم صيام ذوي الإعاقة الذين ثبت أن علاجهم يحتاج إلى تناول بعض الأدوية الطبية في أوقات الصيام.. وغيرها.

 

(التكافل وإغاثة الملهوف ورفع الكروب عن أصحابها).. أبرز فتاوى رمضان من الناحية الاجتماعية
 

وأظهرت عينة الرصد والتحليل الخاصة بمؤشر الفتوى أن فتاوى الصيام المتعلقة بالمجال الاجتماعي جاءت في المرتبة الثانية بنسبة (35%)، ودارت حول محاور ثلاثة هي: التكافل بين المسلمين في شهر رمضان، وإغاثة الملهوفين، ورفع الكروب عن أصحابها. وبينت الفتاوى حكم إقامة موائد الرحمن وحكم التهنئة بقدوم الشهر وتعليق الزينات ابتهاجًا وغيرها.. 


كما بينت الفتاوى فلسفة الصوم من الناحية الاجتماعية، فلا فرق في ذلك بين غنى وفقير أو ذكر وأنثى، فيعظم ذلك في النفوس قيم المشاركة والتعاون، فترى من يملك قوت يومه يصبر على الجوع والعطش كمن لا يملكه؛ فيصير المجتمع كالفرد، وهو ما يتحقق كلية في قوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (متفق عليه).


وأظهرت الفتاوى أن من طرق التكافل الاجتماعي في رمضان زكاة الفطر، وهي الزكاة التي أوجبها الله تعالى على كل من ملك قوت يومه وليلته، ليعوّدنا على كفالة الغير من المحتاجين، وسد حاجاتهم، مشيرةً إلى أنها شُرعت على كل مسلم ومن يعوله، لتكون مساندةً ومؤازرة الفقراء والمساكين وأهل الحاجات، وإغناءً لهم من سؤال الناس وذل الحاجة والشعور بالفقر، فضلًا عن نشرها روح المحبة والتراحم والإخاء بين أفراد المجتمع الإسلامي.


وأخيرًا كشفت الفتاوى أن تلك الفريضة (الزكاة) على عمومها تُعدُّ من أبرز صور التكافل الاجتماعي، بل هي أهم مجال يحقق التكافل الاجتماعي والتراحم بين المسلمين، خاصة في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها الناس، لما تحققه من سد الفجوة الاجتماعية بين الغني والفقير، ومن هنا يكمل مقصد مهم من مقاصد الشريعة وهو: التكافل الاجتماعي.


وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى مجتمعية مهمة تخص الأقليات المسلمة، وهي حكم صيام من كان في بلد غير إسلامي برؤية بلد إسلامي مجاور مع عدم معرفة كيفية رؤية الهلال، وخلصت الفتوى إلى أنَّ مسألة اختلاف المطالع مما اختلفت كلمة الفقهاء فيها، والمختار في الفتوى أنه يجب على كلِّ أهل بلد الالتزام بما تعلنه الجهات الرسمية المنوط بها ذلك في بلادهم، ولا يجوز التحول عن رؤية الهلال في بلدهم إلى بلد آخر بحالٍ من الأحوال، وهو أحد أقوال فقهاء المالكية ومَن وافقهم.


وأضافت الفتوى أنه حين لا يوجد هيئة مختصة منوطٌ بها استطلاع الهلال، ويجاورها بلد بها هيئة مختصة بهذا الشأن، فإن الواجب على أفرادها المسلمين أن يصوموا برؤية ذلك البلد المجاور، ما لم يقم ما يناهض هذه الرؤية ويشكّك في صحتها، وذلك نَبْذًا للفُرقة وعدم الخلاف بين أفراد المجتمع الواحد. 

 

محاربة الاحتكار وعدم الإسراف.. أبرز فتاوى رمضان المتعلقة بالاقتصاد
 

ولفت مؤشر الفتوى إلى أن الفتاوى الرمضانية المتعلقة بالاقتصاد جاءت في المرتبة الثالثة بنسبة (27%)، ودار الكثير منها حول محورَي عدم احتكار السلع الضرورية، والحث على عدم الإسراف وترشيد الاستهلاك في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع..
وإجمالًا، خلصت الفتاوى إلى أنه إذا كان سلوك الاستهلاك والإنفاق لجميع الأفراد خلال هذا الشهر الفضيل رشيدًا، فإنه سيعكس توسعهم في الحياة لجميع شرائح المجتمع، وخاصة الفقراء، أما من الناحية الاقتصادية، فإن فلسفة ذلك هي أن انخفاض الاستهلاك يحافظ على الأسعار الطبيعية للطلب، في حين أن زيادة الاستهلاك، إلى درجة الإسراف والتبذير، تؤدي بالتبعية إلى زيادة الأسعار، لذلك فإن اتباع الأفراد سلوكًا استهلاكيًّا يعتمد على الضوابط الشرعية، دون إسراف أو تبذير، سينعكس على معيشتهم.
 

الخريطة الرمضانية لهذا العام.. مؤتمرات وحملات إلكترونية وبرامج دعوية

وحول استعدادات المؤسسات الدينية والإفتائية لاستقبال الشهر الفضيل هذا العام، أشار مؤشر الفتوى إلى مسايرة تلك المؤسسات ومواكبتها للموسم الرمضاني، حيث راعت لجوء فئة الشباب إلى الوسائل الحديثة في الحصول على الفتاوى، وذلك بزيادة عدد الفتاوى الرسمية المنشورة عبر تطبيقات الهواتف والبث المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي في الشهر الكريم، والحضور عبر وسائل الإعلام المختلفة.


فقد أعلنت دار الإفتاء المصرية هذا العام عن خطة متكاملة ومتنوعة تضمنت العديد من البرامج والخدمات استعدادًا لشهر القرآن؛ أهمها تخصيص خط ساخن لفتاوى الصيام للردِّ على أسئلة المستفتين يوميًّا، كما ستكثّف نشاطها على منصات التواصل الاجتماعي للدار وستقدِّم العديد من الخدمات، من بينها خدمة البثِّ المباشر اليومي، ونشر فيديوهات قصيرة خاصة بالصيام ومسألة زكاة الفطر المختلف فيها دائمًا.


كما أعلنت الدار عن إطلاقها عددًا من الحملات الإلكترونية المتنوعة على مدار الشهر الكريم، منها: حملة (افعل، ولا تفعل) لبيان أهم الأعمال التي يجب التشبث بها، وكذلك الذي يجب تركها، وحملة (كانوا في رمضان) يُنشر من خلالها منشور يومي يذكّر فيه بأحوال الصالحين في رمضان، وكذلك نشر كبسولات "لطائف قرآنية"، وعمل إنفوجرافات رمضانية.


في حين أعلن المركز الإعلامي لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن أبرز البرامج الدعوية الإلكترونية التي سيطلقها المجمع وستذاع على صفحاته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، منها برامج: «فتاوى، المسلمون الأوائل، ما لا يسع المسلم جهله، أخلاقيات، فيم يفكرون؟!، لازم نفهم! المقرأة الرمضانية، ابتهالات وأدعية»، كما تشتمل الخطة أيضًا على مجموعة من البرامج المباشرة الخاصة بالمرأة والطفل عبر مجموعة من التطبيقات الإلكترونية.


وفي الإمارات العربية المتحدة، انطلقت بجامعة الشارقة فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي الأول لأبحاث الصيام (الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية للصيام) تحت شعار: «تحسين الممارسة وتعظيم المنافع»، والذي نظمته كلية العلوم الصحية بالتعاون مع كلية الطب بالجامعة، وذلك برعاية سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة.


وناقش المؤتمر، أحدث المستجدات العلمية المتعلقة بأبحاث الصيام في المجالات التغذوية والصحية والاجتماعية والبيئية، وذلك من خلال 8 جلسات علمية ناقشت أكثر من 50 ورقة بحثية، إضافة إلى عرض 35 ملصقًا علميًّا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة