الجوع يقرع باب كوبا بعد سنوات من الازدهار.. لأول مرة هافانا تطلب مساعدة عاجلة من برنامج الأغذية العالمى.. نقص الخبز ولبن الأطفال والغذاء والدواء والنفط يسبب أزمة خطيرة.. و92% من الكوبيين يعيشون فى فقر

الثلاثاء، 05 مارس 2024 02:00 ص
الجوع يقرع باب كوبا بعد سنوات من الازدهار.. لأول مرة هافانا تطلب مساعدة عاجلة من برنامج الأغذية العالمى.. نقص الخبز ولبن الأطفال والغذاء والدواء والنفط يسبب أزمة خطيرة.. و92% من الكوبيين يعيشون فى فقر كوبا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعانى كوبا من أزمة إنسانية واقتصادية خطيرة وذلك بعد سنوات من الازدهار والتقدم، وفى خضم أزمة خطيرة تتمثل فى نقص الغذاء والدواء والنفط والتضخم وانقطاع التيار الكهربائى والدولرة الجزئية للاقتصاد، ويصر خبراء ومنظمات مختلفة على أن هذا الوضع هو نتاج سوء إدارة السياسة الاقتصادية للبلاد، ولكنه يرجع أيضا إلى التأخير الناجم عن جائحة كورونا والعقوبات الأمريكية.

طلبت كوبا "بشكل عاجل" المساعدة من برنامج الأغذية العالمى، وهو منظمة تعتمد على الأمم المتحدة، وذلك بسبب الأزمة التى تمر بها البلاد من نقص حليب الأطفال وأزمة الخبز، على الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التى تمر فيها الجزيرة بأزمة غذائية، إلا أنها لم تقم من قبل بمعالجة طلب من هذا النوع إلى الأمم المتحدة.

وقالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية فى تقرير لها على موقعها الإلكترونى، إن الخبز أصبح نادرا فى كوبا بسبب انخفاض إنتاج القمح، وهو أساس النظام الغذائى الكوبى، وأفادت وزارة الصناعة الغذائية (مينال) أن السبب هو نقص دقيق القمح بسبب "أوضاع محددة مع الشحنات المخطط لها".

ويقول المسئولون إن ارتفاع أسعار الوقود – الذى يشمل بيع بعض البنزين بالدولار – سيساعد كوبا على شراء المزيد من الوقود لوقف انقطاع التيار الكهربائى المستمر منذ فترة طويلة ونقص الوقود فى الجزيرة الكاريبية التى تعانى من الأزمة.

وأعلنت كوبا فى أواخر ديسمبر الماضى عن زيادة فى أسعار البنزين 500%، بالإضافة إلى زيادات مستهدفة فى أسعار النقل العام والكهرباء وغاز الطهى، فى محاولة لتضييق العجز المالى المتضخم، ويقول المنتقدون أن السياسات تضخمية وفى توقيت سيئ.

وقال المسئولون إنهم قرروا قصر ارتفاع أسعار الوقود فى الأول من مارس على قطاع التجزئة وسيواصلون دعم الخدمات العامة مثل النقل لتخفيف الضربة على المستهلكين.

وأشارت صحيفة الباييس الإسبانية إلى أن السلطة التنفيذية لم تعلق علناً على الطلب، لكن وفد برنامج الأغذية العالمى فى البلاد أكد أنه تلقى "اتصالاً رسمياً من الحكومة" وأن شحنة الحليب المجفف قد بدأت بالفعل، والتى يتم توزيعها بطريقة مقننة فى البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن برنامج الأغذية العالمى، وهو أكبر وكالة إنسانية مكرسة لمكافحة الجوع وتقدم المساعدة لأكثر من 90 مليون شخص سنويا، أكد فى بيان أن السلطات الكوبية طلبت المساعدة لمواصلة التسليم الشهرى كيلوجرام واحد من الحليب المخصص للأطفال دون سن السابعة فى جميع أنحاء البلاد.

وتسلط المنظمة الضوء على "الحاجة الملحة" و"أهمية هذا الطلب" فى وقت تشهد فيه البلاد "أزمة اقتصادية عميقة"، وأكد أيضًا أن حالة النقص "تؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائى للسكان". وأضافت المنظمة: "إنها المرة الأولى التى تطلب فيها كوبا الدعم من خلال إصدار بلاغ رسمى على أعلى مستوى فى إدارة برنامج الأغذية العالمي".

وتم تقديم الطلب فى نهاية العام الماضى، عندما أرسلت وزارة التجارة الخارجية والاستثمار الأجنبى (مينسكس) الرسالة إلى المديرية التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمى فى روما، بالإضافة إلى ذلك، أوضحوا أن كوبا "لا تشير إلى أى إطار زمنى واضح" فى طلبها وأن السلطة التنفيذية تسعى إلى "حشد موارد إضافية" من "المانحين التقليديين وغير التقليديين" فى مواجهة بانوراما لا تظهر تحسن فى اقتصاد كوبا، وقد أرسل البرنامج بالفعل "144 طنًا متريًا من مسحوق الحليب منزوع الدسم" إلى الجزيرة، وهو ما سيستفيد منه ما يقرب من 48000 فتاة وفتى تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر وثلاث سنوات فى بينار ديل ريو وهافانا.

وفى نهاية العام الماضى، ظهر وزراء الاقتصاد والطاقة والمناجم على شاشة التلفزيون الحكومى للإبلاغ عن قلة الأموال المتوفرة فى البلاد لشراء المواد الغذائية من الخارج ولضمان إمدادات الطاقة. ثم قال وزير الاقتصاد السابق أليخاندرو جيل أن الاقتصاد "فى وضع معقد" واعترف بالتأخير أو نقص الحليب أو القهوة أو لحم الخنزير للسكان.

وفى فبراير من هذا العام، اعترفت وزيرة التجارة الداخلية، بيتسى دياز رودريجيز، بأن الأطفال من عمر ستة أشهر إلى عامين لم يحصلوا على الحليب منذ 5 فبراير الماضى، وأكدت أنهم يعملون على إيجاد بدائل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وفى الشهر نفسه، تلقت البلاد مساعدات من الحليب المجفف والأرز والذرة والدقيق من البرازيل، من بعض الدول، كما وصل من أستورياس تبرع قدره 500 كيلوجرام من الإمدادات الطبية والحليب المجفف.

من أجل إعطاء الاقتصاد فترة راحة، أطلقت الحكومة الكوبية فى نهاية العام حزمة من التدابير الاقتصادية التى من شأنها أن تخفف على ما يبدو الأزمة فى عام 2024، لكنها لم تحظى بشعبية كبيرة بسبب الزيادة فى تكاليف المعيشة التى تعنيها. للكوبيين.. ولم تتوقف السلطات عن تطبيق هذه الإجراءات فحسب، بل أعلنت أيضا الإقالة المفاجئة لوزير الاقتصاد بعد أن تركت وراءها دولة أنهت العام بتضخم بلغ 30%، واقتصاد انكمش 2% وسياق تضرر فيه الآلاف يجد الكوبيون أن الهجرة هى الطريقة الوحيدة للهروب من الندرة.

ووفقا لبيانات برنامج مراقبة الأغذية، تستخدم معظم الأسر الكوبية ما لا يقل عن 90٪ من دخلها لتناول الطعام. الحد الأدنى للأجور، والذى يعادل أيضًا معاشًا تقاعديًا، سيكون كافيًا اليوم، على سبيل المثال، فقط لشراء كيس من الحليب وعلبة تحتوى على 12 بيضة.

وأشار التقرير إلى أن سعر كيس الخبز فى المخابز الخاصة ارتفع نهاية الأسبوع الحالى إلى 1000 بيزو، أى نصف الراتب الشهرى، وهو ما يعكس تضخما غير مسبوق فى كوبا"، مبرزا أن هذه الأسعار بالفعل لا تميل إلى الانخفاض، النزول عندما يعود الوضع إلى طبيعته.

وسبق أن حذر المرصد الكوبى لحقوق الإنسان (OCDH) من الوضع الخطير للنقص فى سبتمبر 2023، والذى كشف تقريره عن الحقوق الاجتماعية فى الجزيرة أن 88% من الكوبيين يعيشون فى فقر مدقع. وأبرز البحث، الذى شارك فيه 1354 شخصًا فى 75 بلدية فى جميع أنحاء البلاد، أن أزمة الغذاء والتضخم كانتا العوامل الرئيسية التى أثرت على اقتصاد معظم الأسر فى ذلك العام.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة