سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 مارس 1966.. بعد 63 عاما من أسطورة «يس وبهية».. اللواء محمد صالح حرب يكشف: أنا الذى قتلت يس وكان مجرما ارتجفت قنا وأسوان من رعبه

السبت، 30 مارس 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 مارس 1966.. بعد 63 عاما من أسطورة «يس وبهية».. اللواء محمد صالح حرب يكشف: أنا الذى قتلت يس وكان مجرما ارتجفت قنا وأسوان من رعبه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان عام 1902، وكانت مديريتا قنا وأسوان تعيشان الرعب، وترتجفان من ذكر اسم «يس»، حسبما يذكر اللواء محمد صالح حرب، وزير الحربية الأسبق ورئيس جمعية الشبان المسلمين، فى حواره لمجلة آخر ساعة، عدد 1640، الصادر فى 30 مارس، مثل هذا اليوم، 1966.


يكشف «حرب» التفاصيل الحقيقية لشخصية «يس» الذى قتله لإجرامه، وبالرغم من ذلك تحول إلى أسطورة شعبية غنائية «يا بهية وخبرينى/ ع اللى جتل يس»، ويذكر الكاتب الصحفى جمال بدوى فى كتابه «من نافذة التاريخ» أن «حرب» ولد بإحدى قرى دارو بأسوان، من أب كان يعمل مديرا للجبخانة «مخزن السلاح» فى أسوان، وينحدر من أصل سودانى من دنقلة، ودخل المدرسة الابتدائية بأسوان، ثم مدرسة خفر السواحل، وبعد تخرجه اشتغل فى الصحراء الغربية، وذاق المرين من صلف الإنجليز الذين كانت لهم السيادة على الجيش، وفر إلى بنى غازى وانضم إلى الحركة السنوسية عام 1915، ثم فر إلى الأناضول وانضم لقوات كمال أتاتورك، وظل يحارب فى صفوف الثورة الكمالية حتى أطاحت بالخلافة الهزيلة.


عاد إلى مصر بعد ثورة 1919، وأصبح عضوا بمجلس النواب عن الوفد عام 1926 فى أسوان، وبعد حل المجلس عين وكيلا لمصلحة السجون، ثم مديرا لخفر السواحل، ثم وزيرا للحربية فى حكومة على ماهر التى تشكلت عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية، واختتم حياته العامة رئيسا لجمعية الشبان المسلمين حتى وفاته عام 1968.


يحكى «حرب» قصته مع «ياسين» فى حواره لـ«آخر ساعة»، مؤكدا:  «كان يس من أكبر مجرمى الصعيد، من قبيلة عربية اسمها العبابدة، وضاقت وزارة الداخلية ذرعا بجرائمه، ويئست من القبض عليه»، يضيف: «عينت عام 1902 ضابطا فى حدود خفر السواحل برتبة ملازم ثان، وأعلنت وزارة الداخلية يأسها عندما استعانت بعمدة قبيلة ياسين الشيخ على بك، فهددته بتجريده من رتبته ونياشينه إذا لم يأت لها بهذا الشقى حيا أو ميتا، ويقلب على بك الدنيا بحثا عن المجرم، إلى أن يخرج له فجأة من مغارة، ويسأله العمدة أن يسلم نفسه، فيقول «يس»: «يا سيدى على بك، أنت عمدتنا ورئيسنا، ويعز على أن أؤذيك، لكنك تعلم أنى محكوم على بالإعدام، ولن أسلم نفسى حيا أبدا، ولن أموت رخيصا أبد، ولماذا تعرض نفسك للأذى، هل أنت أقوى من الحكومة».


عاد العمدة إلى مفتش الداخلية الإنجليزى، وقال له:  «خذوا رتبكم ونياشينكم، فأنا لست أقوى من الحكومة حتى تكلفونى بما لا أطيق»، يذكر «حرب» أنه فى هذه الفترة انتدب من سلاح الهجانة إلى وادى حلفا لشراء جمال، وكان معه شخصان ودليل طريق، يضيف:  «فى حلفا انتقلنا إلى أبوحمد بالسودان، واشترينا 75 جملا من البشارية، وعندما رجعنا بها، سرت أتقدم القافلة ومعى دليل الطريق وهو من قبيلة العبابدة، وكان الجنديان يسيران إلى جانبى الجمال، بينما الأومباشى يسير فى الخلف يسوق الجمال، وبينما نحن نسير بين جبلين إذا بالأومباشى يلهب هجينه بالسوط، ويقول: يا فندم أنا شفت واحد عربى نايم على بطنه وفى إيده بندقية فى المغارة هناك ».


يذكر «حرب» أن الدليل كان من قبيلة العبابدة التى ينتمى إليها «يس»، وحاول التقليل من كلام الأومباشى، فأوقفت القافلة، وبدأت المواجهة بالفعل بإطلاق النيران، وبعد محاولات «يس» للاختباء، وحيل ومناورات لإجباره على الخروج من مخبئه، جاءت لحظة النهاية حين أمر اللواء حرب العسكرى بالضرب فى المليان، فأصيب «يس» فى جزء من جسده يظهر من مخبئه، يقول «حرب»: «انتفض جسد الشقى فجأة وارتفع فى الهواء وهو يجرى كالذئب ثم وقع على الأرض، وظل يدور حول نفسه مثيرا للغبار والرمال، وتوقف كل شىء بعدها، والجسد ملقى بلا حراك».


حل صمت رهيب بعد مقتل «يس»، ثم انطلق صوت بكاء طفل صغير خائف من داخل الغار، يقول اللواء حرب:  «كانت زوجته وطفله يعيشان معه داخل الغار»، ويوضح هذه المسألة أكثر فى مذكراته، التى كتبها الدكتور محمود دياب فى كتابه «أبطال الكفاح الإسلامى»، قائلا: «أجلست المرأة وطفلها عند مبرك الجمال وعدت إلى الجثة، واستحضرنا جوالا ولقيت فيه جثة الشقى، وحزمنا الشوال وربطناه، وركبت المرأة وطفلها جملا، وذهبنا إلى محطة المحاميد، واستلم مأمور المركز هناك الشوال ولم يصدق فى البداية».


يذكر «حرب» فى مذكراته أنه عاد إلى القاهرة ليجد خطاب شكر أمامه من وزارة الداخلية، وعشرين جنيها مكافأة له وللقوة التى كانت معه، يضيف:  «هكذا كانت نهاية يس»، ولم تمض أيام حتى نظم أحد أبناء الصعيد أغنية لم تلبث أن رددها الشعب، وهى: «يا بهية خبرينى/ على اللى جتل ياسين/ جتلوه السود عيونى/ من فوق ظهر الهجين».










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة