سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 3مارس 1799المقاومة تدمر السفينة الفرنسية «إيتاليا» فى نجع البارود بقنا وتقتل 500 فرنسى ونابليون يتلقى الخبر أثناء حصاره عكا ويتشاءم من فقدها

الأحد، 03 مارس 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 3مارس 1799المقاومة تدمر السفينة الفرنسية «إيتاليا» فى نجع البارود بقنا وتقتل 500 فرنسى ونابليون يتلقى الخبر أثناء حصاره عكا ويتشاءم من فقدها نابليون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان نابليون بونابرت فى سوريا عام 1799، أثناء حملته الفرنسية التى بدأت فى 1798 لاحتلال مصر والشام، وفى أحد أيام حصاره عكا الذى استمر أكثر من شهرين وانتهى بفشله، تلقى أنباء كارثة السفينة إيتاليا بالقرب من قرية بارود بالقرب من قوص بقنا، وتسمى نجع البارود، وفقا لعبدالرحمن الرافعى فى الجزء الأول من موسوعته «تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم فى مصر».
 
وقعت عملية تدمير «إيتاليا» فى 3 مارس، مثل هذا اليوم، 1799، وفقا لـ«الرافعى»، وذلك فى عملية بطولية ضد قوات الاحتلال الفرنسى التى كانت تزحف فى حملة لإخضاع الوجه القبلى، بدأت فى آواخر أغسطس سنة 1798 بإقلاع السفن من مصر القديمة والجيزة، وجعل نابليون الجنرال ديزيه قائدا لهذه الحملة، وكان قوامها خمسة آلاف من المشاة والفرسان والمدفعية والمهندسين، مزودين بالأسلحة والذخائر والمدافع الحديثة والسفن الحربية.
 
يؤكد «الرافعى»: «ظل الجنرال ديزيه مرابطا فى الجيزة يترقب الفرصة للبدء فى القتال، فلما بلغ الفيضان حدا مناسبا صدرت له الأوامر بالزحف، وكانت مهمته عسرة شاقة، فقد دلت وقائع الوجه القبلى على أن المقاومة التى لقيها الجيش الفرنسى فى أنحائه كانت أشد ما أصاب الفرنسيين فى مصر، لأن طبيعة البلاد فى الصعيد وبعد المسافات، وصعوبة المواصلات، وأخلاق السكان، جعلت الجيش الفرنسى يقابل حركات ثورية ذات صبغة منظمة».
 
يذكر «الرافعى» أن «ديزيه» تحرك من قوص يوم 2 مارس سنة 1799، وانتقل إلى الشاطئ الأيسر للنيل قاصدا أسيوط، وضم إلى جيشه فى الطريق الوحدات التى كانت موزعة على طول النهر، وترك وراءه أسطول السفن الفرنسية، بقيادة القومندان موراندى، تتبعه عن بعد، وتسير مبطئة لاختلاف الريح، وناط «ديزيه» قبل سيره من قوص بالجنرال بليار مهمة إخضاع مصر العليا من قنا إلى أسوان، وطلب منه إبقاء خمسمائة جندى فى إسنا، واتخاذها مركزا عسكريا حصينا لمراقبة البلاد شمالا وجنوبا، وتوزيع الوحدات السكنية على البلاد الواقعة على النيل، والتقدم إلى قنا وجعلها مركزا حصينا لمراقبة طريق القصير وطريق النيل».
 
يتتبع «الرافعى» وبالتفصيل كل أشكال المقاومة للقوات الاحتلال الفرنسى فى الوجه القبلى، والثورات التى قامت فيه، والقتلى من الفرنسيين، والشهداء من الأهالى، ويذكر أن «ديزيه » سبقه عند سفره من «قوص » أسطوله، الذى كان يسير ببطء فى النيل ليلحق بالجيش فى أسيوط، يضيف:  «بعدت الشقة بينهما «الأسطول، والجيش فى أسيوط»، فانتهز الأهالى هذه الفرصة لمهاجمة الأسطول، وكان عدده نحو 12 سفينة حربية تقل ذخائر الجيش ومؤونته تتقدمها السفينة الحربية إيتاليا، وهاجم الأهالى هذه السفن فى 3 مارس، مثل هذا اليوم، 1799 على مقربة من قرية بارود، وأطلقوا عليها الرصاص، فأجابت السفينة الحربية إيتاليا على هجمات الأهالى بإطلاق المدافع، فقتلت منهم عددا كبيرا».
 
بالرغم من سقوط عدد كبير من الأهالى شهداء، فإن المقاومة استمرت بشراسة، يؤكد «الرافعى»: «الأهالى ومعهم العرب القادمون من القصير تجمعوا وازداد عددهم ونزلوا النيل سباحة، وهجموا على السفن فاستولوا عليها عنوة، وأفرغوا شحنتها من الذخائر على شاطئ النيل، ثم ركبوها وقصدوا إلى السفينة الحربية إيتاليا للاستيلاء عليها، وكان يقودها القومندان موراندى، فضاعف إطلاق الرصاص على المهاجمين».
 
رأى «موراندى» رجال مدفعيته أثخنتهم الجراح على ظهر السفينة، ورأى من جهة أخرى جموع الأهالى من الشاطئ الأيسر يتحفزون للهجوم عليه، ففكر فى الانسحاب ولكن الريح عاكسته فجنحت سفينته، وإذا ذاك هرع إليها الأهالى والعرب من كل صوب وحدب، وصعدوا على ظهرها، فتحقق «موراندى» من الخطر المحدق به، ولكنه أبى التسليم، فأشعل النار فى مستودع البارود، وألقى هو ورجاله بأنفسهم فى اليم قاصدين النجاة، وانفجر مستودع البارود فنسف السفينة نسفا، وتفجرت شظايا القنابل على الشاطئ، فقتلت عددا كبيرا من الأهالى، ولكن الباقين منهم قاتلوا «موراندى» ورجاله فى اليم، فمات مثخنا بجراحه، وقتل جميع الفرنسيين الذين كانوا على ظهر «إيتاليا» وعلى ظهر السفن الأخرى، وكانت خسارة الفرنسيين جسيمة، فبلغ عدد قتلاهم من البحارة خمسمائة قتيل، وهى أكبر خسارة منى بها الجيش الفرنسى فى الحملة على الوجه القبلى».
 
يؤكد «الرافعى»: «كانت «إيتاليا» قبل أن تستخدم فى الحملة على الوجه القبلى، سفينة نابليون الخاصة التى يركبها فى النيل بالقاهرة، ولما وصلت إليه أنباء الكارثة وهو فى حملته على سوريا أثناء حصاره عكا، حزن حزنا شديدا، ومما يؤثر عنه أنه تشاءم من فقدها، وتوقع أن تكون الكارثة نذيرا بتقلص ظل فرنسا عن البلاد الإيتالية لتشابه الاسم، فقال لمن حوله متأثرا: «إن فرنسا فقدت إيتاليا، إن شعورى لا يكذبنى».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة