الفرق الإسلامية.. الخوارج عصابات أزعجت المسلمين.. لماذا عرفوا بـ الحرورية؟

الجمعة، 29 مارس 2024 05:00 م
الفرق الإسلامية.. الخوارج عصابات أزعجت المسلمين.. لماذا عرفوا بـ الحرورية؟ حسن الصباح في مسلسل الحشاشين
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عاصر التاريخ الإسلامى عددا كبيرا من الفرق الإسلامية وقد أثار مسلسل الحشاشين الذى تقدمه شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الحديث حول هذه الفرق، وهنا نلقى الضوء على الخوارج ونشأتهم وأفكارهم.

ونعتمد فى تقريرنا على كتاب "إسلام بلا مذاهب" للدكتور مصطفى الشكعة، والذى يقول عن الخوارج:
بدأت الفرقة تدب بين المسلمين حين اقترح معاوية بن أبى سفيان على على بن أبى طالب إبان وقعة صفين 37هـ / 657م أن يحتكما إلى حكمين يعتمدان فى حكمهما على كتاب الله حسماً للخلاف الذى أدى إلى مقتل عثمان، فلما قبل على التحكيم وكان من أمره ما كان من خداع عمرو بن العاص لأبى موسى الأشعرى، قال بعض المتمردين وكان معظمهم من قبيلة تميم؛ لا حكم إلا الله، فلما سمع على ذلك قال قولته المشهورة : كلمة حق يراد بها باطل، وإنما مذهبهم ألا يكون أمير، ولا بد من أمير، برا كان أو فاجراً.

ثم تجمع هؤلاء الخارجون واتجهوا نحو حروراء غير بعيد عن الكوفة فتابعهم على يبغى صلاحهم، ووقف بينهم وخطبهم متوكئاً على قوسه قائلا: أنشدكم الله هل علمتم أحداً كان أكره للحكومة منى؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفعلمتم أنكم أكرهتمونى عليها حتى قبلتها؟، قالوا: اللهم نعم . قال : فعلام خالفتمونى ونابذتمونى.. قالوا: إنا أتينا ذنباً عظيماً فتبنا إلى الله منه.

وعادوا مع على إلى الكوفة ثم ما لبثوا أن عاودتهم فكرة الخروج ظناً منهم أن عليا قد رجع عن الحكومة، فأرسل إليهم ابن عباس لكى يتفادى المسلمون الفتنة، ولكنهم أصروا على موقفهم من على، وأجمعوا البيعة لواحد من بينهم اسمه عبد الله بن وهب الراسبي، وقد عرفوا بالحرورية نسبة إلى حروراء، أول بلدة خرجوا إليها، كما عرفوا بالمحكمة لأنهم قالوا ولا حكم إلا الله.

خرج كثير من أنصار على وانضموا إليهم وأطلقوا على أنفسهم اسم الشراة أى الذين يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ولكنهم لم يلتزموا جادة الصواب فى تصرفاتهم أو أقوالهم، ولجأوا إلى بعض الآراء المتطرفة والأعمال القاسية فطعنوا في على وأحقيته بالخلافة، وطعنوا فى مسلك عثمان، وحكموا بالكفر والارتداد على كل من لا يجاريهم فى التهجم على عثمان وعلى بن أبى طالب، ومن أمثلة أعمالهم الإرهابية أنهم قابلوا مسلماً ونصرانياً فقتلوا المسلم وأوصوا بالنصرانى خيراً، وقالوا: احفظوا ذمة نبيكم، وهى مغالطة صريحة، لأن الأقوم أن يحفظوا على كل من الرجلين روحه ودمه، وسلامة المسلم فى الدرجة الأولى ثم سلامة الذمى .

كان موقف على منهم أول الأمر ألا يحاربهم حتى يبدأوه بالحرب، فلما عمدوا إلى استعمال العنف وقتلوا عبد الله بن حباب وفى عنقه المصحف ومعه امرأته بعد حوار طويل جرى بينه وبينهم يفيض بالحكمة من جانب ابن حباب وبالغلظة من جانبهم، ولما ركبوا رءوسهم ولم يحاولوا أن يستجيبوا لدعوة على، خرج إليهم فى يوم النهروان وأوقع بهم وقتل منهم عدداً كبيراً، وفى هذه الموقعة قتل زعيمهم ابن وهب.

وقد كان يمكن لعلى بن أبى طالب أن يقضى على الخوارج قضاء مبرماً ولكنهم ما لبثوا أن تربصوا به، وأرسلوا إليه واحداً منهم هو عبد الرحمن بن ملجم المرادى فقتله فى المسجد.

وبعد مقتل على اتسع نشاط الخوارج، وخاضوا كثيراً من المعامع فى عهد معاوية، وكانت غاراتهم تتخذ شكل حرب العصابات، فلم يكونوا قادرين على مواجهة جيوش الحكومة الأموية الجديدة، تلك الجيوش الجرارة، فكانوا يعمدون إلى شن الغارات الخاطفة فى منطقة البصرة على وجه الخصوص.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة