أحمد التايب

الألعاب النارية فى رمضان.. بين المخاطر الاجتماعية والمحرمات الدينية

الإثنين، 18 مارس 2024 01:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظاهرة مُريبة ومؤسفة تنتشر في الأعياد وفى شهر رمضان خاصة، وهى انتشار الألعاب النارية وانفجارها بصورة عبثية من قبل أطفال وفتيان بل وشباب لا يعبئون لا براحة الناس ولا باحترام قدسية الشهر الفضيل ولا بمشاعر الصائمين، وكأننا أمام وسيلة استفزازية للناس لإخراجهم عن مكارم الأخلاق التي يتحلون بها في هذا الشهر الفضيل، حيث تكثر المشاجرات والخلافات ويكثر التلفظ في الشوارع بألفاظ نائية لا تليق بالصائمين ولا بقدسية الشهر الكريم، ولا تراعى حتى المصلين في المساجد ولا المعتكفين في بيوت الله.
 
وأخطر ما في هذه الظاهرة – في اعتقادى –غياب دور الأهل  حيث نجدهم يساعدونهم على فعل ذلك بمنحهم المال رغم أن هذه الألعاب لا يختلف أحد بأنها بمثابة إضاعة للمال وإضاعة المال أمر مُحرم دينيا، وأن هذه الألعاب من المؤكد أن تتسبب فى أذية للناس بل من الممكن أن تتسبب في حرائق وتحقق أضرارا لعباد الله وهذه كلها أمور مُحرمة دينيا.
 
إضافة إلى خطر آخر لا يقل أهمية عن سابقيه، وهى أن تعوّد الأطفال على هذه الألعاب النارية يؤدى إلى أن يكون ميولهم مستقبلا إلى استسهال الجرائم باستخدام الأسلحة النارية في مشاجراتهم العادية، فتكثر جرائم القتل بقصد وتعمد حتى بين أعضاء الأسرة الواحدة.
 
لذلك نقول لكل أب لا تستسهل – عزيزى - بمنح ابنك نقودا لشراء مثل هذه الألعاب النارية التي تظن أنها تروح عليه وتسعده، لكن في حقيقة الأمر أنت من تدفعه إلى حُب حمل السلاح النارى وأنت لا تشعر، وقد يستخدم هذا السلاح في وجهك أنت ووجه أخوته وأهله.
 
غير أن خطورة هذه الألعاب النارية – يا عزيزى - أنها قد تتسبب في تهديد حياة الآمنين وتعريضهم لمشاعر القلق والفزع، بل أزيد القول بأنها قد تعرض حياة الذين يعانون من أمراض مزمنة كالضغط والقلب للخطر، خلاف أنها تزيد من وقوع المشاجرات والمشاحنات بين الأهالي وخاصة الجيران مما يترتب عليه ضعف العلاقات والصلات بين الجيران بعضهم البعض.
 
لذا، إذا كان نريد حق تربية أبنائنا علينا أن ندرك أخطار ما يفعلونه وأن نتحلى بالوعى الحقيقى لا المزيف، وأن ندفعهم نحو القيم والسمو والأخلاق لا العبث والإفساد والفساد، فنحن من نشتكى بعد ذلك مُرّ الشكوى من انحرافهم وعقوقهم وارتكابهم الجرائم.. فعلينا أن نفيق قبل فوات الأوان وإلا نحن من سندفع الثمن ونساعد أعداءنا في تحقيق مخططاتهم بقتل هويتنا ونشر كل ما هو قبيح في مجتمعاتنا.
 
فيا كل أب تدعى أنك تربى ابنك وتسهر من أجله وتعمل ليل نهار ليكون عضوا نافعا في مجتمعه احذر هذه الظواهر المقيتة، فالتربية الحق تكون في مكارم الأخلاق لأن نتائجها ستعود على صاحبها أولا وأهله ثانيا ومجتمعه ثالثا.
 
واعلم – عزيزى – أن استثمارك الحق هو الاستثمار الحسن في تربية ابنك فهو أعظم من المال مهما بلغ، ومن المنصب مهما ارتفع، ولا تنسى – عزيزى- أن من يزرع خيرا لا يحصد إلا خيرا.. وأن التربية مسئولية وليست فهلوة أو منظرة.. وأن صغير الضرر اليوم كبير الضرر غدا.. وأن أبناءنا هم فلذة أكبادنا إذا صلحوا أطالوا ذكرنا حتى بعد مماتنا، وإذا فسدوا جلبوا الوجيعة والعار لنا في حياتنا وبعد مماتنا.
 
نهاية.. المسئولية هنا تقع على الجميع "أفراد ومؤسسات ومجتمع" وهو ما يجب أن يقوم كل بدوره تجاه مواجهة هذه الظاهرة حفاظا على أبنائنا ومنع الأذى والضرر فى المجتمع، وهو ما يجب أن تتبناه الحكومة والأجهزة المعنية للحد من هذه الظاهرة الآخذة فى الاتساع..









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة