وأشار كاتب المقال أدام راسجون إلى أن النازحين الفلسطينيين في جنوب القطاع بدأوا يحزمون أمتعتهم ويطوون خيامهم استعدادا للنزوح إلى ملاذ آخر هربا من القصف الإسرائيلي ولكنهم لا يدرون هل أصبح هناك أي مكان آمن في جميع أنحاء القطاع.

وأوضح المقال أن مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، الذين يتكدسون في الوقت الحالي في خيام مزدحمة جنوب قطاع غزة، تنتابهم المخاوف بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي عن نية القوات الإسرائيلية توسيع القصف ليصل إلى الأجزاء الجنوبية من القطاع.

وأضاف المقال أن الإعلان عن توسيع نطاق القصف أصاب العديد من الفلسطينيين بالهلع والخوف على حياتهم خاصة أنهم يعانون من كثرة النزوح هربا من ويلات الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي ويضطرون إلى النوم في خيام بالية وسط البرد والمطر.

واستشهد المقال بشهادة أحد الفلسطينيين النازحين ويدعى رجب السنداوي والبالغ من العمر 48 عاما حيث يقول "نحن نعيش منذ بداية الحرب في رعب ننتقل من مكان إلى مكان هربا من الموت والآن وصلنا إلى أقصى الجنوب فأين نذهب بعد ذلك"؟

ولفت المقال إلى أن السنداوي وأسرته وصلوا إلى المناطق الجنوبية من القطاع في يناير الماضي بعد النزوح لعدة مرات طلبا لملاذ آمن يلجأون إليه.

وأوضح المقال أن القوات الإسرائيلية قامت أمس بقصف العديد من المنشآت في غزة منها مركز ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وهو ثاني أكبر منشأة طبية في القطاع، لافتا إلى أن القصف الإسرائيلي على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية تسبب في استشهاد ما يربو على 100 شخص طبقا لما ذكرته وزارة الصحة الفلسطينية أمس الثلاثاء.

وأضف المقال أن تلك التطورات تأتي في وقت يقوم فيه وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن بزيارة للمنطقة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في ظل تصميم إسرائيل على الاستمرار في عمليتها العسكرية في غزة.

ولفت المقال في الوقت نفسه إلى أن نزوح العديد من الفلسطينيين نحو جنوب القطاع أدى إلى زيادة عدد السكان في تلك المناطق إلى ثلاثة أضعاف منذ بداية الحرب، طبقا لبيانات الأمم المتحدة.

وأشار المقال في الختام إلى أن تلك الأوضاع المأساوية أصابت سكان القطاع باليأس والإحباط في ظل غياب أي بارقة أمل في الحصول على ملاذ آمن يحميهم من ويلات الحرب والقصف الإسرائيلي المستمر.