أميرة خواسك

الشعب هو القادر على إفساد المخطط

الأحد، 04 فبراير 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المفكر المغربي اليهودي يعقوب كوهين أو چاكوب كوهين قال : " عندما تصبح إسرائيل قوية فهذا يعني أن العرب قد ضعفوا " ، وهذه حقيقة لا شك فيها فقد انصرف العرب كل إلى حالة، وقد يكون حاله هذا داخليا أو خارجيا، المهم ألا يكون متصلاً بالقضية الفلسطينية التي توشك أن تنهار تماما، وأن تضيع إلى الأبد بعد أن بدأت الصورة تتضح بعد أشهر أربع على بداية طوفان الأقصى . ولأن القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر هي قضية أمن وطني منذ قدماء المصريين وحتى يومنا هذا، ولا يمكنها التخلي عنها بأي حال من الأحوال، فلم يتبق سوى شغل مصر بذاتها ومشاكلها وهمومها التي تزداد يوما بعد يوم في ظل خناق اقتصادي يضيق بافتعال وحصار لم يسبق له مثيل ! 
 
فعلى الرغم من كل ما مر على مصر من صعاب وأزمات ومؤامرات واحتلال ، وعلى الرغم من أن طبولا كثيرة قد دقت فوق رؤوسنا- لكننا دائما كنا نعرف العدو وندرك أطماعه ونكشف أهدافه ، ونقف صفا واحدا للحيلولة دون تحقيقها، ولكن علينا أن نعترف أن ما تواجهه مصر اليوم هو أكثر التحديات صعوبة وتعقيدا ، وأن هذا الخناق الذي يضيق حول رقابنا ليس بسبب أزمة اقتصادية داخلية أو حتى عالمية، لكنه جزء من مؤامرة بدأت خطواتها منذ ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي في عام ٢٠١١  .
 
لعلنا ندرك أن تولي جماعة الاخوان الحكم في مصر لم يكن مصادفة، ونشر جماعات إرهابية في سيناء بالعتاد والسلاح والجرائم التي ارتكبت في حق الجيش المصري وقوات الشرطة وأهل سيناء لم يكن مصادفة، وضرب الاستقرار في ليبيا وانقسامها كل هذه السنوات واستمرار الخطر القادم منها لم يكن مصادفة ، الحرب الروسية الأوكرانية وشغل روسيا عن مؤازرة أي حلفاء لها ليس مصادفة ، وضرب غزة والتنكيل بسكانها وإبادتهم ليس مصادفة ، اشتعال الحرب في السودان وتحولها إلى حرب شوارع ونزوح ملايين السودانيين عن بلدهم ليس مصادفة، عدم استقرار اليمن وسيطرة ميليشيات على مقدراته ليس مصادفة، تهديد السفن العابرة لقناة السويس لضرب الاقتصاد المصري ليس مصادفة، إضعاف العراق وسوريا وتحييدهما بعيدا عن أي قضايا قومية ليس مصادفة!
كل ما يجري منذ عدة عقود ليس مصادفة، المصادفة الوحيدة التي واجهت كل هذه المؤامرات هو موقف الجيش والشعب المصري من جماعة الإخوان ، وتوحدهما في ثورة ٣٠ يونيو التي أفسدت كل المخططات ، هو المصادفة التي وقفت أمامها الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا كثيرا قبل أن تعيد ترتيب أچندتها حتى تطوق مصر من جديد، ولعل صمود الشعب المصري الآن في مواجهة أزمته الاقتصادية وإدراكه لكل ما يحيط بنا من مخاطر وتحديات هو العائق الوحيد الذي يقف أمام تنفيذ المخطط الجهنمي الذي تدبره تلك القوى ، والذي زرعت شوكة إسرائيل من أجل تنفيذه في يوم من الأيام .
 
المؤامرة كبيرة، تتكشف خيوطها يوما بعد يوم ، وليس أمامنا من سبيل للوقوف دون نجاحها سوى وحدتنا صفا واحدا ، بقناعة وطنية خالصة ، وتاريخ حافل بالمؤامرات التي تحاصرنا من أجل إضعاف هذا البلد والسيطرة عليه وإضعاف قوته ،  والحيلولة دون تطوره ونموه ، لأن الجميع يعلم كيف سيكون الحال لو أستفاقت مصر من كبوتها وأصبحت دولة قوية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وهذا غير مطلوب على الإطلاق لقوى كثيرة لا تريد لمصر القوة أو حتى البقاء . نحن نراهن الآن على مخزون الحكمة والفطنة لدى  الشعب المصري، وهو الوحيد القادر على تجاوز ما نحن بصدده ، وهو الوحيد القادر علي إفساد أي مخططات، وهو قادر بالفعل على هذا وتاريخه يشهد!
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة