السودان يبحث عن حلول.. الخسائر تضرب الاقتصاد مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب.. تواصل معارك الجيش والدعم السريع.. والخرطوم ترد على اتهامات مفوضية حقوق الإنسان: القوات المسلحة ملتزمة بالقانون الدولى الإنسانى

الخميس، 29 فبراير 2024 04:00 ص
السودان يبحث عن حلول.. الخسائر تضرب الاقتصاد مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب.. تواصل معارك الجيش والدعم السريع.. والخرطوم ترد على اتهامات مفوضية حقوق الإنسان: القوات المسلحة ملتزمة بالقانون الدولى الإنسانى الوضع في السوادان
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنهكت المعارك الدائرة الاقتصاد السودانى الهش أصلا، وتسببت فى خسائر بالجملة، على مدار 11 شهر، وكشف وزير المالية السودانى جبريل إبراهيم، انخفاض قيمة الجنيه السوداني وتقلص الإيرادات لأقل من 20% جراء الحرب بحسب صحيفة تريبون سودان.

وتآكلت قيمة العملة المحلية إلى أكثر 100%، حيث كان سعر صرف الدولار الواحد يُعادل 570 جنيهًا قبل اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل 2023، بينما يزيد الآن عن 1.200 جنيهًا وهو ما أدى إلى ارتفاع السلع والخدمات بصورة جنوبية.

وتسببت الحرب فى السودان فى انهيار اقتصادى تام وفقا لدراسة نشرها المركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية، بلغت تكلفة الحرب أكثر من 100 مليار دولار، إذ توقف 70% من النشاط الاقتصادى فى السودان. وتُقدر تكلفة المعارك فى السودان بنحو نصف مليار دولار يوميًا.

وانخفض معدل النمو الاقتصادى إلى -18.3%، وأدت الحرب لانهيار العملة المحلية امام الدولار الجنيه السودانى خسر أكثر من 50% من قيمته، كما ارتفع معدل البطالة لـ 117.4% عام 2024، وتراجع إنتاج الذهب من 18 طنًا إلى طنين فقط، كما فقدت الخزينة السودانية عائدات صادرات الذهب التى تقدر بمليارى دولار.

​سرقة أكثر من 38% من أموال مصارف الخرطوم
 

وتعرض 100 بنك للنهب تم سرقة أكثر من 38% من أموال مصارف الخرطوم، والبنك المركزى السودانى يعانى من نقص شديد فى السيولة بسبب العمليات التخريبية.

وتتواصل المعارك، فيما نقلت صحيفة سودان تريبون، عن مصادر، بإن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة بقرية الشريف مختار بولاية الجزيرة في أواسط السودان، بينما أحصى مركز حقوقي مقتل 46 قتيلا مدنيا وإصابة 90 آخرين بسبب اقتحام الدعم السريع 39 قرية بولاية الجزيرة خلال شهر فبراير.

وحسب بيان للجان مقاومة ود مدني، فإن قوات الدعم السريع ارتكبت ما أسمته بالمجزرة بقرية الشريف مختار بولاية الجزيرة.

وكانت سيطرت قوات الدعم السريع على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة منتصف ديسمبر الماضي بشكل مفاجئ قبل أن تتمدد الى الجنوب حتى تخوم ولاية سنار، ومؤخرا قال الجيش السودانى، إنه يحكم الحصار على قوات الدعم السريع فى محيط الاذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان التى تشهد معارك ضارية بين القوتين منذ أسابيع بحسب صحيفة تريبون سودان.

وقال الجيش، أن هناك “هروب جماعى لمليشيا الدعم السريع الإرهابية من معارك محيط الإذاعة وانهيار وشيك لمواقعهم”. ونشر الجيش، مقطع فيديو مصور من أعلى فيما يبدو أنه بطائرة مسيرة، يُظهر تواجد بعض عناصره فى الشوارع القريبة جدًا من مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون.

 الخارجية السودانية ترد 
 

بدورها قالت وزارة الخارجية السودانية انها بعثت بحزمة ملاحظات الى مفوضية حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة ردا على تقريرها الأخير الذي تناول الانتهاكات الجسيمة لطرفي الحرب في السودان.

وقالت وزارة الخارجية في بيان، انها ارسلت “ملاحظات وتصويبات تتصل بتوصيف أزمة البلاد”.وطالبت مقرر حقوق الانسان بتضمين الملاحظات والتصويبات التي قدمتها، عند استعراضه التقرير أمام مجلس حقوق الإنسان.

وأشارت إلى أن تصويبها المرسل تضمن تأكيد التزام الجيش بالقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، أثناء قيامه بواجبه الدستوري في الدفاع عن السودان وشعبه، بما في ذلك التقييد بقواعد الاشتباك في المناطق الحضرية.

ورفضت وزارة الخارجية محاولات المساواة بين الجيش الوطني المهني والمليشيا الإرهابية، وتسميتهما بطرفي النزاع.

وكان أصدر المفوض السامي لحقوق الإنسان تقريرًا أكد فيه ارتكاب الجيش والدعم السريع انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب، ودعا إلى إجراء تحقيقات في جميع ادعاءات تجاوز القانون الدولي لحقوق الإنساني وتقديم المسؤولين عنها للعدالة. ودعا المفوض طرفي النزاع إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وأكدت وزارة الخارجية التزام الحكومة بتسهيل المساعدات الإنسانية واعتماد سياسة المسار السريع لتنفيذ إجراءات المنظمات الإنسانية.

وأسفرت الحرب عن مقتل 13 ألفا و900 قتيل وفقا لما أعلنته الأمم المتحدة، وأصيب حوالى 27 ألفا و700 شخص أصيبوا خلال الفترة بين 15 أبريل 2023 و26 يناير 2024، وفقا لـ وزارة الصحة السودانية .

فيما  ذكر بيان الأمم المتحدة أن عدد النازحين بسبب النزاع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع" فى تزايد مستمر، وبحسب الحكومة السودانية أن عدد النازحين فى 9 ولايات بلغ اكثر من ١١مليون نازحا يتواجدون فى 67 محلية، وفر نحو 8.1 ملايين شخص من منازلهم فى السودان، ويشمل ذلك حوالى 6.3 ملايين داخل السودان و1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد، حسب بيان المكتب الأممي.

عاصفة كاملة
 

وكانت ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن طفلا واحدا يموت كل ساعتين فى مخيم زمزم للنازحين بدارفور حيث يتواجد نحو 300 ألف ناز، كما قالت أن طفلا واحدا أيضا على الأقل يموت كل ساعتين فى مخيم زمزم بالسودان وهو أحد أكبر وأقدم مخيمات النازحين فى البلاد، وقال برنامج الأغذية أن كثيرا من العائلات اضطرت إلى شرب مياه المستنقعات، ونحو 18 مليون شخص فى أنحاء السودان يواجهون حاليا الجوع الحاد، كما تقول الأمم المتحدة سيحتاج 24.8 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة فى عام 2024، بسبب انعدام الأمن الغذائى الحاد.

وقال القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان بيتر جراف، أن الوضع فى السودان يعد بمثابة عاصفة كاملة، حيث أنه يعانى من تردى النظام الصحى، بجانب انهيار برنامج تحصين الأطفال وانتشار الأمراض المعدية، وفى السابق كَشفَ وزير الصحة السودانى هيثم محمد إبراهيم، عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا، رغم تنفيذ حملات التطعيم فى بعض الولايات، وأضاف فى مقابلة مع صحيفة سودان تربيون، أن “السودان سجّل 10 آلاف و800 إصابة بالكوليرا، وفقَاً لآخر تقرير عن الوضع الوبائى فى 12 ولاية، وبلغت إصابات حمى الضنك 7.500 حالة فى 11 من أصل 18 ولاية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة