محمد عبدالعزيز

هند التى لن يلتقيها بايدن!

الأربعاء، 28 فبراير 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 هند رجب، طفلة فلسطينية جميلة، لم تتجاوز الـ6 سنوات من العمر، ملامحها البريئة تشعرك بالألفة والمحبة تجاهها، وكأنك التقيتها سابقا فى محل للعب الأطفال، أو أمام علب الشوكولاتة المفضلة لها، بينما تقف مترددة لتختار ما تريد، لكنك لن تلتقيها، لن ترى هند تلعب مع الأطفال من سنها كباقى أطفال العالم، ولن تأخذ قطعة الشوكولاتة التى تحب وتمضى تستمتع بها فى فرحة وسلام.. هند فلسطينية، من غزة، ولذلك يعاقبها العالم أجمع دون أن تفهم هى ماذا أذنبت؟!
 
ظهر 29 يناير الماضى، تحركت هند بصحبة خالها بشار حمادة وزوجته وأطفاله محمد وليان ورغد، فى سيارة صغيرة من منطقة تل الهوى بقطاع غزة، محاولة منهم لإيجاد مكان أكثر أمانا، هربا من أصوات طلقات جيش الاحتلال الإسرائيلى التى تنتشر فى كل مكان بمنطقة تل الهوى ذلك اليوم، بعد أمتار قليلة قطعتها السيارة فى شارع «جامعة الدول العربية» بقطاع غزة، وعلى بعد ألف متر تقريبا من جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، هنا حدثت المأساة!
 
تلقى الهلال الأحمر الفلسطينى بلاغا من شقيق بشار حمادة، خال هند، يخبرهم بإطلاق نار على سيارة أخيه من قبل دبابات جيش الاحتلال، يأخذ الهلال الأحمر الفلسطينى رقم الهاتف المحمول الموجود بالسيارة، حيث كان الجميع استشهد وبقيت هند مع ابنة خالها ليان، مختبئتين داخل السيارة، تواصل ممثلو الهلال الأحمر مع الهاتف «مكالمات مسجلة ونشرها الهلال الأحمر ونشرتها كل وكالات الأنباء» وردت ليان وهى خائفة مرتبكة، لم تستمر المكالمة ثوانى حتى ظهر صوت طلقات نارية وصراخ ليان لتستشهد وهى على الهاتف مع الهلال الأحمر!، تواصل الهلال الأحمر مجددا مع الهاتف، ليجد هند ذات الـ 6 سنوات وحيدة خائفة مرتعبة وسط 5 جثث معها فى السيارة، تطلب هند من محدثتها على الهاتف إنقاذها، وتخبرها أنها خائفة، وأن الدبابة تقترب منها، ينسق الهلال الأحمر مع المنظمات الدولية، ويحرك سيارة إسعاف مع مسعفين اثنين هما يوسف زينو وأحمد المدهون، لكن لم يفلح كل ذلك، أطلقت دبابة الاحتلال النيران على سيارة الإسعاف، ويستشهد المسعفين على بعد 60 مترا فقط من السيارة التى تختبئ بها الطفلة هند باكية، وتنقطع كل الاتصالات، فى 10 فبراير بعد 12 يوما من الغموض، والأمل واليأس، وجدوا الجميع شهداء، الطفلة هند، أولاد خالها محمد وليان ورغد، خالها وزوجته، والمسعفين فى سيارة الإسعاف على بعد 60 مترا منهم!
 
6 فبراير الماضى، لاس فيجاس بالولايات المتحدة الأمريكية، وقف الرئيس الأمريكى جو بايدن يخاطب حشدا من الأمريكيين، ويخبرهم أنه بعد انتخابه رئيسا التقى الرئيس «ميتران» من ألمانيا، ثم يقول أقصد من فرنسا، والحقيقة أن فرانسوا ميتران الرئيس الفرنسى الأسبق توفى منذ 30 عاما!، الرئيس بايدن لا يتذكر اسم رئيس فرنسا ويخطئ فى أن ميتران من ألمانيا، ويعتقد أنه التقاه، والرجل ميت منذ 30 عاما!
 
استخدمت أمريكا الفيتو فى مجلس الأمن، منذ حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة 3 مرات، ضد قرارات تطالب بوقف إطلاق النار أو تدين المجازر الصهيونية ضد المدنيين من الأطفال والنساء فى غزة!، هذا هو النظام العالمى بمبادئه المختلة عن حقوق الإنسان وحق تقرير المصير، النظام العالمى الذى استخدمت فيه أمريكا الفيتو عبر التاريخ  46 مرة حماية لإسرائيل لتمنع أى قرار يدينها.
 
استشهدت هند رجب ونحو 30 ألف فلسطينى منذ 7 أكتوبر الماضى حتى الآن، نصفهم من الأطفال والنساء، قد يلتقى الرئيس الأمريكى بايدن الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران الميت منذ 30 عاما فى خياله، لكنه لن يلتقى أبدا فى خياله هند التى سئلت، بأى ذنب قتلت؟!، فهى لا تعلم ولن تعلم.. ولا بايدن ومجلس الأمن يعلمون!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة