صفاء الليثى

عن مسلسل «الحشاشين»

الثلاثاء، 27 فبراير 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النجم كريم عبدالعزيز لأول مرة مع الكاتب عبدالرحيم كمال، أتوقع أن يكون عملا كبيرا للكاتب الذى يمتلك الموهبة مع ملكة البحث المعمق فى التاريخ، مع براعة رسم الشخصيات، عمل أنتظره وأتوقع له النجاح لجمعه بين ثلاثة كبار فى تخصصاتهم، نجم تمثيل محبوب وله حضور يبرع فى مختلف الأدوار، ونجم فى الإخراج خاصة مشاهد الحركة التى تزدحم بالشخصيات والمجاميع، وكاتب نجم قادر على تقديم أعمال متنوعة بنفس العمق والبراعة الممتعة، «نوس» وفكرة إبليس مع الفخرانى، الصوفية فى «الخواجة عبدالقادر» و«شيخ العرب همام» مع الفخرانى أيضا، و«الرحايا» مع نور الشريف، وأخيرا «جزيرة غمام» فى تجربة نجح فيها أحمد أمين.
 
ما يجعلنى أتوقع نجاح كريم عبدالعزيز فى دور جاد وثقيل، لبراعة عبدالرحيم كمال فى رسم الشخصيات ومنحها أبعادا إنسانية مركبة تناسب موهبة كريم، خاصة بعد نجاحه فى فيلم «كيرة والجن» فى شخصية تقاوم الاستعمار الإنجليزى، وفى «الاختيار» يحارب الإرهاب، وفى «الحشاشين» شخصية تاريخية من القرن الحادى عشر، إذ يلعب دور زعيم الحشاشين الحسن الصباح.
 
مرحلة كريم العمرية تجعله ملائما لدور الزعيم، خاصة مع الأبعاد التى يمنحها الكاتب عبدالرحيم كمال لشخصيات أعماله. 
كوكبة الممثلين «فتحى عبدالوهاب وأحمد عيد ونيقولا معوض وإسلام جمال»، تحفز النجم على تقديم أفضل أداء، خاصة أن ظهورهم فى مسلسلات العامين الماضيين كان لافتا وبعيدا عن الأنماط المعتادة، وهو ما أتوقعه بكتابة عبدالرحيم كمال وإخراج بيتر ميمى.
 
ما يقلقنى كيف سيتم التعبير عن الطائفة وبأية لهجة سيتحدثون، لأنهم طبقا للمراجع التاريخية طائفة شيعية إسماعيلية، كانت معاقلهم الأساسية فى بلاد فارس والشام، بعدما هاجر إليها بعضهم من إيران، انفصلت عن العبيديين الفاطميين أواخر القرن الخامس هجرى، أسس الطائفة الحسن بن الصباح الذى اتخذ من قلعة الموت فى فارس مركزا لدعوته، وترسيخ أركان دولته. 
 
كانت الاستراتيجية العسكرية لـ«الحشاشين» تعتمد على الاغتيالات التى ينفذها «فدائيون» لا يأبهون بالموت فى سبيل أهدافهم، حيث كان هؤلاء الفدائيون يلقون الرعب فى قلوب الحكام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جدا فى ذلك الوقت. 
«الحشاشين» مسلسل يحمل كثيرا من التساؤلات التى تفرض نفسها قبل عرضه، فهل انتصر صناعه لذكر الحقائق التاريخية مجردة أم سيسقطونها على بعض الحركات الأصولية المعاصرة؟
 
تذكر المراجع كون حسن الصباح زعيم فرقة الدعوة الجديدة «الحشاشين» والمذهب الإسماعيلى فى مصر، غادر القاهرة نتيجة خلافات سياسية، ليبدأ رحلته فى نشر تعاليم المذهب الإسماعيلى. إذن البداية كانت من القاهرة، وتزداد حيرتى لأن التاريخ يتحدث عن صراع فاطمى إسماعيلى.
 
يحمل المسلسل تحديا للنجم كريم عبدالعزيز، والإمساك بشخصية تبدو مركبة ومثيرة للجدل وقد تتباين ردود الفعل نحوها، فكيف سيتم رسم الشخصية وتصويرها؟ كما أن العمل يتوغل فى حقائق التاريخ وواقع الحركات السياسية المتسلحة بالفكر الدينى المتطرف، ويخوض فى حقول شائكة ويطرح أفكارا خلافية، فكيف ستخرجه المعالجة الدرامية التى لا تسبب حرجا أو انزعاجا لمن يخشون الفتنة أو الاقتراب من مناقشة مراحل تاريخية ممتلئة بمعلومات تؤجج الخلافات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة