بعد تخلى المستشار الألمانى عن فون دير لاين.. بايدن يمهد الطريق أمام مارك روته لقيادة حلف الناتو.. فرنسا تلوح بحق النقض ضد مرشحى كندا أو بريطانيا.. ومخاوف من تهديدات ترامب ترجح كافة الزعيم الهولندى

الجمعة، 23 فبراير 2024 06:00 ص
بعد تخلى المستشار الألمانى عن فون دير لاين.. بايدن يمهد الطريق أمام مارك روته لقيادة حلف الناتو.. فرنسا تلوح بحق النقض ضد مرشحى كندا أو بريطانيا.. ومخاوف من تهديدات ترامب ترجح كافة الزعيم الهولندى فون دير لاين
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الوقت الذى تناقلت وسائل الإعلام الدولية، تقريرًا حول لعبة المستشار الألماني أولاف شولتز، لمنع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من أن تصبح الرئيس المقبل لحلف الناتو، لانتقادها المستمر ومهاجمتها روسيا، أعلنت بدروها، خوضها الترشح مرة ثانية لرئاسة المفوضية الأوروبية، ليتأكد الأمر بسحب اسمها من خطط المنافسة على منصب رئيس حلف شمال الأطلسى، وتفرغ الساحة للاسم الذى جاء في المرتبة الثانية من قبل، وهو مارك روته، رئيس وزراء هولندا.

وأعلن مسئول أمريكى وفقًا لصحيفة بولتيكو، أن الرئيس جو بايدن يدعم رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي ليصبح الأمين العام المقبل لحلف شمال الأطلسي، وهو الإعلان الذى بدروه قد يؤثر على مزيد من الحلفاء للانضمام إلى ترشيح روته، بعد أشهر من المناورات بينه وبين العديد من الزعماء الأوروبيين الآخرين لهذا المنصب.  

وذكرت صحيفة بوليتيكو، أن ثلثي دول الناتو تدعم ترشيح روته لتولي قيادة التحالف العسكري في وقت لاحق من هذا العام.

وتنتهي ولاية الأمين العام الحالي لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، الذي قاد الكتلة السياسية العسكرية بثبات خلال فترة مضطربة في السياسة عبر الأطلسي منذ عام 2014، في أكتوبر المقبل.

روته: تعلمت من أخطائى ولن أتحدث مرة أخرى عن اهتمامى بمنصب رئيس حلف النانو

ولم يناقش روتي محاولته لقيادة التحالف في مؤتمر ميونيخ الأمني الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي والذي جمع زعماء العالم، قائلاً إنه تعلم درسه في أكتوبر عندما أشار إلى أنه مهتم بالمنصب.

وقال خلال مؤتمر صحفى: لقد ارتكبت خطأً في أكتوبر عندما تحدثت عن أنني قد أكون مهتمًا بهذا الدور،  ولم يكن من المفترض أن أفعل ذلك، لذلك قررت ألا أتحدث عن ذلك بعد الآن.

أولويات منصب رئيس حلف الناتو 2024

وبموجب قوعد الناتو، يجب أن يتم اختيار الأمين العام بالموافقة بالإجماع، مما يعني أنه لا يزال يتعين على روته الحصول على دعم جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 31 دولة، ويجب على أي مرشح لهذا المنصب أن يمر عبر تركيا والمجر، اللتين أثبتتا أنهما أكبر العقبات أمام قبول أعضاء جدد. وبحسب ما ورد طلبت تركيا تطمينات قبل دعم روتي، في حين كانت لدى المجر خلافات طويلة الأمد مع رئيس الوزراء الهولندي.

ويظل الإنفاق الدفاعي مصدر قلق كبير للحلف، حيث تكافح الدول لتحقيق هدف الإنفاق الدفاعي المتمثل في 2% من الناتج المحلي الإجمالي الذي حدده التحالف في أعقاب الغزو الروسي الأولي لأوكرانيا في عام 2014.

وهذا العام، من المقرر أن تفي 18 دولة من أصل 31 دولة في الناتو أخيرًا بمعيار 2%، مقارنة بسبع دول فقط في العام الماضي، ولم تصل هولندا بعد إلى هذا المستوى، لكنها في طريقها لإنفاق 2 % هذا العام.

فيما قالت دويتشه فيله الألمانية، إن أحد الاهتمامات الكبيرة للحلف في عام 2024 وما بعده هو كيفية العمل مع الدول الفردية التي تعيد تخزين مستودعاتها بعد عامين من نقل الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا، وكانت قد أنفقت في السابق القليل نسبيًا على الدفاع بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. .

ويتعين على الحلف اتخاذ قرارات كبيرة بشأن الاستثمارات طويلة الأجل في الذخائر الجديدة الموجهة بدقة، والمكلفة في كثير من الأحيان، كما يتعين عليه  أيضاً أن يعمل على إيجاد توازن بين الدعوات في واشنطن لتحقيق الطموحات الأميركية والأوروبية لبناء قدرات التصنيع الدفاعية في القارة.

ماذا فعل روته من أجل حلف الناتو في عهد رئاسته هولندا؟

وفي عهد روته، رئيس الوزراء الهولندي، أحد الزعماء الأطول خدمة في أوروبا، التزمت هولندا بالفعل بإرسال 24 من مقاتلاتها من طراز F-16 إلى أوكرانيا - وهو أكبر عدد من أي دولة أخرى - وتساعد في تدريب الطيارين الأوكرانيين،كما أرسل الجيش الهولندي دبابات وأنظمة مدفعية وذخيرة وأنظمة دفاع جوي باتريوت إلى كييف على مدار العامين الماضيين، وتعهدت الحكومة بتقديم 2.1 مليار دولار أخرى كمساعدات عسكرية وإنسانية لأوكرانيا خلال العام المقبل.

وقال روتي في ميونيخ إن حاجة أوروبا إلى الاستثمار بشكل أكبر في دفاعها لها علاقة بروسيا أكثر مما تتعلق بمن يجلس في البيت الأبيض.

وبصرف النظر عن وجود سجل سياسي طويل في توجيه الناتو خلال حرب روسيا المستمرة ضد أوكرانيا، هناك اعتبار مهم آخر وهو خبرة روتي في التعامل مع دونالد ترامب، في حالة عودة الرئيس السابق في الانتخابات الأمريكية العام المقبل.

كما صقل رئيس الوزراء الهولندي أوراق اعتماده عبر الأطلسي من خلال التعاون مع إدارة بايدن في فرض ما يعتبر فعليًا حظر تصدير ضد الصين على معدات صنع أشباه الموصلات المتقدمة - على الرغم من أن القرار تحايل على المسار  الأبطأ لصنع السياسات في الاتحاد الأوروبي .

موقف روته مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

 ومع ذلك، فإن المهمة الأكثر أهمية لخليفة ستولتنبرج ستكون إدارة رئاسة أخرى لترامب،  خلال فترة ولاية ترامب الأولى، حيث كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وهولندا مستقرة نسبيا، حتى أن روتي انتقد "النخب التي تحتسي النبيذ الأبيض" في بلاده لانتقادها ترامب وهجماته على المنظمات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

يأتي ذلك في الوقت الذى أثار ترامب، وهو الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، استياء بعد تصريحات  قال فيها إنه لن يدافع عن أعضاء الحلف الذين لم يفوا بالتزاماتهم المالية، وذلك في أعنف انتقادات له للناتو.

ومع التزام  الحكومات الأوروبية حتى الآن الصمت رسميًا بشأن ترشيح روتي، لكن ثلاثة مسؤولين أوروبيين قالوا لصحيفة بولتيكو، إنه من المتوقع أن يحظى بدعم واسع النطاق، وتوقع أحدهم أنه سيحظى بدعم دول الجناح الشرقي، التي سيكون القضية الأهم بالنسبة لها هي موقف المرشح من روسيا وأوكرانيا.

 وقال المدير التنفيذي لمكتب برلين للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بن شرير، إن روته يتمتع  بميزة كونه سياسيًا يتمتع بخبرة كبيرة من بلد كان تقليديًا بمثابة حزام نقل بين وجهات النظر الأنجلو سكسونية ووجهات النظر الأوروبية القارية، ويمكن أن تنظر إليه الدول الأعضاء الأكبر في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على أنه حل وسط جيد.

 ووفقًا لبولتيكو، فإن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، منصب يعتمد على صفقات خلف الكواليس للحصول على دعم جماعي من جميع الأعضاء البالغ عددهم 31 عضوًا، بالإضافة إلى الحصول على موافقة من الولايات المتحدة، العضو الأكثر أهمية في الحلف. 

أوروسلا فون دير لاين بين دعم بايدن ورفض المستشار الألمانى

وكانت " تلجراف"  قد أشارت سابقًا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يضغط لتعيين أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في منصب الأمين العام للناتو، إلا أن المستشار الألماني، أولاف شولتز رفض بشكل قاطع أن تصبح فون دير لاين رئيسة لحلف شمال الأطلسى، وفقًا لصحيفة فيلت الألمانية.

 وأفاد دبلوماسيون أيضًا لصحيفة فيلت أنه من وجهة نظر شولتز، كانت فون دير لاين تنتقد موسكو كثيرًا، الأمر الذى قد يكون بالتالى عيبًا على المدى الطويل بعد وقف إطلاق النار المحتمل فى حرب أوكرانيا.

وقال خبير الدفاع فى حزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى رودريش كيسفيتر، أن شولتز منع فون دير لاين من أن تصبح رئيسًا لحلف شمال الأطلسى لأنها على عكس المستشار، أرادت حقًا أن تنضم أوكرانيا إلى الناتو، وزعم كيسويتر أن شولتز يفعل "كل شيء من أجل إرضاء بوتين".

المرشحون المتنافسون على منصب رئيس حلف الناتو

وعن الجانب البريطاني، فقد رجحت  تقارير بريطانية إلى أن  بريطانيا ستسخدم حق النقض (فيتو) ضد فون دير لاين ، التي كانت سابقاً وزيرة دفاع في ألمانيا،اذا ترشحت لرئاسة منصب حلف الناتو،  عازية ذلك إلى سجلها "غير المرضي" في قيادة القوات المسلحة الألمانية.

وذكرت صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ووزير الدفاع البريطاني بن والاس من أبرز المرشحين أيضًا لخلافة ستولتنبرج.

ويتنافس بن والاس على أن يكون أول أمين عام لحلف "الناتو" من بريطانيا منذ 20 عاماً، كما يدعمه في سبيل تحقيق ذلك رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.

كما تتنافس وزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند على المنصب، لكن أحد مصادر "الناتو" أشار إلى أن من غير المرجح أن تحصل على المنصب، نظراً لفشل كندا في تحقيق المستهدف من الدول الأعضاء بالحلف والمتمثل في تخصيص 2 % من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري.

وهناك شائعات أخرى تقول إن رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن هي مرشحة أخرى، على الرغم من أن بعض دول الناتو تخشى تعيين أمين عام ثالث لدول الشمال على التوالي بعد ستولتنبرغ وزميله الدنماركي أندرس فوج راسموسن.

ومن ناحية أخرى، أوضحت فرنسا أن الزعيم القادم يجب أن يكون من الاتحاد الأوروبي، واستخدمت حق النقض ضد شخصيات ذات ثقل مثل نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند، وهي من أصل أوكراني، وكذلك وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس .

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة