"يوم بدينا".. السعودية تحتفى بذكرى تأسيس الدولة.. فعاليات ثقافية وفنية وشعبية فى مدن المملكة.. الأعلام والعروض الجوية تزين السماء.. توزيع الهدايا التذكارية بالشوارع.. 5 عناصر من التراث تشكل شعار يوم التأسيس

الخميس، 22 فبراير 2024 03:00 م
"يوم بدينا".. السعودية تحتفى بذكرى تأسيس الدولة.. فعاليات ثقافية وفنية وشعبية فى مدن المملكة.. الأعلام والعروض الجوية تزين السماء.. توزيع الهدايا التذكارية بالشوارع.. 5 عناصر من التراث تشكل شعار يوم التأسيس احتفال السعودية بيوم التأسيس
كتبت إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتفي المملكة العربية السعودية بذكرى يوم تأسيس الدولة الذى يوافق 22 فبراير من كل عام، حيث تأسست الدولة السعودية في منتصف عام 1727م  (عام 1139هـ )، على يدي الإمام محمد بن سعود.

وتجسد هذه المناسبة الوطنية التي تقام تحت شعار "يوم بدينا " معاني الاعتزاز بالجذور الراسخة لمملكة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون وعاصمتها "الدرعية" حتى وقتنا الحاضر.

مظاهر الاحتفال

تنوعت الاحتفالات بين الطابعين الرسمى والشعبى، كما وجه خادم الحرمين الشريفين وولى العهد ووالوزراء بالمملكة التهانى للشعب السعودى فى هذه المناسبة.

السعودية تحتفى بذكرى تأسيس الدولة
السعودية تحتفى بذكرى تأسيس الدولة

 

حيث تشهد مدن المملكة بهذه المناسبة إقامة عدد من الفعاليات الفنية والشعبية و الثقافية التي تحتوي على إلقاء كلمات وقصائد شعر وغيرها.

ويحرص الرجال والنساء والشباب والفتيات والأطفال على  ارتداء ملابس تقليد يوم التأسيس السعودي وهي ملابس تراثية عن تلك الحقبة التاريخيّة المشرّفة، على أن يتم اعتماد لبس الزي الموحد بلون العلم الوطني السعودي، إضافة إلى توزيع الحلوى التراثية، ويتم تقديم العديد من الهدايا الرمزية في الشارع السعودي والتي تحمل سمات ورمزيات يوم التأسيس.

إضافة إلى رفع رايات وشعارات يوم التأسيس السعودي في كل من المدارس والجامعات، فضلا عن تعليق صور الملك سلمان وولي العهد، والهوية البصرية للتأسيس.

إلى جانب عد مظاهر احتفالية تجسد اعتزاز أبناء المملكة العربية السعودية بهذا الإرث التاريخي الذي أسسه الإمام محمد بن سعود في دولة مترامية الأطراف رسمت سجلاً حافلاً لأحداث الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي عاشها أبناء الجزيرة العربية آنذاك تحت حكم الدولة السعودية الأولى مروًرا بحكم الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود في الدولة السعودية الثانية، وصولاً إلى قيام المملكة العربية السعودية على يد موحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وباني نهضتها والذي ينسب إليه الفضل في تطورها ونمائها ووصولها إلى ما وصلت إليه اليوم من نهضة داخلية ومكانة متميزة عربيًا وإقليميًا وعالميًا، ومن بعده أبنائه الملوك .

الاحتفال بيوم التأسيس
الاحتفال بيوم التأسيس

 

يمثل يوم التأسيس فرصة لاسترجاع ذاكرة ثلاثة قرون مضت منذ تأسيس الدولة السعودية وما تحمله من أحداث ومواقف خلدتها كتب التاريخ والِّسير، وبرزت معالمها على امتداد الجزيرة العربية إذ لم تكن دولة وليدة لحظة عفوية بل تشكلت على مدى قرون ورسخت قواعد الدولة المتماسكة التي أرست الحكم وجعلت أمن المجتمع في مقدمة اهتماماتها مع خدمة الحرمين الشريفين وتحقيق تطلعات المجتمع وسط تحديات كثيرة لكن عمق التلاحم الوطني وقوته كان سببًا في تعاقب الدولة السعودية منذ عام 1727م حتى وقتنا الحاضر، وصد أي عدوان خارجي أو محاولة لخلخلة النسيج الاجتماعي في الدولة السعودية لتستمر نجاحاتها.

 

عناصر شعار يوم التأسيس

تتناغم خمسة عناصر في شعار يوم التأسيس، هي: العلم السعودي، والنخلة، والصقر، والخيل العربية، والسوق، لتعكس في مضمونها تراثاً وطنياً حياً وأنماطاً مستمرة، رُسمت بنمط الخط التاريخي الذي دونت به إحدى المخطوطات التاريخية التي تؤرخ أحداث الدولة السعودية الأولى.

السعودية
السعودية

 

ويرمز (العلم السعودي) للوحدة والانتماء والوطنية، والعلم الحالي امتداد لعلم الدولة السعودية الأولى منذ رُفع قبل ثلاثة قرون في عهـد المؤسـس الإمام محمـد بـن سـعود، ولونه أخضر تتوسطه كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وجـزؤه القريـب مـن الحامـل أبيـض، واسـتمر حتـى الدولـة السـعودية الثانية وبداية الدولة السعودية الثالثة.

ومرت العناصر الدلالية للعلم بعدة مراحل، ففي عهـد الملـك عبدالعزيـز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -رحمـه اللـه- اتخـذ علـم الدولـة السـعودية الأولى مـع إضافـة سـيف تحـت كلمـة (لا إله إلا الله).

واعتمـد شـكل العلم السـعودي وهـو علـم أخضـر مـع كتابـة كلمـة التوحيـد باللـون الأبيـض متوسـطة العلـم وفـي أسـفله السـيف المسـلول الـذي يرمـز للقـوة موازيـاً لكلمـة التوحيد.

يوم التأسيس
يوم التأسيس

 

أما (النخلة) فاقترنت بدلالة مكانية لشبه الجزيرة العربية، وأضحت جزءاً رئيساً من الهوية والثقافة والتراث السعودي، بعمق جذورها الضاربة في أرض الدولة السعودية، واكتسبت مكانة من عائد خيرات ثمارها غذائياً واقتصادياً، علاوة على منافعها المتعددة من سعفها وجريدها وجذوعها لاسيما في حياة الآباء والأجداد لصناعة المستلزمات الضرورية لمعيشتهم مثل المنسف، والحصيرة، والمهفة، والسفرة، والمبرد، والزنابيل، والسلال، والقفاف جمع قُفة، والأبواب والأقفال وغيرها.

 

ويمثل (الخيل العربي) أصالة وإرثاً ارتبط بتاريخ الجزيرة العربية وعلى أرضها، كما أثبتت الاكتشافات الأثرية الحديثـة في المملكـة العربيـة السـعودية. استؤنسـت الخيـول لأول مـرة فـي تاريـخ العالـم قبل 9 آلاف عـام، في حين أن المؤرخين والشعراء خلدوا أسماءها وسلالاتها وفرسانها وأوصافها وأفعالها، ولم تنفك عن الذكر منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى حتى وقتنا الحاضر، حيث حرص الأئمة على اقتناء نجائب الخيل والحرص على أنواعها، ويذكر ابن بشر في كتابه "عنوان المجد في تاريخ نجد أن الإمام سعود بن عبدالعزيز كان يملك في مرابطه ألفاً وأربع مئة فرس، هذا غير ما يملكه أبناؤه وأتباعه، كما كان لاهتمام أئمة الدولة السعودية الأولى بمرابط الخيل العربية الأصيلة وعنايتهم بها دور في إنقاذها وتكاثرها في المنطقة، في حين انتشرت كثير من المرابط لدى القبائل والأسر في أنحاء البلاد السعودية.

وتشير رمزية (الصقر) في تفاصيل الشعار إلى رياضــة الصيــد بالصقــور والهواية الأشهر فــي مجتمــع الجزيــرة العربيــة وهــي أحد أصنــاف علــم "البيــزرة " المعــروف فــي تراثنــا العربي، وعرف لدى العرب أنـواع من الصقـور أكثرها شعبية "الحـر والشـاهين والوكري"، وتأتـي مهاجـرة إلـى الجزيـرة العربيـة من أواسط آسيا إلى منطقة الخليج العربي ويتمركز وجودها في شمال شرق الجزيرة العربية وشرقها حتى أطراف الربع الخالي حيـث تصـاد فيهـا أو يؤتـى بهـا مسـتوردة مـن مواطنهـا الأصليـة، عدا "الوكـري وشـاهين الجبـل " المتوطنـة فـي الجزيـرة العربية.

وإبان فترة الدولة السعودية الأولى، كانت الصقور من الهدايا التي تهدى بين الأمراء وشيوخ القبائل والأعيان واشتهرت بعض القبائل بالصيد بالصقور.

 

ويبرز (السوق) كونه المورد الأساسي لأهل البلدة إلى جانب الزراعة والفلاحة، وكانت أسـواق الدولـة السـعودية الأولـى علـى شـكل دكاكيـن تصطـف فـي الشـوارع الواسـعة بجـوار القصـر والمسـجد، حيـث تتسـع للمتسـوقين وبضائعهـم.

وقديماً كانت الأسواق مجموعة دكاكين، تختلف في أوقات ممارسة نشاطها فمنها الأسبوعي، أو الشهري، أو السنوي، وأخرى تعقد مرة في بضع سنين.

وشهدت الدولة السـعودية الأولى فـي عهـد أئمتهـا أوج اتسـاعها الجغرافـي والسياسـي، وبلغـت أقصـى قوتهـا ومجدهـا، وتعـددت مصـادر الدخـل وثـروات سـكان مركـز الدولـة فـي الدرعيـة، وانعكـس ذلـك علـى الأسـواق التجاريـة، والقصـور السـكنية، والرقعـة الزراعيـة، وتوافـد ذوو الخبـرات والصناعـات مـن داخـل الدولـة وخارجهـا إلـى الدرعيـة، ونتـج عـن ذلـك تمتـع النـاس فـي الدرعيـة بحيـاة اقتصاديـة جيـدة.

واشـتهرت الدولـة السـعودية الأولـى بأسـواقها العامـرة، فـي نجـد والحجـاز وتهامـة والأحسـاء وعسـير.

 

الموسيقى في زمن التأسيس

امتلكت الدولة السعودية منذ تأسيسها تجربة ثرية في الفنون والموسيقى، حيث تعرف سكانها على أدوات الفن ومعزوفات الموسيقى مُنذ وقتٍ مبكر، ووجدوا فيها وسيلةً للتعبير عن فرحهم وحزنهم ومكنونات أنفسهم.

وتميزت مناطق الجزيـرة العربيـة بآلاتها المختلفة، وفنها الشعبي الذي عرفت به، فكان هذا التنوّع ميـزةً تضـاف إلـى تنـوع عاداتهـا وتقاليدهـا، حيث كانت الربابة في شمال الدولة السعودية، الآلة المفضلـة لـدى الأهالـي، وهـي آلة ذات وتـر واحـد مصنوعـة مـن جلـد غـزال أو ذئب حيث يتم دباغتها وترطيبها ومن ثم تُلف على مربع خشبي.

وتوصف الربابـة بموسـيقى الصحـراء السـاحرة، فـلا تخلـو مناسـبات أهالـي شـمال الجزيـرة واجتماعاتهم مـن صـوت الربابـة، فيها يلقـي الشـعراء قصائدهـم علـى الحضـور، مادحة لشـخصية بـارزة، أو محاربيـن مميزيـن، أو تعبيـرًا عـن فـرح أو مناسبة، ويصحـب ذلـك صـوت الربابـة.

 

طقوس للنساء

 

وللنساء أيضًا طقوسهن وطربهن، إذ يجتمعن فـي المناسـبات والأعياد، والأفـراح، فـي وقـت المسـاء، حيث يقسـمن أنفسـهن إلـى مجموعـات سـواء مـن سـت أو ثمـان أو عشـر من النسـاء، وذلـك اسـتعدادًا للغنـاء، فتبـدأ المجموعـة الأولـى بالغنـاء، وترديـد البيـت الأول خمـس مـرات، ثـم تعيـد الأخريـات مـا غنتـه المجموعـة الأولـى، ويُغنّى البيـت الثاني بالطريقـة نفسـها.

أما أهالي غرب السـعودية، فقد عرفوا الفـن والموسـيقى منـذ قديـم الزمـن، وكان لهـم آلاتهم الموسـيقية ورقصاتهـم المختلفـة التـي يزاولونهـا فـي أفراحهـم ومناسـباتهم، ويتجمعـون لأدائها ومشـاهداتها، ومـن أبـرزها "السمسـمية".

كما استخدموا الطبـل فـي موسـيقاهم مثلهم مثل أهـل وسـط الدولـة السـعودية، التي استخدموها فـي الحـرب وفـي رقصاتهـم، مثـل: العرضـة والسـامري.

وتغنى أهالي المناطـق السـاحلية كالبحـارة، وصيـادي الأسـماك واللؤلـؤ فـي ميـاه شـرق الدولـة السـعودية بالأغانـي البحرية التـي تعتمـد علـى قـدرات صـوت المغنـي بيـن الصياديـن، فهم يغنـون عنـد رفـع الشـراع وعنـد طيـّه بمصاحبة بعض الآلات الإيقاعية، وذلك علـى ظهـور السـنابيك "سـفينة شـراعية"، وهـذا النوع من الإنشاد يكون مصاحباً للعمـل فـي البحـر، حيث يحبب لهم العمـل، ويطـرد عنهـم الملـل.

وفي الصحراء لحن الرجال والنساء من مختلـف الأعمار أشهر الألحان التـي تلحن علـى ظهـور الإبل فـي تلـك الفتـرة، ليخفـف عنهـم عنـاء السـفر وهـو مـا يسـمى بـ "الهجينـي"، يعبرون من خلاله عـن حبهـم، ومواقـفهم التي مـروا بهـا، أو عن حالتهـم، كما تغنى بهـذا اللحـن الشـعراء والمغنـون فـي جلسـات أنسـهم، والرعـاة فـي البـراري يؤنسـون وحشـتهم، والمسـافرون علـى ظهـور الإبل، كمـا غنـاه الفلاحـون، وهـم يسـوقون حيواناتهـم وهـي تجـر المحاريـث ليبثـوا فيهـا الحماسـة.

 

ولعـب البـدو الرحـل الذيـن يمتطـون جمالهـم، ويتنقلـون مـن مـكان إلـى آخـر فـي الجزيـرة العربيـة بحثًـا عـن المـاء، والرعـي، دورًا فـي نشـر لحـن الهجينـي فـي أماكـن عـدة، فترعـرع هـذا النـوع مـن اللحـن والغنـاء فـي أحضـان الصحـراء علـى ألسـنة الرعـاة.

ومـن الألـوان الشـعبية التي لا تسـتخدم فيهـا آلـة موسـيقية "الحـدي" الذي يتغنّى النـاس بها وقت سقيا الإبل بواسطة إخـراج المـاء مـن البئـر، وهـو أحـد أنـواع الغنـاء الشـعبي، بالإضافـة إلـى حـدي المـورد وحـدي الخيـل، وحـدي الإبل.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة