تحدى الفرسان بساحة الفخر.. "المرماح" فلكلور شعبى يتوارثه أبناء القبائل بالصعيد.. الخيالة يتوافدون من كل المحافظات والفارس يظهر براعته.. مسابقات بين الخيول لإثراء الأفراح والموالد.. والأهالى يجهزون الولائم.. صور

الثلاثاء، 20 فبراير 2024 07:00 م
تحدى الفرسان بساحة الفخر.. "المرماح" فلكلور شعبى يتوارثه أبناء القبائل بالصعيد.. الخيالة يتوافدون من كل المحافظات والفارس يظهر براعته.. مسابقات بين الخيول لإثراء الأفراح والموالد.. والأهالى يجهزون الولائم.. صور "المرماح" فى صعيد مصر
المحافظات - عبد الله صلاح - صابر سعيد - أحمد مرعى - محمود مقبول - أسماء على بدر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ عقود مضت ولا يزال يفتخر الفرسان بقوة جيادهم وأصالهم خيولهم وقدرتهم على السباق والتحدى، وتمثل ليالى "المرماح" فى صعيد مصر وبعض المحافظات، تجسيدا لهذا الفلكلور الشعبى القديم الذى توارثه الأبناء عن الأجداد فى سلسلة شعبية هدفها التعارف بين القبائل وصد العدوان ونبذ الخلافات.
 
ففى محافظة قنا، يتفاخر الخيال بحصانه أمام ساحة المرماح ويعرض مهاراته للحاضرين الذين يقطعون عشرات الكيلو مترات حتى يستمتعون بمشاهدة الخيل في الحلقة المخصصة لذلك والأماكن الواسعة، وعادة ما يقام المرماح في احتفالات المشايخ بالقرى وكذلك المدن، وله أصوله وقواعده التي يلتزم بها الفارس أو الخيال من مختلف الأعمار وهي مسابقة ولعبة يتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل ويشارك فيها أنواع مختلفة من الخيول العربية وأنواع أخرى ويبدأ التجمع في فترة ما بعد الظهيرة وحتى غروب الشمس.
 
ويدع القائمون على المرماح الخيالة من مراكز ومحافظات خارج قنا، فيبدأ المنظم بدعوة الأشخاص من خارج القرية، كما يأتي إلى القرية المحبين للمرماح والعاشقين للخيل، وتستمر تلك الاحتفالات عادة لأيام حتى اليوم الختامي الذي يشمل لعبة التحطيب وتنظيم مرماح يضم عشرات الخيالة والخيل بتواجد الآلاف من الأشخاص في حلقة يشاهدون مهارة الخيل وقدرته على الجري وكذلك استعراض مهاراته، وتشتهر المحافظة بمرماح قرية دندرة والشيخية والشيخ حسين أبو عامر ومرماح بهجورة وغيرها من الأماكن التي يقام فيها سنويا خلال الاحتفال بالأولياء.
 
وقال أحمد الجارد، من أهالي قرية الشيخية بقنا، إن القرية تنظم في كل عام احتفالية مولد الحاج على وتشهد توافد الخيالة من مختلف البلدان داخل المحافظة وكذلك خارجها، تتم دعوتهم مسبقًا لتلك الاحتفالية وهي عادة متعارف عليها بين الخيالة ويذهبون إلى أماكن المرماح أينما عرفوا، لافتًا أن المرماح عادة عربية أصيلة وكان الهدف منها في البداية هي تدريب الفرسان على فنون الحرب والترفيه ويعطي منظم المرماح الإشارة ليبدأ الفرسان في استعراض مهاراتهم من خلال الخيل.
 
وأوضح محمد هاشم، من قرية دندره، إن احتفال قرية دندرة تحتفل في كل عام عن طريق حلقات التحطيب والمرماح وذلك لمدة تزيد عن 100 عام لأن الآباء والأجداد كانوا يتحدثون عنها أيضًا، والمرماح جزء من الاحتفالات حيث يتوافد الأشخاص من جميع البلدان وفي مكان فسيح بالقرية يجتمع اللاعبون والمحبين للعبة ويتواجد الجميع في حلقة كبيرة يستمتعون بمشاهدة ذلك النوع من الألعاب التراثية داخل المحافظة، مشيرًا إلى الخيل الذي يشارك في المرماح خيل مدرب من قبل ويشارك في تلك السباقات ويهتم صاحبه به حتي يستطيع أن يؤدي بالشكل المطلوب كما أن الفارس يحتاج إلى التدرب والممارسة والمهارة اللازمة ولا يستطيع أي شخص أن يشارك في ذلك المرماح.
 
وفى محافظة الأقصر، حالة من البهجة والفرحة تظهر بين الشباب والكبار من محبي الخيل حول الأقصر، تظهر فى كافة الفعاليات الدينية والمناسبات السعيدة التى يتم خلالها تنظيم إحتفالات مرماح الخيول والسباقات المميزة، حيث يهتم كبار العائلات التى تربى الخيول حول قرى ونجوع الأقصر، بتدريب أنفسهم وتعليم أبنائهم تلك المتعة تنفيذاً لوصية الإمام عمر بن الخطاب أحد الخلفاء الراشدين الذي قال فيها "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل".
 
وفى هذا الصدد، قال الشاب محمد العمارى، ابن قرية منشأة العماري بالأقصر، إن والده يعشق ركوب الخيل منذ طفولته ، حيث أن أسرتهم لديها إسطبل يوجد به بعض الخيول التي يهتمون بها وبصحتها ونظافتها بصورة يومية، كما يعلمون أولادهم ركوب الخيول للخروج والاستعراض بها فى الاحتفالات السنوية والفعاليات المختلفة، حيث تنظم عدد من المحافظات سباقات مرماح للخيول في المناطق الجبلية التى تناسب تلك النوعية من السباقات، ويتم جذب نجوم لعبة المرماح والخيالة من حول الصعيد فى تلك الفعاليات المتنوعة.
 
وأضاف الشاب محمد العمارى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إنه تعتبر فعاليات مرماح الخيول السمة الرئيسية للاحتفالات الدينية والمناسبات السعيدة حول القرى والنجوع، حيث تعتبر أبرز تلك السباقات التي يتم تنظيمها فى مولد سيدى أبو الحجاج الأقصرى القطب الصوفي الأشهر فى محافظة الأقصر، حيث إن فعاليات سباقات مرماح الخيول إبتهاجاً بقدوم ليالي المولد السنوى للعارف بالله سيدى أبو الحجاج الأقصرى، الذي يتم تنظيمه فى الساحات المحيطة بالمنطقة والأسرة الحجاجية.
 
وأكد ابن منشأة العمارى، إنهم في قريتهم يحتفلون بسباقات مرماح تمتد لأكثر من 12 يوماً خلال المولد النبوى الشريف سنوياً، فى ليالي مبهرة عبر التسابق والاستعراض وصينية الخيول ورقص الخيول ليلاً، موضحاً إنه يقوم أبناء البلدة بالتجهيز قبل دخول شهر ربيع الأول بشهر كامل، ومع دخول ليالي شهر مولد رسول الله يتم بصورة يومية منذ وقت العصر وحتى غروب الشمس تنظيم أكبر سباقات للخيول والمرماح والتحطيب داخل ساحة منشأة العمارى الكبرى، بحضور أعداد كبيرة من الضيوف من الشباب والأطفال والسيدات والفتيات لحضور أيام إحتفالات المولد النبوى الشريف، حيث أن تلك الساحة أكبر مضمار لسباقات الخيول وتنفيذ العروض من نجوم الخيالة الذين يحضرون بخيولهم من كل محافظات الصعيد والوجه البحرى.
 
وفى قرية العشى التابعة لمدينة الزينية، كشف الشاب مصطفى حرز الله، أحد شباب الخيالة فى القرية، إنه تعلم الخيل وركوبها والتراقص بها من عمه الذي يعتبر أشهر الخيالة بالقرية والصعيد بأكمله، موضحاً إنهم ينظمون فى بلدتهم فعاليات الإحتفال بالمولد السنوى للشيخ العشى بتنظيم مرماح الخيول ويتوافد الخيالة والمئات من أبناء محافظة الأقصر والمحافظات المجاورة، وذلك للمشاركة فى المولد وسباقات الخيل والمرماح على أنغام المزمار والربابة وسط أجواء مميزة، ويتم بصورة يومية تنظيم مرماح الخيول وحلقات التحطيب وغيرها من المظاهر المبهجة للمولد وسط حضور الآلاف من الأهالى.
 
وأضاف مصطفى حرز الله، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إنه بالنسبة للموالد أيضاً فيتم فى البر الغربى تنظيم مرماح الخيول بمولد سيدي أبو القمصان الذي يعتبر مولد ساحر للجميع، حيث يشارك فيه السياح من مختلف الجنسيات بارتدائهم الجلاليب البلدية وحملهم للعصا للمشاركة مع المحطبين من خارج الحلبة أو بعد انتهاء المنافسة واحيانا يمتطون الخيول للمشاركة في مسابقة "المرماح " أو سباق الخيل، حيث تخصص مساحة واسعة داخل المولد لسباقات الخيل التي يشاهدها آلاف المحبين هذا العام.
 
وأكد ابن قرية العشي، إنه بالنسبة للجنوب فيتم تنظيم سباقات الخيول والمرماح فى الظهير الصحراوى خلال فعاليات مولد السلطان عبد الجليل المولد الأشهر بقرية النمسا، حيث يتجمع الخيالة ونجوم المرماح من قرى ومدن محافظات الصعيد فى الموالد الشعبية للإستمتاع بسباقات الخيول، ويتجمع العشرات من الأهالى وخيالة محافظات الصعيد، فى قرية النمسا للإستمتاع بسباقات الخيول خلال المولد وسط أجواء مبهجة تؤكد على سحر التراث الثقافي والشعبي فى المولد المختلفة بالصعيد.
 
وفى محافظة أسوان، تحدث خليفة متولى، من أبناء قرية الكوبانية بأسوان، لـ"اليوم السابع" قائلاً: المرماح هو عادة قبلية قديمة تستضيفها القرى فى أوقات مختلفة من السنة، ومرماح قرية الكوبانية يتزامن مع منتصف شهر يناير من كل عام بالتزامن مع احتفال أسوان بعيدها القومى وذكرى افتتاح السد العالى.
 
وأضاف خليفة متولى، أن ليالى المرماح تبدأ باستقبال الضيوف من أبناء القبائل فى قرى مختلفة داخل محافظة أسوان أو من قرى محافظات مجاورة مثل "الأقصر وقنا"، وهنا يتم فتح المضايف ونصب الصوان لاستقبال الضيوف وبعضهم يأتى برفقة حصانه الذى سيخوض به السباق، ويتم إكرام الضيف وذبح الولائم وتقديم المأكولات والمشروبات اللازمة لهم وتوفير مكان مبيت مناسب للضيوف.
 
وأوضح عبد الله عليش، من قرية الكوبانية بمحافظة أسوان، أن المرماح عادة ما يكون على يومين، الأول تسمى ليلة المرماح والذكر والعصا، وتشهد بعد صلاة العصر مباشرة إقامة مبارزات فى التحطيب وممارسة لعبة العصا المشهورة بين أبناء القبائل، وتكون المبارزات ثنائية وسط أنغام المزمار البلدى ويشارك فيها رجال العائلات من شتى الأنحاء المتفرقة وتجمعهم منافسة كلها ود وإخاء، وتقام فى منطقة مكشوفة مرتفعة عن القرية تطل على النيل مباشرة، فى مشهد بديع للحضور.
 
وقال أحمد البلاصى، من أهالى القرية، أن ليلة المرماح تتضمن أيضاً إقامة التواشيح الدينية والقصائد والمديح لأبرز المنشدين والمداحين فى الصعيد والوطن العربى، أمثال الشيخ ياسين التهامى والشيخ أمين الدشناوى وغيرهما الكثير، وسط حضور وتفاعل الكثير من الحضور.
 
وفى محافظة سوهاج، كلمات يرددها أهالى سوهاج قائلين: "مش كل من ركب خيل بقى خيال، ولا كل من طلع له دقن وشنب بقى رجال، والكلام كتير بس مش كل الكلام ينفع يتقال، وحكمة وقلوها زمان الرجال أفعال مش أقوال.."، كلمات موروثة في الصعيد وتتردد في التجمعات القبلية خاصة في الموالد والتحديات، ومن أشهر التحديات التي تشهدها محافظات الصعيد بصفة عامة ومحافظة سوهاج بصفة خاصة هي سباقات المرماح، والتي يتنافس فيها الشباب من خلال سباقات الأحصنة الخاصة بهم.
 
والمرماح فى سوهاج من أشهر التحديات التي تشهدها محافظات الصعيد بصفة عامة ومحافظة سوهاج بصفة خاصة هي سباقات المرماح والتي يتنافس فيها الشباب من خلال سباقات الأحصنة الخاصة بهم، والمرماح له تاريخ طويل بقرية بنى حميل في مدينة البلينا جنوب محافظة سوهاج حيث تشهد إنطلاق مولد بنى حميل والذى يقام إبريل من كل عام وتقع بنى حميل علي بعد 5 كيلومترات تقريباً من معبد أبيدوس بالعرابة المدفونة وفى مولد بنى حميل نج العديد من المظاهر الخاص بالاحتفال من خلال بيع الحلوى وبيع الألعاب ومظاهر احتفالات أخرى منها الإنشاد الدينى من خلال إحضار أشهر المنشدين لإحياء تلك الليلة ومن أشهر العلامات البارزة في مولد بنى حميل هو المرماح والمرماح هو طريق طويل يصطف على جانبيه الأهالى وبتنافس شباب القرية من العائلات المختلفة في سباقات الخيول ومن يصل إلى نهاية المرماح أولا يكون هو الكاسب وتعاد تلك المسابقة مرات ومرات حتى يكون هناك فارس واحد هو الكاسب للسباق بعد التغلب على جميع الفرسان.
 
ولم يقتصر المرماح على اهالى الصعيد فقط ولكن أبناء القبائل العربية فى مدينة برج العرب يحرصون على عادة المرماح كما اعتاد ابائهم واجدادهم لاستعراض مهارات الخيول التى يتم تدريبها فترة طويلة حتى تكون على اكمل وجه يوم العرض وهو يوم يتم تحديده من قبل أهالى القبائل العربية بمحافظة الإسكندرية يختلف عن باقى المحافظات ويتم تحديد المكان الذى يكون غالبا فى صحراء برج العرب ويأتى اليهم كل محبى الخيل لمشاهدة والاستمتاع بهذا اليوم .
 
من جانبه قال محمد الهوارى، أحد أبناء قبيلة هوارة بالإسكندرية، إن عادة المرماح يمارسونها فى الصعيد ولكن يحتفظ بها أهالى الإسكندرية من الأصول الصعيدية والقبائل ليمارسونها مرة كل عام حسبما يحدده كبار العائلات.
 
وأضاف أن اليوم يكون بمثابة عرس لأهالي القبائل العربية يتزين الخيل ليكون شكله مميز اما الحضور ويتم تصنيع اشكال خاصة ومبهجه وألوان ذاهية حتى تلقى اعجاب الحضور ويتم الاستعراض فى أراضى فارغة .
 
وأشار إلى أنه يتم نقل الخيول إلى مكان الاستعراض منها يتم نقلها من هلال سيارات نقل كبيرة خاصة التى يتم نقلها فى مسافات طويلة حتى لا تشعر بالإرهاق ويتم تجهيز اليوم من الساعات الأولى من الصباح وينتهى قبل غروب الشمس .
 
وأوضح أن المرماح يمارسونه منذ سنوات طويلة فهى تجمع بين الاستعراض وحب الخيل والمعارك والخروب التى كان يستخدم فيها قديما الخيول، والتى تساعدهم فى الحركة والانتقال أثناء المبارزة والحرب.
 
وقال إن يوم استعراض المرماح يكون بمثابة عيد او مولد يتك تجهيز فيه المأكولات للرجال المشاركين فى المرماح والضيوف التى تأتى خصيصا للاستمتاع بالبوم من المناطق المجاورة ليشاهدون الفرسان فى استعراض مهاراتهم فى ركوب الخيل.
 
وأضاف أنهم يتعلمون ركوب الخيل منذ نعومة أظافرهم ولا يكون شخص من أبناء قبيلة لا يستطيع ركوب الخيل وهناك من يمتلك الخيل الخاص به فهم اعتادوا أن يمون اسطبل خيل فى كل منزل منذ سنوات طويلة .
 
وأوضح أن أبناء القبائل يحرصون على اقتناء خيول عربية اصيلة ويتم تربيتها وتغذيتها بطريقة معينة حتى يصبحون اقوياء ويحافظون على سلالتها، فهى هواية تجرى فى عروق أبناء القبائل العربية منذ سنوات طويلة والاجيال الحديدة تحرص على الاستمرار عليها للحفاظ على تاريخ الاجداد.
 
أبناء القبائل
أبناء القبائل

أرض المرماح
أرض المرماح

الأقصر ١_3
الأقصر ١_3

الأقصر ٢_5
الأقصر ٢_5

الأقصر ٣_7
الأقصر ٣_7

الأقصر ٤_2
الأقصر ٤_2

الأقصر ٥_1
الأقصر ٥_1

الأقصر ٦_4
الأقصر ٦_4

الأقصر ٧_8
الأقصر ٧_8

الأقصر ٨_6
الأقصر ٨_6

الأقصر ٩
الأقصر ٩

الأقصر ١٠
الأقصر ١٠

التحطيب
التحطيب

جانب من الحضور
جانب من الحضور

حضور ومتابعة
حضور ومتابعة

سباقات الخيول
سباقات الخيول

قنا ١_4
قنا ١_4

قنا ٢_3
قنا ٢_3

قنا ٣
قنا ٣

قنا ٤_1
قنا ٤_1

قنا ٥_2
قنا ٥_2

كبار العائلات يتابعون ليالى المرماح
كبار العائلات يتابعون ليالى المرماح

وجوه المشاهدين
وجوه المشاهدين

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة