دندراوى الهوارى

الجندى المصرى أقوى أسلحة الحروب.. دشن نظريات جديدة فى انتصار 1973

الثلاثاء، 20 فبراير 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العقيدة القتالية للجندى المصرى، مختلفة عن الجندية فى كل جيوش العالم، وهناك فارق فى التعريف بين العقيدة العسكرية، وهو مفهوم جامع شامل للجيوش، وبين العقيدة القتالية للجنود، وهو مفهوم خاص، دال على القدرات والمهارات فى التنفيذ على أرض المعركة، والشجاعة والاستبسال، بجانب القدرة على الشحن التعبوى، وجميعها مستمدة من التاريخ العسكرى، والذى يختلف باختلاف العراقة، فهناك فارق بين العقيدة القتالية لجندى فى جيش تاريخه متجذر مثل تاريخ الجيش المصرى، وبين جندى فى جيش كل تاريخه لا يتجاوز مائة سنة أو حتى 300 سنة، فالتاريخ العسكرى مصدر فعال وناجح لبناء العقيدة العسكرية بشكل عام، والعقيدة القتالية على وجه الخصوص، لأنها حصيلة خبرات وتجارب عديدة ومتكررة.
 
والعقيدة العسكرية فى العموم عبارة عن مجموعة من القيم والمبادئ الفكرية التى تهدف إلى إرساء نظريات العلم العسكرى وعلوم فن الحرب، لتحدد بناء واستخدامات القوات المسلحة فى زمن السّلم والحرب بما يحقق الأهداف والمصالح الوطنية.
 
وبما أن مصر عبارة عن جيش خُلق له دولة، ووجوده مع وجود خلق الكون، فإننا نتحدث عن عقيدة عسكرية وقتالية لا نظير لها فى أى جيش آخر، فالجيش المصرى بجانب قوته وأنه رقم صحيح فى معادلة أقوى الجيوش فى العالم، والرقم الأهم فى الإقليم، فإنه يرتكز على الخبرات والدروس المستفادة من الماضى، وهى من أبرز الأسس التى تُبنى عليها العقيدة العسكرية على مختلف مستوياتها، أى أن التاريخ العسكرى مصدر فعال وناجح لبناء العقيدة العسكرية وتطويرها.
وإذا كانت وثائق حرب أكتوبر المجيدة المفرج عنها ونشرها الموقع الرسمى لوزارة الدفاع، تضمنت الكشف عن القدرة والجدارة الفنية فى التخطيط الاستراتيجى العسكرى وإدارة الحرب بمراحلها حتى وقف إطلاق النيران، وهو أمر عظيم، إلا أن هناك قصصا وروايات تتحدث عن العقيدة القتالية للجندى المصرى، والتى أدهشت العالم، وغيرت من النظريات العسكرية.
 
لن نتحدث عن البسالة والشجاعة والإقدام والفداء، فهى مبادئ وقيم راسخة فى نفس كل جندى تربى عليها فى بيته، وتبلورت وازدادت عند الانضمام لصفوف الجيش، لكن سنتحدث عن ابتكار نظريات عسكرية تأسيسا على قدرات ومهارات وبسالة وشجاعة الجندى المصرى، ومنها على سبيل المثال، أول من ابتكر «المسافة صفر» لاصطياد الدبابات منذ أكثر من 50 سنة، وما الرقيب أول مجند محمد عبدالعاطى، إلا مثال حى من أمثلة عديدة كانوا صيادين بارزين للدبابات من المسافة صفر.
 
والدليل القاطع أيضا أن الجنود المصريين استطاعوا نصب مصيدة للدبابات الإسرائيلية يوم 8 أكتوبر 1973 وتمكنوا من  تدمير 250 دبابة فى يوم واحد، فيما عُرف بمجزرة الدبابات الإسرائيلية، ولم تكن ابتكارات الجندى المصرى متعلقة بالمسافة صفر فحسب، وإنما استحدث طريقة لاستخدام سلاح الـ«آر بى جى» النيرانى والمختص بتدمير العنصر المدرع والخرسانى، واستطاع أن يبتكر طريقة جديدة لإطلاق النار من الوضع نصف جالس على إحدى ركبتيه، وهى الطريقة الإضافية للطريقتين المتعارف عليهما فى استخدام الـ«آر بى جى» وهما الوضع نائما وحامل السلاح على شكل حرف «T» والوضع واقفا، نظرا لأن قوة الدفع النيرانى الخلفى لسلاح الـ«آر بى جى» يمكن أن تحرق أى شخص على مسافة ما بين 30 إلى 50 مترا، لذلك هناك طرق فنية لاستخدام سلاح الـ«آر بى جى».
 
بطولات الجنود، وشراسة قوات الصفوة بالجيش المصرى، لا تعد ولا تحصى، وهى خصائص تصنفها المراكز البحثية والمعنية بدراسات العسكرية، من بين أبرز نقاط قوة الجيش المصرى، وأهم أسلحته.
 
العامل الأهم، أن حرب أكتوبر 1973 اندلعت فى وقت كانت تمر فيه مصر بظروف اقتصادية صعبة، ووضع استراتيجى متراجع عقب نكسة يونيو 1967 وما استتبعها من تعقيدات اقتصادية وعسكرية ونفسية أيضا، ومع ذلك استطاع الجيش المصرى وخلال ست سنوات فقط، أن يحقق المعجزة، بتدمير أكبر وأقوى حاجز ترابى فى التاريخ، خط بارليف، وبطريقة عبقرية لم تخطر على بال خبراء ومحللين وجنرالات العسكرية فى العالم، وحقق انتصارا عظيما.
الجندى المصرى أقوى أنواع أسلحة الحروب، منذ جيش الملك مينا، وحتى كتابة هذه السطور.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة