كمال محمود

بسلامة الوصول وزغرودة العودة.. الفراعنة في كوت ديفوار

الإثنين، 08 يناير 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمشيئة الله يصل منتخبنا الوطني خلال ساعات إلى كوت ديفوار، ليخوض غمار منافسات كأس أمم أفريقيا، محملا بدعوات الملايين من المصريين للظفر بكأس البطولة، وتحقيق اللقب الثامن في تاريخه، ليزيد من تزعمه للقارة السمراء كأكثر منتخب وقف على منصات التتويج منذ تاريخ إنشاء البطولة عام 1957.
 
 
يغادر الفراعنة القاهرة وسط انطباعات متفاوتة حول حظوظ الفوز بالبطولة.. فرغم الثقة في قدرات المنتخب بما يضمه من نجوم كبار في مقدمتهم القائد محمد صلاح أحد أفضل لاعبي العالم حاليا.. إلا أن التجربة الودية الأخيرة أمام تنزانيا رغم الفوز فيها بثنائية لم تكن مرضية بشكل كبير إزاء عدم وصول عدد من اللاعبين للفورمة المطلوبة لمواجهة جحافل القارة السمراء.
 
ومع هذا لا تعد مباراة تنزانيا مقياسا للحكم على المنتخب، ومع فرضية اعتبارها تجربة أراد روي فيتوريا الوقوف من خلالها على آخر استعدادات الفريق قبل المنافسات الرسمية، تبقى إلى حد كبير مقبولة، خاصة مع إمكانية رغبة المدرب البرتغالي في عدم  كشف كل أوراقه أمام منافسيه في المجموعة الثانية للبطولة، موزمبيق، غانا، كاب فيردي، حتي يتوافر عنصر المفاجأة، وعدم وقوف المنافسين على كامل خطط المنتخب.. وكذلك عدم الاندفاع الكامل منعا أن يحدث إرهاق اللاعبين.
 
وتركت مباراة تنزانيا بعض الملاحظات الفنية على أداء منتخب مصر، كان أبرزها إجراء تغيير في مهام محمد صلاح داخل الملعب بتوظيفه كصانع ألعاب ومهاجم ثان دون التمركز على الطرف الأيمن كما هو معتاد.. والحقيقة أظهر نجم ليفربول الإنجليزي قدرات خاصة في صنع الفرص لزملائه وأهدى تريزيجيه اسيست الهدف الأول.. ولكن ما وراء توظيف صلاح الجديد هو إحداث ارتباك في الجبهة اليسرى لمنتخبنا التي يمثلها فتوح كظهير وتريزيجيه كجناح، وذلك بميل إمام عاشور في تلك الجبهة لترك المساحة لصلاح في استلام وتسليم الكرة، ما سبب زحاما غير مفيد في الجبهة اليسرى وعطل اللاعبين بعضهم البعض.. وفي المقابل ظهر عمر كمال وحيدا قبل إصابته في الجبهة اليمني بعد الفراغ الناتج عن تحرك صلاح للعمق، ليبقي ذلك أحد نقاط ضعف في صفوف الفراعنة ما يحتاج معه لتدخل فيتوريا، ولربما يكون نتيجة ذلك إحداث تغيير طفيف في وسط الملعب بإشراك زيزو أساسيا كجناح أيمن يدعم ظهيره، ليبقى واحد من إمام عاشور أو النني على دكة البدلاء.
 
ومن أهم إيجابيات الفراعنة تناغم الخط الهجومي واستقراره مع وجود بدائل قادرة على صنع الفارق، مثلما حدث بنزول عمر مرموش وزيزو في الشوط الثاني من ودية تنزانيا.
 
وظهر جماليات خط الهجوم من تكرار الجمل التي يسجل منها الأهداف في التأكيد على دور فيتوريا في تحفيظ اللاعبين جملا تكتيكية تساعد على هز شباك المنافسين بصرف النظر عن اللاعبين الموجودين داخل الملعب.
 
وأيضا تمثل الجماعية في الأداء ميزة كبيرة للمنتخب الوطني، ولم يعد الاعتماد على صلاح بمفرده هو الحل الوحيد والسهل لتحقيق الفوز، لنجد أنفسنا أمام أوراق رابحة كثير تستطيع صنع الفارق والمساهمة في الفوز.
 
وكذلك تأتي حالة التفاؤل بين اللاعبين والروح الطيبة التي تجمع اللاعبين بعيدا عن الانتماءات أحد أهم الدوافع لتحقيق البطولة.
 
وأخيرا وليس آخرا.. كل الثقة في رجال منتخب مصر  الذين يظهر معدنهم وتتجلى نخوتهم عند الشدائد وقدراتهم أن يكونوا عند حسن ظن الجماهير العاشقة والمحبة لبلدها والعودة إلى المحروسة بالكأس الغالية.. ولنا في ذلك الكثير والكثير من الأمثلة الحية على مر التاريخ التي يحتاج مجلدات للحديث فيها، منتظرين إضافة جديدة وكتابة تاريخ جديد يضاف إلى سابقه المشرف لمصرنا العزيزة علينا جميعا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة