عصام محمد عبد القادر

طموحات وآمال سياسية.. الحوار الوطني أنموذجًا

السبت، 06 يناير 2024 03:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اهدت القيادة السياسية الرشيدة شعب مصر العظيم آلية متميزة تمكنه من تحقيق ما يرجوه وما يطمح فيه وما يتمناه وما يتطلع إليه في مستقبل قريب؛ حيث إن هذه الأداة تقوم على إعمال العقل والذهن وتقارب الرؤى وتبادل الخبرات وحل المتناقضات في ضوء معايير واضحة تنسدل مع استراتيجية منظمة تستهدف الصالح العام، وتضمن تهيئة المناخ الداعم لتحقيق المنشود منها، وفق أسس وآداب يدركها الجميع.

وما تمت الإشارة إليه يتمثل في الحوار الوطني المستمر الذي ظهر في صورة مبهرة مشرفة أكدت على ماهية حب الوطن وإعلاء قيم الولاء والانتماء، وترسيخ أوجه الشراكة في بناء جمهوريتنا الجديدة، وأظهرت فعاليات هذا الحوار مدى صلابة وقوة النسيج المصري في مواجهة التحديات والأزمات ومدى حرص المصريين على تحقيق ما يحلمون به، وتقبلهم لفكرة الانسجام الفكري القائم على قيم مجتمعية نبيلة، تحض على الاصطفاف حلف الدولة وقيادتها، وتؤكد على أن الدولة ذات سيادة مطلقة.

وتشهد الدولة المصرية في الفترة الأخيرة حراكًا سياسيًا ونشاطًا غير معتاد نابع من توافر البيئة السياسية الداعمة والمهيئة لاستيعاب الجميع دون استثناء أو إقصاء لأحد؛ حيث إن القيادة السياسية المصرية الحكيمة غاية ما يسعدها أن يتحمل الجميع المسئولية ويشارك في البناء والنهضة ويساهم في صنع القرار، كما أن لا مناص عن مبدأ الشفافية الذي يؤكد على أن مسار الدولة قائم على مبادئ واضحة واستراتيجية جلية لا لبس في خطواتها ولا تعتيم في جوانبها، وهذا ما كسر حواجز التشكيك والريبة، ودعم مقومات الثقة المتبادلة بين شعب عظيم ومؤسسات وطنية مخلصة.

وجدير بالذكر أن ما يقوم به سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من مكاشفات في قضايا الأمة المصرية لجموع الشعب أدت إلى تعميق الوعي السياسي لدى المواطنين، وخاصة فئة الشباب، مما ساهم في تكوين الاتجاهات والميول السياسية التي تستوجب الانخراط في المشهد البناء؛ كي يساهم من يمتلك التوجه السياسي عبر قنوات مشروعة في صناعة واتخاذ القرار، ويستطيع أن يكون حلقة وصل فعالة بين الشعب ومؤسسات الدولة المعنية بشتى تنوعاتها؛ لتصبح المطالب المجتمعية هي الأولوية المؤسسية في الجمهورية الجديدة.

ولا نستطيع أن نزايد على شباب مصر الذي باتت مؤشرات الوعي السياسي لديه في أوجها، وهذا بيان للنضج المجتمعي؛ حيث تمثل هذه الفئة نسبة لا بأس بها من مجتمعنا الكريم، ولا نغالي إذ نقول إن نهضة الدولة المصرية رهن توجيه قواها البشرية في المسارات المجالات والأطر الصحيحة، وهذا يرتبط بوعي إيجابي تجاه هذه النهضة، وما نشاهده في الميدان السياسي لهو دليل دامغ على صحة الرؤية؛ فقد أضحى المكون السياسي المصري للأحزاب والكيانات والمؤسسات يشغل فيه شباب مصر من الجنسين النسبة الأكبر.

وهنا نشير إلى مسلمة واضحة وهي أن الشباب صعب أن ينخرط في الحياة السياسية التي لا تتحلى بالإطار الديمقراطي في مجمله؛ فما يراه الشباب الآن في الجمهورية الجديدة يشير إلى تطور واضح في المناخ الديمقراطي بشكل حقيقي؛ فصارت الشفافية العامل المشترك الأكبر في مجملها؛ بالإضافة للو عي المجتمعي العام الذي تجسد للعالم كله في العديد من الملاحم؛ فحينما تنادي الدولة لأمر جلل، نرى جموع الشعب المصري العظيم تنتفض وتصطف بسرعة البرق خلف دولتها وقيادتها المخلصة التي تريد الخير والبناء والنهضة في ربوع الوطن الغالي.

والمتابع لجلسات الحوار الوطني المصري يرى مدى توافر الأجواء التي تساعد على الانخراط في تقديم الرؤى الطموحة التي تستهدف التغيير وتدعم تحقيق أهداف ومصالح الدولة العليا، وهذا الأمر يؤكد لنا أن الجميع حريص على تفعيل الممارسات الديمقراطية، وأن النزاهة هي السبيل الرئيس الذي ينبغي ألا نحيد عنه أو ننحرف عن مساره، وبدون شك هناك دلالة مهمة نستقرئها من مشهد الحوار الوطني يتمثل في رقي هذا الشعب ومقدرته المذهلة على التفاهم وإحداث التناغم بين أطياف، والزعم يكمن في نوايا الخير التي يحملها الجميع لهذا الوطن الحبيب الذي نعشق ترابه.

وتكمن الطموحات والأحلام والآمال السياسية في الوصول لمرحلة من التقبل التام لنصل سويًا لبر الأمان؛ فلا يصبح للتناحر أو للخلاف أو للمزايدة أو للشقاق أو للفجوات الفكرية مكان على الساحة السياسية المصرية، ومن ثم نعضد مُسلمة التفاهم المشترك، والاستقرار الوجداني حول قضايا الوطن الجامعة، وقبول منطق الأخر الذي يقوم على مبدأ حب الوطن وإعلاء مصالحه، ومن الأحلام والطموحات التي تطفو على الساحة السياسية المصرية مؤخرًا المطالبة بتوسعة المشاركة سواء في المجالس النيابية أو المحلية، ومن ثم نرى بوضوح أن الحوار الوطني أنموذجٌ متفردٌ لحياة سياسية مفعمة بالنشاط والفعالية.

وعلى كل حال لا ننكر الجهود الحثيثة والمتواصلة في إنجاح الحوار الوطني من قبل الدعم الرئاسي وما تمتلكه إدارة الحوار من خبرات عميقة تجلت في صياغة وتناول قضايا الوطن في صورتها المكتملة التي تثري لغة الحوار وتصل به إلى الغاية المنشودة؛ حيث إن طموحات وآمال المصريين تحملها القيادة السياسية على عاتقها، ومن ثم تتخذ سبل التنمية منهجًا قويمًا لتحقيق ذلك، وما يساعد في تحقيقه هو إعلاء مصلحة الدولة وتغليب لغة القانون الذي يضمن العدل والمساواة ويحقق المناخ الداعم للحرية المسئولة في وطن كبير تاريخيًا وجغرافيًا.

حفظ الله بلادنا ووفق قيادتها السياسية لما فيه الخير نحو مستقبل زاهر.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة