دندراوى الهوارى

محمد صلاح.. صنيعة وطن.. ولم يتلون إلا بألوان علم مصر

الأحد، 21 يناير 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عالم الساحرة المستديرة، سطر محمد صلاح، وبلغة الأرقام، وحجم الإنجازات شبيه بالمعجزات، والسمعة الدولية، اسمه كاسطورة كرة القدم المصرية الحقيقية دون منازع.. لم يأت مثيل له من قبل، ونتمنى أن يأتى أكثر من صلاح، بعده، محمد صلاح، أسطورة حية نابضة بحب بلدها، ورافع راية وطنها عاليا، ويتدثر بها مع كل انتصار، ولا يرتدى تشيرتات التفاخر ببلاد أخرى، ولم يتلون يوما بأى لون سوى ألوان علم بلاده!
 
لذلك فإن محاولات معاول هدمه، لصالح تمثال العجوة، الغارق فى المحلية، والمصنف سياسيا، والمنقسمة حوله جماهير الكرة ما بين الأهلى والزمالك، لن تنال منه، فالتاريخ الرياضى قال كلمته.. وسجل شهادته فى عبارة رشيقة وبالغة الدلالة: «محمد صلاح أسطورة مصرية حقيقية نابضة لم يأت قبلها مثيل». 
محاولات هدم محمد صلاح مستمرة ومتجددة، ولن تتوقف، وياليت الأمر توقف عند انتقاده فنيا فى ملاعب كرة القدم، وإنما مسلسل انتقاده فى كل شىء، حياته الشخصية، ومحاولة إقحامه سياسيا واجتماعيا وإنسانيا، وكأنه محور الكون، و«هيركليس» الخارق.. والآن هناك محاولات لمقارنته «بمفرده» بأجيال كروية سابقة، وتحديدا جيل منتخب 2006 و2008 و2010 الفائز ببطولة أفريقيا ثلاث مرات متتالية ، متناسين عن عمد أن هذا الجيل، كان يعج بالنجوم، فى كل المراكز، بدءًا من عصام الحضرى، مرورا بأحمد فتحى ووائل جمعة، وعبدالظاهر السقا وإبراهيم سعيد وسيد معوض، فى الدفاع.. مرورا بأفضل خط وسط شهدته الكرة المصرية عبر تاريخها، حسام غالى وأحمد حسن ومحمد بركات ومحمد شوقى وحسنى عبدربه، ونهاية بالهجوم الأفضل تاريخيا، عماد متعب وعمرو زكى ومحمد زيدان ومحمد ناجى جدو.. بجانب أن هؤلاء معظمهم كانوا يلعبون فى صفوف الأهلى، فكان التفاهم كبيرا تحت راية العبقرى «مانويل جوزيه»، فمنتخب 2006 على سبيل المثال، كان يضم 10 لاعبين من الأهلى، و5 من الزمالك، ومن كل ناد، لاعب.
 
انطلاقا من هذه الحقيقة، فإن المقارنة بين لاعبى منتخب مصر فى عهد حسن شحاتة منذ 2006 وحتى 2010 والجيل الحالى، ظلم كبير، فلاعبو الجيل الحالى، يواجهون ظروفا صعبة، أبرزها تطور الكرة الأفريقية بشكل ملحوظ وسريع، وظهرت منتخبات كروية جديدة فرضت نفسها على الخريطة الكروية بقوة، كما أن السنغال والمغرب والجزائر ونيجيريا، على سبيل المثال، أحدثت طفرة وتطورا كبيرا، بجانب أن مدرب منتخب مصر الحالى، روى فيتوريا، لا يمكن مقارنته بالمعلم حسن شحاتة، فالفروق الفنية كبيرة لصالح المعلم. 
 
أما المقارنة بين أداء محمد صلاح مع فريقه ليفربول، وبين أدائه مع منتخب مصر، فهى ظالمة ولا تستقيم مع منطق ولا عقل، فيكفى أن مدرب ليفربول هو الألمانى، يورجن كلوب، واحد من صفوة المدربين فى العالم، بالإضافة إلى أن من يلعب بجواره، هم: اليسون بيكر، حارس مرمى منتخب البرازيل الأول، سيدة سادة كرة القدم فى العالم، وفيرجيل فان دايك، أحسن مدافع فى العالم ونجم منتخب هولندا، وأرنولد، وجو جوميز، نجما منتخب إنجلترا، وأندرو روبيرتسون، نجم منتخب إسكتلندا، ولويس دياز نجم منتخب كولومبيا، وكوستاس تسيميكاس، مدافع منتخب اليونان، وإبراهيما كوناتى، مدافع منتخب فرنسا، وجوتا وكودى جاكبو وداروين نونييز، نجوم منتخبات البرتغال وهولندا وأوروجواى، وغيرهم من النجوم، وهو اسكواد، منتخب العالم وليس فريقا، وجميعهم يُخدمون على محمد صلاح بشكل رائع، مع التقدير لكل لاعبى منتخبنا الوطنى، لكن الفروق الفردية كبيرة لصالح نجوم ليفربول، والدليل محمد الننى. 
ولا يمكن أن يفوتنا بجانب جودة اللاعبين والمدرب، فإن الملاعب والطقس مختلف كلية عن الملاعب والطقس فى كوت ديفوار.
 
ولتفكيك السبب الحقيقى للهجوم الدائم على أسطورة مصر، محمد صلاح، هو محاولة وأد وتشويه لاعب كرة، استطاع أن يخطف عقول المصريين، ويستولى على قلوبهم، ودشن لحب الوطن، فعلا وقولا، وابتعد عن السقوط فى فخ جماعات حاولت تجنيده، مثلما جندت غيره، ليكون واجهة الجماعة فى الغرب، وتحسين صورتها، وقاطرة تمددها وزيادة شعبيتها وتنمية عضويتها.
 
وعندما فشلت هذه الجماعة الوقحة، أطلقت كلابها «السعرانة» وذبابها الإلكترونى المتوحش، لتشويه صورة محمد صلاح، لصالح تمثال عجوة، لم يسجل يوما موقفا وطنيا واحدا، وأن كل ما سجله دعم ومساندة لجماعة إرهابية، وتبنى مشروعهم والترويج له إعلامياً، صوتا وصورة، وجعل مصلحة الجماعة فوق مصلحة الوطن؛ ولم يكتفِ بذلك، وإنما أساء لمؤسسات الوطن الرسمية، أيما إساءة وتعامل مع رموزها باستعلاء وكراهية مفرطة!
 
محمد صلاح، ليس فوق مستوى النقد الفنى، ولكن النقد البناء، وليس النقد الذى يتكئ على القتل المعنوى، وتشويه صورته وسمعته الشخصية، والتحقير من إنجازاته، والتسفيه من نجاحاته المسطرة على جدران شوارع من اخترعت لعبة كرة القدم فى العالم، بريطانيا.. وصار واحدا من المؤثرين فى المجتمع البريطانى، بشكل خاص، ونموذج وقدوة لأطفال وشباب العالم.
 
وإلى الذين يسيرون خلف قطيع الجماعة الإرهابية، وأتباعهم والمتعاطفين معهم والمتعصبين لفرقهم، فى مسيرة تشويه محمد صلاح، تحت شعار أنه لا يؤدى بنفس الروح مع منتخب مصر مثلما يؤدى مع فريقه ليفربول، نقول لهم، نفترض ظنونكم صحيحة، وأن محمد صلاح لا يبذل نفس الجهد مع منتخب مصر، مثل الذى يبذله مع فريقه، نسألهم: هل محمد صلاح يكره النجاح والاستمرار فى تحطيم الأرقام؟
 
محمد صلاح أكثر لاعب يتمنى فوز منتخب مصر ببطولة الأمم الأفريقية، ليدون اسمه فى تاريخ سجلات إنجازاته، فهو اللقب الوحيد الذى لم يحققه حتى الآن، فكيف للاعب وبشكل برجماتى نفعى متعفن، يبحث عن تحقيق الانتصارات وتحطيم الأرقام القياسية، يمكن له أن يتخاذل ولا يبذل الجهد لحصد لقب مهم مع منتخب وطنه؟ هل تصدقون مثل هذه الترهات، ولماذا تسلمون عقولكم لجماعة لا تتمنى فوز المنتخب بالبطولات، من الأصل، ودائمة إقامة الأفراح ابتهاجا بإخفاقاته!
 
شىء من العقل يا سادة، محمد صلاح أكثر لاعب حريص على أن يفوز منتخب مصر ببطولة الأمم الأفريقية، من باب حب الذات، وتحقيق إنجاز جديد ومهم يضاف إلى رصيد إنجازاته، ويُعلى من اسمه فى عالم الساحرة المستديرة. 
كل الدعم والمساندة غير المحدودة، لابن مصر الوطنى، الذى يتعرض لحملة ابتزاز رخيصة، بعد فشل استمالته، ليتعاطف مع جماعة وقحة تبحث عن توظيفه لتبييض وجهها الوقح!.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة