حازم حسين

ومعظم نار الشرق من مُستصغَر الشرر.. سوء الفهم وسُلطة العاطفة بين غزّة والضاحية

الإثنين، 15 يناير 2024 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الجنونُ وقتها مُتحفِّزًا ولا تنقصه إلَّا شرارة الإشعال. الرئيسُ الخارج لتوِّه من حربٍ طويلة ومُرهقة مع جارته الفارسية، يمتلئ بالقوَّة والطيش ومرارة التعادل البارد، ويُفتِّش جائعًا عن إحساسٍ بالنصر؛ ولو بوسيلةٍ خاطئة. هكذا كانت حال صدام حسين فى صيف 1990، فتلقَّفته السفيرة الأمريكية أبريل جلاسبى بعدما حشد جيشه على حدود الكويت؛ لتُخبره أن لا رأى لبلادها فى الأمر، ولا تربطها التزاماتٌ أمنيّة ودفاعية مع شقيقته الجنوبية الشرقية، على ما تواتر فى تقارير عدَّة من نيويورك تايمز وفورين بوليسى إلى «دى فيلت» الألمانية. وما حدث أنَّ الزعيم المُفدَّى ابتلع الطعمَ، وشَنَّ حربه الجارحة، ومن يومها تدحرجت بلاد الرافدين بين مأساةٍ وأخرى، إلى أن ورث عدوّه الأوَّلُ ما تبقَّى من أطلال عرشه القديم. والعِبرة هنا أنَّ مُعظمَ النار من مُستصغَر الشَّرَر، وأنَّ كثيرًا من العثرات ما كانت لتقع لولا سوء الفهم، وخِفّة التأويل، وقراءة الإشارات على غير حقيقتها. ويبدو أنَّ فصلاً شبيهًا لتلك الدراما يتشكَّل اليوم فى جغرافيا قريبة لمسرح الماضى، ومُطابقةٍ لبعض تفاصيله؛ على الأقل فى الزعامة الهادرة والافتتان الفجّ بالذات.
 
تستعرُ النارُ على التَّماس بين لبنان وإسرائيل. وبينما يقول حزب الله إنه يتعلَّق بأمواج «طوفان الأقصى» دفاعًا عن غزّة؛ تشى الوقائعُ كلُّها بأنه فى موقع ردِّ الفعل أكثر من كونه فاعلاً، وأنَّ الحكومة الصهيونية المُتطرِّفة تطبخُ وصفتَها المسمومة على مهلٍ، وباشتغالٍ عميق على ذائقة غريمها اللدود.. ما أشاعته أوَّلاً أنها لا تُريد فتحَ الجبهة الشمالية، وأعانتها واشنطن فى تثبيت الرواية بمقدارٍ من الدبلوماسية، ومقادير من الحشد العسكرى والرسائل الساخنة. والأزمةُ أنَّ الأرض تتحرَّك تحت أقدام السيد نصر الله ورجاله؛ لكنهم لا يقرؤون من الحركة إلَّا ما يُوافق تصوُّرهم البسيط عن النزاع؛ كما لو كانوا على رقعة الشطرنج فى حرب العام 2006، أو أنَّ تل أبيب تخوض مُواجهةً تقليدية تحكمها الأوضاعُ العادية، وتستند لقواها الفردية دون إسنادٍ ماثل، وأكبر منه على أهبّة الاستعداد. من جديدٍ ثمَّة طرفٌ يُسىء الفهم، ويسير مُطمئنًّا ومغرورًا إلى فخّ الصيد؛ فيُوشك أن يدوسه وهو يحسب أنه يُحسِن صُنعًا.
 
فوضى السابع من أكتوبر أربكت الساحات كلَّها، وغيَّبت المعلومات وراء حجابٍ كثيف من التخبُّط والضباب. ربما كان مقبولاً وقتها أن يستبق الجميع فى اختبار أدواتهم؛ لجَسّ النبض وتحسُّس مواقعهم من الميدان؛ لكن ما تكشَّف لاحقًا كان يُوجِب أن تتطوَّر الرؤى ويتغيَّر الخطاب. تردَّدَ أنَّ وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت أراد افتتاح جبهتين بالتوازى: الردّ فى غزّة، والاستباق فى لبنان. وإلى اليوم تتواتر الشواهد على نزوعٍ صهيونى لتعويض إخفاق القطاع، باستئسادٍ على المجال المُمتدّ من الجليل لنهر الليطانى، ويتصاعد التحرُّش كأنه تقدمةٌ لحربٍ مُؤجَّلة، ولا دليلَ على أن مُختار الضاحية وخِتيارها استرعاه الأرنبُ المخبوء فى القبّعة؛ فها هو يتطلَّع لفقرة الساحر بدهشةٍ واستمتاع، مُتوهِّمًا أن العرض المُقدَّمَ بين يديه إنما هو للتسلية حصرًا؛ لا للمُراوغة والخداع.
 
عودةٌ وجيزة للوراء قد تشرحُ المسألة. دُفِعَت «حماس» فى مغامرتها بتشجيعٍ من المحور الشيعىّ، وعلى موعدة الإسناد بمبدأ «وحدة الساحات». تضخَّم الطوفان إلى حدٍّ يتجاوز توقُّعات الحركة وحُلفائها، ومن سلبياته أنه أراق دماءَ الغول ولم يقتله؛ فكان الردُّ جنونيًّا شديد التوحُّش، وارتعد المُمانعون فلم يدخلوا على خطِّ الحرب. الأيام الأُولى حملت نقدًا صريحًا ومُضمَرًا لرأس التيَّار، وقيل إنهم تلقّوا لومًا وتحذيرًا عن انفلات ألسنةِ القسَّاميين. المُهمّ أن الخلافات طُمِرَت تحت رُكام السياسة الهشَّة والخُطَب الرنَّانة، مع شىءٍ من ذَرّ الرماد فى العيون: الميليشيات الشيعية باستعراضاتها الفارغة على القواعد الأمريكية فى العراق، والحوثيّون بالصواريخ والمُسيَّرات العمياء، ثم بتسخين مياه البحر الأحمر، وكان من جُملة الغبار أن أدار «حزب الله» مناوشاتٍ محدودةً مع الاحتلال، تحت السقف وعلى قاعدة إبراء الذمَّة. هكذا نام «نصر الله» راضيًا مرتاح الضمير، ولم يُفكِّر فيما وراء مخدعه، ولا معنى لتبدُّل الأوضاع إلَّا أن الطرف الآخر يتمرَّد على شُروط اللعبة، أو يُحضِّر لجولةٍ تخترق حدودَ الاتفاقات الضمنيَّة السالفة.
 
كانت «حرب تموز» مُفتتَحَ الإخلال بالمعايير وتلويث اللغة. دَفع لبنانُ «دم قلبه» فى المقتلة التى حوَّلت جنوبه رَدمًا وأطلالاً، وخرج فريقٌ يُسوِّق الجولةَ المُؤلمة نصرًا مُؤزّرًا، ثم صُرِفَ لاحقًا فى بنك السياسة: الرقص على جثّة الحريرى، واحتلال بيروت، وابتلاع النظام السياسى باتفاق الدوحة وشراكة العونيِّين. أمَّا البلد الذى خرج مُحطَّمًا فقد احتمى بقرار مجلس الأمن 1701؛ لكنَّ الحزب التقى مع إسرائيل على تفريغه من المضمون والفاعلية، حتى أنه قبل سنةٍ تقريبًا قَتلَ أحدَ جنود اليونيفيل، دون توتُّرٍ على الحدود أو اشتباكٍ مع الصهاينة. وفى لَوثة الأسابيع الأخيرة تشبَّث الجميعُ بالورقة الأُمميَّة؛ إلَّا سماحة السيّد.. وبينما تتوافق أغلبُ القوى اللبنانية على تجنيب الدولة مغبّة الحرب، تبدو المُؤسَّسات كلُّها مُعطَّلةً فى انتظار ما يُقرِّره ربُّ السلاح. ومن فائض القوَّة صار يقرأ الوساطات، وزيارات المسؤولين الدوليين؛ كما لو كانت إنقاذًا لإسرائيل من بطش فرقة الرضوان، حتى وهو يتلقّى رسالةً صريحةً من جوزيب بوريل بأن تل أبيب تُحاول توريطه، ويتعيّن تفويت الفرصة عليها.. ومع أن نتنياهو بإمكانه إشعالُ الجبهة دون مُقدِّمات؛ فليس من الحصافة أن تُساق له المُسوِّغات مجّانًا، أو بغباوةٍ تتلبَّس صورةَ البأس والصلابة.
 
الشهورُ الماضية شهدت جهودًا مُكثَّفة للمبعوث الأمريكى آموس هوكستين، أسفرت عن ترسيم الحدود البحرية أواخر ولاية ميشال عون، بمُباركةٍ صريحة من حزب الله. لو كانت إسرائيل بصدد تبريد جبهتها الشمالية كما تدّعى؛ فليس عليها إلَّا استنساخ التجربة برِّيًّا، وحَسم النزاع على قرية الغجر وتلال كفر شوبا وبقيَّة النقاط العالقة، تمهيدًا لتصفيةٍ ثلاثية مع سوريا فى مزارع شبعا، ثم تفعيل القرار 1701؛ لتعرية الحزب من ورقة المُقاومة والثبات على تخوم الأرض المُحتلَّة. أمَّا أن تتمسَّك بالوضع القائم، ثمّ تُطالب بانسحاب مُقاتليه لشمال الليطانى، وتُنفّذ بالتوازى ضرباتٍ جويّةً فى أعماقٍ أبعد؛ فإنها تُقدِّم إشاراتٍ مُتناقضةً على ما جرت عادتها، وفى الغالب ترفع رايةَ التهدئة بينما تحشو سلاحَها بالبارود.. وبعيدًا من خذلان غزَّة، لا خلاف فى أن ما يُسمَّى «محور المُمانعة» يتمسَّك بضبط النفس، ويعتصم بالصبر الاستراتيجى وفق قاموس بلاغته الركيكة. ولو كان العدوُّ خائفًا أو حريصًا على تثبيت قواعد الاشتباك؛ فحَرىٌّ به أن يدعم حالةَ الرخاوة التى يُبديها الحزب ورُعاته؛ لكنه على العكس يتدرَّج فى ضرباته كأنه يدقُّ طبولَ الحرب بانتظامٍ مُتصاعد.
 
دفنَ الحزب نحو مائةٍ وستين من عناصره؛ مُقابل عشرين جنديًّا صهيونيًّا فقط. وكان زعيمه قد حذَّر لسنواتٍ من أنَّ أىَّ اغتيالٍ سيُرَدّ عليه بصورةٍ قاسية وخارج الضوابط. الواقع أنَّ الاحتلال اخترق حاضنتَه الحصينةَ فى الضاحية، وقتل ثانى أرفع السياسيِّين فى «حماس» ومعه ثلاثةٌ من القسَّام واثنان من قوات الفجر «الجماعة الإسلامية/ إخوان لبنان»، وكان الردُّ باهتًا فى قاعدةٍ عسكريّة خاوية. والمفارقة أن المسؤول عن العملية وأحد قادة نخبته، وسام طويل، اغتِيل بعد ساعات، فأرسل الحزبُ طائراته الانتقاميّة إلى مقرّ القيادة الشمالية فى صفد، وتلقَّى جوابًا عاجلاً بتصفية مُنسِّق الهجمة، على حسين برجى، بعدها بدقائق وقبل أن يُغادر جنازة طويل. وبعد العارورى بيومٍ قُبِرَ مُمثّله الجنوبى حسين يزبك، وقبله بستَّة أسابيع نُحِر «عباس» ابن كادره السياسى الأبرز محمد رعد.. يُفصِح التتابعُ عن مآخذ عديدة تطالُ مناعةَ الجبهة الداخلية، واختراق الحزب بالجواسيس أو انكشافه لاستخبارات العدوّ؛ لكنه يُشير إلى ما هو أبعد؛ إذ تُرسى إسرائيلُ قواعدَ اشتباكٍ جديدة، إمَّا تنتهى لحربٍ تُريدها، أو يبتلعها «نصر الله» فتصير قانونًا جديدًا للصراع. وفى الحالين قد يكون الخاسرَ الأكبر؛ طالما يُصرّ على احتكار الأرض والقرار، ويستبعدُ الجيشَ بصفته الرسمية؛ ليُذوِّب الدولةَ باتِّساعها فى كأس الميليشيا، بأُصوليَّتها وضِيق أُفقها وارتهانها لإرادة الخارج.
 
إنَّ خطرَ تفجُّر الإقليم اليوم أعلى ما يكون؛ ولا أحدَ يُريد توسعةَ الحرب أكثر من إسرائيل. مخابيلُ السياسة يسعون لإطالة بقاء الحكومة وقد صارت عبئًا على الدولة، ولا يتّفق الشارع فى شىءٍ بقدر اتّفاقه على إزاحتها. أمَّا صقورُ الجيش فإنهم لم يتعافوا من الصدمة، ولديهم شعورٌ عميق بالتقصير والإخفاق؛ لن يتأخَّروا عن تعويضه بأشدِّ الصور تطرُّفًا ودمويّة. صحيح أن الخلافات عميقةٌ جدًّا بين نتنياهو وجنرالاته؛ إلَّا أنّ بروزَ عدوٍّ مُشترك يُمكن أن يُطفئ نارها أو يُرجئها؛ ويبدو أن حزب الله يتقدَّم بسذاجة لهذا الدور. ربما كما فعلت «حماس» وقتما أوشك الائتلاف الصهيونى الحاكم على الغرق فى معركة الإصلاح القضائى وقانون المعقوليّة، فألقت له الحركةُ طوقَ النجاة وعوَّمته على صفحة «طوفان الأقصى».. وإن كانت صورةُ النصر لم تتحقَّق على رُكام غزّة وجثامينها، كما تدّعى فيالقُ الرجعيّة الدينية التى يطيبُ لها النضالُ بأرواح الآخرين؛ فإنَّ البيئةَ اللبنانية قد تُعوِّض عن ذلك؛ إذ تُتيحُ الجغرافيا الفسيحةُ مجالاً أوسعَ لفَرض السيطرة، وتأكيد اليد الطُّولى للجيش، فضلاً على رمزيّة الحزب انطلاقًا من سوابق المواجهات، وأنه «دُرّة التاج» المُكلِّل لرأس الأيديولوجيا الشيعية، كما أن لبنان كدولةٍ مُطوَّقة بشعبٍ والتزامات، تختلفُ عن القطاع كسجنٍ ليس لديه ما يخسره، أو كسُلطةٍ لا تلتزم بشىءٍ تجاه جمهورها. والاقتصاد المُعتلّ والسلطةُ الفارغةُ فى بيروت سيزيدان الوجيعة، والناس فى أغلبهم يضيقون بممارسات الحزب، ولا يُوفّرون له الحاضنة التى يُوفّرها الغزِّيون للحماسيِّين، راضين أو مُجبرين، ناهيك عن أنه جبهةٌ صالحةٌ لتوريط أطرافٍ أخرى فى المعركة، وربما إجبار واشنطن على الانخراط المُتضامِن مع حليفتها المأزومة.
 
«نصر الله» بين نارين حارقتين، أو خيارين أحلاهما مُرّ: أن يسير فى الغابة المُظلمة على ضوء القذائف الإسرائيلية، ويردّ ضربةً بضربةٍ لتتَّخذ المواجهةُ طابعًا عسكريًّا حاشدًا، تُريده إسرائيل ولا يقدر عليه الحزب. أو أن يكبتَ شهوةَ الثأر؛ فتنتقلُ اللعبةُ للمُربَّع الأمنى، ويُصبح الجنوبُ من خطِّ الحدود إلى قلب الضاحية ملعبًا مُستباحًا. ولا يخصم ذلك من وضعيّة المقاومة ومُبرّر وجودها فحسب؛ إنما يسلبها فُرصةَ أن تكون حاضنةً للحلفاء، ونقطةَ اتِّصال وتجميعٍ لمناديب الساحات، وقد لا يعودُ مُتاحًا أن تستقبل رُسلَ القيادة والحرس الثورى؛ كلّما أرادوا توجيه الرسائل أو تأكيد وصايتهم على لبنان. وليس من التشاؤم القول إن الصدامَ آتٍ بالحتميّة؛ لأنَّ إسرائيلَ الباحثةَ عن ترميم «صورة الردع»، وإعادة مُستوطنيها النازحين لبيوتهم، لن تهنأ طالما بقيت على حدودها ترسانةٌ حربيّة مُخيفة، ولها خطوطُ إمدادٍ لا تنقطع. ربما لهذا قصفت مطارى حلب ودمشق عدَّة مرّاتٍ، واغتالت رضى موسوى، ولن يتوقَّف نشاطها فى سوريا إلى أن تُنضِج موسكو وواشنطن تفاهماتٍ جديدةً لتحييدها.. أى أن حزب الله ليس هدفا عارضًا فى أجندة الاحتلال، ولو أفلتَ اليوم من الفخِّ فستتكرَّر مُحاولة اقتناصه غدًا. والحلُّ الوحيد أن تتراجع الميليشيا لتتقدَّم الدولة، ويعود لبنانُ للمشهد بسُلطته ومُؤسَّساته وحصانته القانونية، وبقُدرته على اختصام الصهاينة بالسياسة والسلاح وأمام المرافق الأُمميَّة.
 
ما أحدثته «عملية الطوفان» كان كبيرًا ومُرعبًا؛ لدرجة أن أطرافها جميعًا لم تستوعبه بعد. عادت فلسطين للواجهة إنما تباعد «حلُّ الدولتين»، ونشطت الفصائل فإذا بها تواجه تحدِّيًا وجوديًّا قد يخصم من القليل الذى كان معها، ولا يعطيها ما كانت تطمعُ فيه. الاحتلالُ انكشف وتكسَّرت هيبتُه، وصار مرهونًا لتكرار التجربة طالما يُكرِّر الخطايا، ودعايات «وحدة الساحات» سقطت بالضربة القاضية، وتمرَّغ أنفُها فى وَحل العجز والخطابة، وربما تنتهى فاعلية محور المُمانعة فى الحيِّز الوجدانى والدعائى، وفى نطاقاتٍ جغرافية وحركيَّة، بمجرَّد أن تسكتَ البنادقُ وتنتهى الحربُ فى غزّة. لا سيَّما أنَّ حضورَه يتأسَّس على الهَدم، بينما المرحلةُ التالية سيتقدّمها خطابُ الإعمار، وما يتفرَّع عنه من برامج سياسيّة، ومساراتٍ للوَساطة والتفاوض وتنشيط السُّلطة، وبحثٍ فى تفاصيل اليوم التالى. والمعنى؛ أنَّ الدبلوماسيةَ ستسبقُ السلاحَ، وستخفُت نبرةُ الشعارات الزائفة لصالح صوت التعقُّل والاعتدال. ولن ينفى ذلك جريمةَ إسرائيل أو يغسل يدَها؛ إنما قد يُضيف إليها آخرين فى لائحة الاتّهام، بعدما تهدأ اللوثةُ وتنفكُّ قبضةُ العاطفة عن وعى الجمهور. لبنان مُؤهَّل لأن يكون شريكًا فى ورشة الحياة؛ لكنَّ المُهم ألا يُفرَض عليه، بوقاحةِ المُحتلِّ أو بسذاجة المُمانع، أن يُجرِّب الزراعة والحصاد فى حقل ألغام، أو أن يُذبَح فى الجنوب المغصوب من الطرفين؛ ليُرَاق دمُه رخيصًا على أبواب «كابينت الحرب» الإسرائيلى، أو عند المراقد والعتبات المُقدَّسة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة