عام من الإنجازات بالواحات.. مشروع إنقاذ مدينة بلاط الإسلامية بالوادى الجديد.. أيقونة معمارية فريدة عمرها 450سنة.. مبنية على الطراز الإسلامى من الطوب اللبن وخشب الدوم والنخيل.. والحكومة أنقذتها بأكبر عملية ترميم

الإثنين، 01 يناير 2024 03:00 م
عام من الإنجازات بالواحات.. مشروع إنقاذ مدينة بلاط الإسلامية بالوادى الجديد.. أيقونة معمارية فريدة عمرها 450سنة.. مبنية على الطراز الإسلامى من الطوب اللبن وخشب الدوم والنخيل.. والحكومة أنقذتها بأكبر عملية ترميم مشروع إنقاذ مدينة بلاط الإسلامية بالوادى الجديد
الوادي الجديد-ماهر البهنساوي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تودع محافظة الوادي الجديد عاماوتستقبل آخر، بإنجاز حكومى بالغ الأهمية وتمثل فى الانتهاء من أكبر عملية ترميم  لإنقاذ مدينة بلاط الإسلامية التاريخية، التى تم بناؤها منذ العصر العثماني على مساحة 22 فدان تقريباً ، وهى مدينة إسلامية متكاملة بدروبها ومنازلها فوق ربوة عالية لأسباب دفاعية لرؤية العدو قبل الاقتراب من المدينة ،ولحمايتها من المياه الجوفية وكذلك للتهوية، حيث تحتفظ برونقها وجمال تصميمات المنازل والطرق التى تم تخطيطها لتتوافق مع بيئة الواحات الصحراوية، من خلال استخدام الطوب اللبن وخشب السنط وجريد وجذوع النخيل فى البناء لخفض درجات الحرارة وتحقيق فكرة الاحتماء ومنع دخول الأعداء إلى المدينة المحصنة والمتماسكة.
 
وتضم مجموعة من الأعتاب الخشبية التي تعلو واجهات المنازل محفورة بالحفر البارز، وأقدم تاريخ مدون عليها 1163هـ وأحدث تاريخ1253 هـ، وسميت بهذا الاسم لأنها كانت مقرا للبلاط الملكي في العصر العثماني، وجرى تطويرها في إطار بروتوكول التعاون الموقع بين المحافظة وصندوق تطوير المناطق العشوائية بتكلفة إجمالية 48 مليون جنيه تحت إشراف وزارة الآثار.
 
وتضمنت المرحلة الأولي من مشروع التطويرالمعالم البارزة بالمنطقة، ومنها ديوان العمدة ومسجد عين قبالة ومسجد عين علم وبيت عائلة ابراهيم والطواحين وعصارة الزيتون وعدد من الصيانات الدقيقة بتكلفة 17 مليون جنيه، وتبعها استكمال باقى مراحل التطوير والترميم، ووجه المحافظ بتعويض أهالي المنطقة بأراضٍ بديلة وتشمل أعمال التطوير مجموعة الخطايبه الأثرية وتشمل ديوان العمدة والبيت الكبير المعروف باسم العمود أو بيت الشيخ ابراهيم أبو العيون وطاحونة البرنس و العصارة و مدخل القرية.
 
وتتضمن المدينة 505 منازل أثرية مبنية على مساحة 22 فدان، تنفيذا لقرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بترميم المدينة والحفاظ عليها بعد تعرض عدد كبير من المنازل للتصدع والضرر بسبب عوامل المناخ  وتضم المدينة العديد من العمائر الدينية والمدنية مثل المساجد والكتاتيب والمنازل المكونة من طابق أو طابقين أو ثلاثة، كما ضمت العديد من العمائر الخدمية كالطواحين، والعصارات، والموانئ، والحوانيت، وتتميز مدينة بلاط الإسلامية بنماذج العمارة التى يغلب عليها الاتزان البيئي في تخطيط البلدة وشوارعها منازلها من حيث الالتصاق والبناء المتقارب و الفناء المكشوف كعنصر رئيسي في التخطيط المعماري, واستخدام مواد بناء متوفرة مثل الطوب اللبن المخفف لدرجة الحرارة و سمك الجدران وضيق الممرات وارتفاع المباني علي جانبيها مما يساعد علي وجود الظل علي الدروب والممرات والبيوت لتخفيف درجة الحرارة وكذلك انتشار السقائف التي تعلو أجزاء من الطرق أثرها المهم في تخفيف درجة الحرارة.
 
وقال الشاعر مصطفى معاذ الباحث فى تراث الواحات فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" إن مدينة بلاط الإسلامية شاهد على روعة وبساطة التصميم الإبداعي وثقافة الاحتماء التى تعتمد على فكرة المتاهة، كما أن تصميمها يبعث الراحة فى نفس كل من يشاهدها ، حيث تمتاز بالتناسق فى البناء المتناغم والذي يتوافق مع الاشتراطات البيئية الحديثة خلوها من الملوثات واعتمادها على مكونات البيئة رغم أن تلك الاشتراطات لم تكن معروفة آنذاك، إلا أن قدماء العصر الإسلامي عرفوا ذلك وانشأوا مدينة متكاملة في قلب الصحراء تعتمد على نظم تكييف طبيعى بالتحكم فى فتحات التهوية وميول الظل والسقائف التى تعتبر رمزاً أصيلا فى تاريخ الواحات العريق، مؤكداً أن أعمال الترميم التى جرت هى إنجاز غير مسبوق سوف يدعم بقاء تلك المدينة لسنوات طويلة كشاهد على عظمة وإبداع التصميم المعمارى البيئي البسيط والمتكامل.
 
وطالب معاذ بضرورة إلحاق نظام التدريب التحويلى للحرف اليدوية والتراثية بالمدينة العتيقة، وذلك من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية وخاصة اليونسكو وبالتعاون مع هيئة الآثار والأجهزة المختصة بالمحافظة وذلك حتى يمكن الحفاظ على تلك الحرف من الاندثار وتحقيق الديمومة وعمران المدينة، مؤكداً على أن المدينة التاريخية تضم عدد من المساجد التاريخية التي تم توزيعها وفقاً لمواقع عيون الماء والتي من أبرزها عين علم وعين قبالة، كما تنتشر أعتاب الأبواب المصنوعة من خشب السنط وعليها نحت لأدعية وآيات قرآنية وأحيانا تحمل اسم صانعها أو مالك المنزل وتاريخ الإنشاء وكانت كل حارة بالمدينة تخص عائلة معينة وتغلق بباب كبير وتظهر السقيفة المغطاة أسفل الدور الثاني من تلك المنازل بالخشب للحماية من حرارة الصيف الحارقة وخفضها لأكثر من عشرين درجة مئوية عن الشوارع غير المسقوفة.
 
 
FB_IMG_1704026537694
مدينة بلاط الإسلامية التاريخية 

FB_IMG_1704026459519
جانب من المدينة 


 

received_262510196616916
مقر للبلاط الملكي في العصر العثماني

received_1553516492052208
 

received_1496810764225189
 

received_929874448167678
 

received_1079494039873417
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة