سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 سبتمبر 1968.. المدفعية المصرية تفتتح مرحلة «الدفاع النشط» فى حرب الاستنزاف وبطولاتها تجبر القوات الإسرائيلية على وضع لوحات تحذر من القناصة المصريين

الجمعة، 08 سبتمبر 2023 10:09 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 سبتمبر 1968.. المدفعية المصرية تفتتح مرحلة «الدفاع النشط» فى حرب الاستنزاف وبطولاتها تجبر القوات الإسرائيلية على وضع لوحات تحذر من القناصة المصريين احمد نوار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ازداد نشاط القناصة المصريين فى اصطياد أعداد كبيرة من القادة والجنود الإسرائيليين، فى مواقعهم أو أثناء تحركاتهم، مما دفع الإسرائيليون إلى وضع لوحات تحذير لقواتهم عليها «احذروا القناصة المصريين»، ومن أجل رفع المعنويات المصرية، تم وضع حافز مادى للاقتناص، وكان أحمد نوار من أشهر القناصين، الذين أثاروا الذعر فى نفوس العدو حتى إنه لقب بقناص الدفرسوار، نتيجة نجاحه فى قنص الإسرائيليين فى تلك المنطقة، حسبما تذكر الدكتورة إنجى محمد جنيدى فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967- 1970».
 
كان هذا الأداء من القناصة المصريين أثناء حرب الاستنزاف، التى خاضها الجيش المصرى ضد القوات الإسرائيلية بعد هزيمة 5 يونيو 1967، وبالتحديد خلال مرحلة «الدفاع النشط» التى بدأت من 8 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1968، إلى فبراير 1969، وتذكره «جنيدى» كأحد سمات هذه المرحلة، مضيفة: إنها اشتملت على قيام القوات المصرية بدفع دوريات الاستطلاع خلف الخطوط فى سيناء، وكانت معظم المجموعات تعود إلى قواعدها بعد فترات زمنية تجاوزت الأسبوعين منفذة مهامها بنجاح، سواء كانت أعمال تخريب أو أعمال استطلاع لجذب المعلومات، كما تم دفع مجموعات كمائن خلف الخطوط لتعود بنماذج من أسلحة ومعدات ووثائق عن العدو، بالإضافة لتدمير مواقع صواريخ للعدو أرض/ أرض على الضفة الشرقية للقناة فى مناطق شمال شرق بور توفيق والشط وجنوب البحيرات والدفرسوار، التى كان يستخدمها فى صب نيرانها ضد القوات والمدنيين غرب القناة.
 
يكشف كتاب «صفحات مضيئة من تاريخ مصر العسكرى- حرب الاستنزاف» الصادر عن هيئة البحوث العسكرية بوزارة الدفاع عام 1998، أن ما حدث يوم 8 سبتمبر 1968، جاء بعد مرحلة شهدت وصول القوات المسلحة المصرية إلى درجة مناسبة من الكفاءة القتالية تمكنها من القيام بتحقيق أهدافها.
 
 يضيف:  «تم التخطيط للأعمال القتالية النشطة اعتبارا من منتصف عام 1968 وتحددت أولوياتها، وتم اختيار العناصر القتالية بتنفيذ المراحل الأولى منها وتدريبها فى مناطق منعزلة وفى سرية تامة، وبقى توقيت تنفيذ هذه العمليات سرا غير معروف لأى مستوى قيادى».
 
يذكر أنه فى هذه الفترة، كان السؤال السائد هو: «كيف يكون أسلوب تصعيد الاستنزاف؟ وكانت الإجابة هى البدء فى التصعيد بالتدريج لمدة 6 أشهر تبدأ من أول سبتمبر، وتم الاتفاق بأن يكون البدء بمسرح العمليات البرى». 
 
يؤكد كتاب «صفحات مضيئة» أن يوم 8 سبتمبر 1968 كان نقطة التحول الرئيسية فى تنشيط الجبهة، وشملت أعمال قتال هذا اليوم على قصفة مدفعية مدبرة، وتحت سترها تدفع دوريات قتال على طول الجبهة، أما قصفة المدفعية فتم تخطيطها مركزيا، بحيث تشمل جميع الأهداف شرق القناة وحتى عمق 20 كيلومترا شرقا، وروعى أن تبدأ قبل آخر ضوء بقوة مناسبة، وتستمر إلى بعد آخر ضوء، واشترك فى هذه القصفة 28 كتيبة مدفعية من مختلف الأعيرة، أطلقت نيرانها لمدة ثلاث ساعات متواصلة من الرابعة والنصف إلى السابعة والنصف مساء، وعاونتها جميع الأسلحة المضادة للدبابات بإطلاق نيرانها من الضفة الغربية للقناة على أهداف مرئية على الضفة الأخرى.
 
يذكر كتاب «صفحات مضيئة»، أن هذا القصف شمل خط بارليف الجارى إنشاؤه بالدرجة الأولى ثم جميع مواقع الصواريخ 216 مم و240 مم، الذى يستخدمها الجانب الآخر فى التأثير ضد مدن القناة، وجميع مواقع المدفعية، ومناطق الشؤون الإدارية ومناطق تمركز الأفراد، وشكلت هذه القصفة تأثيرها على الجانب الآخر، حيث شعر لأول مرة أن السيطرة النيرانية قد آلت للقوات المسلحة المصرية، وتكبد فيها خسائر جسيمة تلخصت فى تدمير 19 دبابة و8 مواقع صواريخ، وعشرات الدشم ومناطق الشؤون الإدارية ومناطق التمركز، وأسكتت خلالها جميع مدفعيات العدو التى قدرت وقتها بـ17 بطارية مدفعية، فى الوقت نفسه اعترفت الكتب الإسرائيلية فيما بعد بأن خسائرهم فى الأفراد كانت 28 فردا بين قتيل وجريح «والحقيقة تخالف ذلك تماما طبقا لأسلوب إسرائيل فى التهوين من حجم خسائرها وعدم ذكر الحقائق».
 
يكشف الكتاب، أن إسرائيل أعلنت أن خسائرها فى يوم 8 سبتمبر 1968، جريح واحد كنوع من الحرب النفسية لإحباط قواتنا، أما الدوريات التى دفعت تحت ستر القصفات النيراينة فأدت مهمتها بكفاءة، وقامت برص الألغام على الطرق الرئيسية والفرعية، انفجرت فى نفس الليلة نتيجة التحركات العشوائية للقوات الإسرائيلية بعد انتهاء القصف المدفعى، ولم تجد القوات الإسرائيلية التى خسرت مواقعها فى هذا القصف، طبقا للكتب الإسرائيلية، إلا أن توجه نيران ما تبقى من هذه المدافع ضد مدن القناة لتصيب بعض الأفراد المدنيين، الذين كانوا متمسكين باستمرار وجودهم فى مدنهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة