خد علقة كسرت عضمه.. عندما طارد البوليس والجمهور والكومبارس محمود المليجى

الخميس، 07 سبتمبر 2023 07:00 م
خد علقة كسرت عضمه.. عندما طارد البوليس والجمهور والكومبارس محمود المليجى  محمود المليجى
كتبت زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحمل نجوم الزمن الجميل الكثير من المصاعب والمعاناة فى سبيل حبهم للفن وتجاوزوا العديد من العقبات خلال مشوارهم ، حتى صنعوا نجوميتهم وخلدوا أسمائهم فى سجلات المبدعين، لم يكن طريقهم مفروشاً بالورود بل أن معظمهم سار على الأشواك، فمنهم من تعرضت حياته للخطر أو تحمل الجوع والألم وحتى الضرب ليشق طريقه أو ليبدع فى مشهد ويقدم الفن الذى يريده، وهو ما جعل هؤلاء المبدعين يعيشون للأبد رغم وفاتهم ويرسخون فى وجدان وقلوب الملايين بفنهم الجميل وأعمالهم التى لا تنسى. 
 
ومن بين هذه المواقف الصعبة ما حدث مع الفنان الكبير محمود المليجى والذى حكاه فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1953، حيث تعرضت حياته للخطر بسبب تصوير مشهد من فيلم ابن النيل الذى عرض عام 1951 .
 
 وقال المليجى: فى فيلم ابن النيل كنت اقوم بدور لص وهو دور أهلتنى له عبقرية الشر التمثيلية التى أودعها الله قسمات وجهى ونبرات صوتى، وأخيراً هو الإيحاء الذى غرسته سلفاً فى نفوس المتفرجين عن طبعى الشرير".
 
وتابع الفنان الكبير قائلاً: "كنا نريد تصوير لقطة فى شارع سليمان باشا، واللقطة تصورنى وأنا أخرج من محل عام فيجرى خلفى أثنان من الكومبارس وهما يصيحان: امسك حرامى ..حرامى".
 
وأكد المليجى أنه لا يحب المشاهد الخارجية التى يتم تصويرها وسط جماهير لا يمكن ضبط مشاعرها، ولذلك اتفق مع المخرج أن تكون اللقطة فجائية حتى لا يفطن الناس إلا بعد أن يتم التقاطها.
 
وأوضح :" ركب المخرج والمصور ومساعده سيارة ووضعوا فيها آلة التصوير وغطوها بستارة سوداء حتى لا يراها لناس، وجلست أنا فى محل سعاتى، وكانت الإشارة أن يطلقوا لى صفارة فانطلق جرياً، وينطلق فى أثرى اثنان من الكومبارس وهما يصيحان:" امسك حرامى".
 
وأضاف الفنان الكبير:" الذى حدث أن المخرج أطلق الإشارة من صفارة البوليس، فانطلقت أجرى والمطاردان فى أثرى، ويشاء الحظ العاثر أن ينتبه المارة لصفارة البوليس، وينتبه أيضاً رجال البوليس فيجرى خلفى عشرات من هؤلاء وهؤلاء، وما إن بعدت عن المحل الذى بدأت منه الجرى خمسين متراً حتى وجدت سيلاً من المارة يتدفق فى أثرى وقد علا صياحهم جميعاً :" أمسك حرامى".
 
وأشار المليجى إلى أن السيارات فى الشارع توقفت واستدارت رؤوس الفضوليين لتتبع اللص الذى يسرق فى وضح النهار، ووجد نفسه يجرى خوفاً من أن يتوقف فينهال عليه كل هؤلاء ضرباً، وذلك فى الوقت الذى لم يتدخل فيه المخرج حتى يصبح المشهد طبيعياً، فى حين أصيب الفنان الكبير بحالة من الهلع والخوف الذى منحه قوة كبيرة للجرى حتى يفلت من الجميع، لأنه أدرك مقدار الخطر الذى سيتعرض له إذا أمسكوا به، ولكنه عند تقاطع مزدحم لم يستطع الإفلات من جندى مرور استطاع أن يطرحه أرضاً " بمشط اسكندرانى"- على حد قول المليجى – وانهال عليه ضرباً وركلاً بقدمه وقبضته دون أن يستمع لدفاعه، حتى وصل إليه المخرج والمصور بعد أن شبع ضرباً ليخبرا الجندى بحقيقته وأن ما حدث مجرد مشهد تمثيلى.
 
واستكمل الفنان الكبير القصة قائلاً :" خرجت من المشهد ووجهى يقطر دماً، وحملنى جمهور المطاردين إلى أقرب صيدلية لأضمد جراحى ، وفى ليلة العرض تابعت اللقطة التى توقفت قبل علقة السكرى ووجدتنى بحركة لا إرادية أتحسس مواضع الرضوض فى جسدى وأنا أقول لنفسى :" معلشى يامحمود تعيش وتاكل غيرها" 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة