وأعرب عالم المصريات والأستاذ في كلية متحف اللوفر دومينيك فارو في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس، عن سعادته البالغة بنجاح تنظيم المعرض والمقام حاليا في قاعة "لافيليت الكبرى" في العاصمة الفرنسية منذ أبريل الماضي، قائلا : "نعم نجحنا، ويكفي أن نرى الزوار سعداء، فالهدف هو أن يجذب المعرض العديد من الزوار ولكن يجب أيضا أن يكونوا سعداء وأن يمضوا وقتا ممتعا، وهذا ما حدث وهو أمر جيد أسعدني بشدة".

وتابع "جذب المعرض زوارا من مختلف الأعمار، وما أحببته حقا هو رؤية الأطفال، كنت سعيدا للغاية برؤيتهم وهم يرون الألوان والرسومات والمقتنيات الفرعونية الثمينة"، مضيفا : "رأيت أغلب الزوار سعداء، وتلقى الجميع من مختلف الأعمار رسالة تتوافق معهم ومع اهتماماتهم، مهما كانت ثقافتهم، وهذا شيء أسعدني". 

ومؤخرا أعلن الموقع الرسمي لمعرض "رمسيس وذهب الفراعنة"، مد فعالياته إلى 10 سبتمبر، بعد أن كان مقررا غلق أبوابه في 6 سبتمبر؛ وذلك نظرا للإقبال الكبير على المعرض، الذي يسلط الضوء على حياة وحكم الملك رمسيس الثاني لمصر، الفرعون الأقوى والأشهر في تاريخ مصر القديم. 

وذكر الموقع، أن المعرض كان مقررا أن يقام في الفترة من 7 أبريل إلى 6 سبتمبر، إلا أن الجهة المنظمة قررت تمديد إقامته حتى 10 سبتمبر، وتنظيم زيارات مسائية إضافية (من الساعة 8 مساء حتى 1 صباحا بتوقيت باريس)؛ لإعطاء فرصة أكبر لعشاق الحضارة المصرية القديمة أن يروا كنوز الملك رمسيس الثاني. وحتى الآن، جذب المعرض بمقتنياته الأثرية الثمينة 750 ألف زائر، منذ انطلاقه في باريس في 7 أبريل وحتى أول أغسطس، بحسب الجهة المنظمة للمعرض. 

وقال فارو وهو أيضا المنسق العلمي للمعرض: "عدد الزوار هائل، تم الإعلان عن 750 ألف شخص، إلا أنه من الواضح أنه أكثر من ذلك، بل سيصل إلى 800 أو 900 ألف، وفي نهاية المعرض سيتم الإعلان رسميا عن الرقم النهائي إلا أن ما يهمني وما يسعدني هو أن أرى هؤلاء الزوار سعداء .. نجحنا ونشعر بسعادة بالغة". 

وبالرغم من وجود عناصر كثيرة تؤكد نجاح معرض الملك رمسيس الثاني، إلا أنه لم يتجاوز النجاح الذي حققه معرض "توت عنخ آمون" والذي أقيم في المكان ذاته عام 2019 وجذب 1.4 مليون زائر. 

وفي هذا الشأن ، أرجع فارو السبب إلى أن عدد السياح في باريس هذا العام كان أقل مما كان عليه في وقت إقامة معرض توت عنخ آمون، كذلك كانت مدة إقامة معرض توت عنخ آمون أطول بشهر مقارنة بمعرض رمسيس، إلا أنه أكد على العدد الكبير للزوار حتى الآن، مثمنا أيضا دور كل الجهات المنظمة من الأطراف الفرنسية والأمريكية والمصرية لإنجاح المعرض. 

وقال: "من بين عناصر نجاح المعرض أيضا الأجواء التي شهدها بين المنظمين ، في الواقع، كانت هناك أجواء جيدة للغاية، ولهذا السبب خرج المعرض بهذا الشكل الجيد، لأن الجميع يريد المضي قدما، وكل في موقعه يريد بذل المزيد والمزيد وهذا شيء مهم". 

كذلك أشار فارو إلى عقد محاضرات مع علماء مصريات فرنسيين على هامش المعرض، وأيضا أمسيات أبرزها إحياء ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة هذا العام داخل أروقة المعرض، حيث أقيم حفل استقبال داخل قاعة "لافيليت الكبرى"، نظمته السفارة المصرية في فرنسا وذلك بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لثورة 23 يوليو المجيدة. 

وحضر الحفل ما يقرب من 600 مدعو منهم مسئولون حكوميون ونواب من البرلمان الفرنسي، وممثلو كبرى الشركات ومجتمع الأعمال ووسائل الإعلام، والشخصيات العامة الفرنسية فضلا عن السفراء الأجانب المعتمدين لدى فرنسا أو لدى المنظمات الدولية في باريس، وعدد كبير من أبناء الجالية المصرية. 

وقال فارو: "كنت سعيدا للغاية بهذا الاحتفال والذي تنظمه السفارة المصرية .. أسعدني رؤية كل هؤلاء للاحتفال مع مصر بعيدها الوطني داخل أروقة المعرض وبجانب الملك رمسيس". 

وعن شعوره بعد إقامة معرض الملك رمسيس الثاني والذي له مكانة خاصة لديه ، أكد فارو أن شعوره لا يوصف برؤية التابوت الملكي للفرعون الأكثر شهرة في تاريخ مصر القديم، مجددا في باريس بعد ما يقرب من نصف قرن من عرضه الأول، قائلا: "هذا حقا إنجاز كبير". حيث كان في السادسة عشرة من عمره عندما تم عرض التابوت الملكي خلال المعرض الأول في عام 1976 في "القصر الكبير" بباريس، ولم يكن في هذا المنصب الذي يشغله حاليا، بل كان طالبا يحلم برؤية الملك رمسيس الثاني، والآن بعد أن أصبح المنسق لهذا المعرض، وقع في حب هذا التابوت المذهل الذي يحمي الملك رمسيس الثاني . 

وختم بالقول "هناك بُعد شخصي وعاطفي، عندما ننتهي من هذا، سأشعر بحزن كبير لأن معرض رمسيس سيذهب إلى سيدني .. سيستغرق الأمر وقتا حتى ندرك أن هذا اللقاء لم يكن حلما وأنه حدث بالفعل وأنه كان موجودا بالفعل هنا .. كان حلما وأصبح حقيقة". 

وافتتح المعرض ليكشف عن أكثر من 180 قطعة أثرية ثمينة من كنوز الملك رمسيس الثاني، ويسلط الضوء على فترة حكمه وحياته حيث يعتبر من أعظم الفراعنة المحاربين في عصر الدولة الحديثة. 

ومن بين الكنوز المعروضة "التابوت الملكي"، وله مكانة كبيرة، فقد تم اكتشافه في خبيئة الدير البحري في عام 1881، ومصنوع من خشب الأرز ومطلي باللون الأصفر ويمثل "الملك بهيئة آدمية"، ووافقت على نقله السلطات المصرية إلى فرنسا، بشكل استثنائي، لعرضه ضمن هذه القطع الفرعونية، تقديرا لجهود العلماء الفرنسيين الذين قاموا بمعالجة مومياء رمسيس الثاني من الفطريات عام 1976.

كما يضم المعرض قطعا أثرية ثمينة، من بينها مجوهرات من الذهب والفضة الصلبة والتماثيل والتمائم والأقنعة، ويقدم للزوار أيضا تجربة غامرة للتجول في معابد أبو سمبل واستكشاف مقبرة الملكة نفرتاري عبر تقنية "الواقع الافتراضي".