حرب من نوع آخر تخوضها بلاد العرب متسلحة بغريزة البقاء، إنها تداعيات التغيرات المُناخية التى بدأت تكشر عن أنيابها متحدية القدرات التكنولوجيا التى طالما تغنى الإنسان بقدرته على الوصول لتحقيقها.
ويعد هذا الصيف الأعلى فى درجات الحرارة ـ طبقا لتقارير الأمم المتحدة وهيئات الأرصاد بمختلف الدول ـ ما ساعد على نشوب الحرائق بمساحات شاسعة من الغابات ببعض الدول، والوصول لمستويات غير مسبوقة من الجفاف فى دول أخرى، بينما أتت الصواعق الرعدية والسيول فى بلدان خليجية.
الصواعق الرعدية باليمن
فى هذا السياق ، أودت الصواعق الرعدية بحياة أكثر من 40 شخصاً، بالإضافة لنفوق عدد من الماشية في مختلف أنحاء اليمن، وفق (سبأ)
ومن جانبها ، قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة: "على الرغم من انخفاض مستوى هطول المطر مقارنة بالفترة السابقة، إلا أن أمطار شهرى يوليو و أغسطس اتسمت بعواصف رعدية نشطة ومتواصلة أودت بحياة 45 شخصاً ونفوق عدة قطعان من الماشية في جميع أنحاء اليمن".
وحذرت من إمكانية حدوث عواصف رعدية خلال الأيام القادمة، وقالت: "مع استمرار موسم الأمطار في الخريف، هناك احتمال كبير لحدوث أنشطة البرق المستمرة، ما يمثل تهديداً خطيراً على الرعاة في معظم أنحاء البلاد".
وأوضحت "الفاو" أن توقعات الطقس تشير إلى استمرار هطول الأمطار بكميات تراكمية تزيد عن 122 ملم، خاصة على المرتفعات، فيما ستشهد بقية مناطق البلاد أمطارا قليلة أو معدومة.
كما تشير التوقعات إلى عدم إمكانية حدوث تأثير أي نشاط استوائي على السواحل اليمنية، إلا أنه من المرجح أن تستمر الرياح العاتية في التأثير على سواحل عدن وجزء كبير من الساحل الجنوبي للبلاد.وفق (العربية).
الجفاف فى المغرب
اختلف شكل التغير المناخى فى المغرب، حيث حدث تراجع حاد فى منسوب ملء السدود بالمملكة، وفق وسائل إعلام مغربية.
ومنذ بداية الصيف ترزح أراضي المملكة تحت وطأة موجات حر ارتفعت معها درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، ففي أغسطس الجارى أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية في المغرب تسجيل درجة حرارة قياسية بلغت 50.4 مئوية في أغادير الواقعة في جنوب البلاد، واعتبرت الأعلى على الإطلاق في المملكة.
وأشارت المديرية إلى أنها المرة الأولى التي تتخطى فيها درجات الحرارة الـ50 مئوية في المغرب.
وتسبب الارتفاع غير المسبوق فى درجات الحرارة في بعض مناطق المملكة فى نقص حاد في منسوب المياه.
وأفادت التقارير المغربية، بأن ذلك ينذر بتعميق أزمة العطش التي تشهدها المملكة.
ووفق الأرقام التي أعلنت عنها وزارة التجهيز والماء في بوابتها الإلكترونية، فإن نسبة ملء السدود بلغت 27.45 في المائة، بإجمالي يقدر بأربعة مليارات و425 مليون متر مكعب، في حين كانت في نهاية مايو 2022 عند مستوى 32.52 في المائة، بإجمالي 5 مليارات و246 مليون متر مكعب.
وأشارت إلى أن الأرقام توضح انخفاضا بأكثر من ناقص خمسة في المائة، في ظرف ثلاثة أشهر، أي تبخّر حوالي 821 مليون متر مكعب من الماء.
حرائق الغابات بالجزائر وتونس
وفى الجزائر أعلنت المديرية العامة للحماية المدنية تواصل جهود إخماد النيران على مستوى عدد من الغابات، مشيرة إلى نجاحها في السيطرة على حريقين بكل من ولايتي تيزي وزو وبجاية، مع عدم تسجيل أي خسائر بشرية.
و تتواصل جهود السيطرة على حرائق بغابات الإسماعيلية وبني خدي والزبيرية بولاية المدية.
وبولايتي خنشلة وبوعريرج "بالشرق الجزائري"، أعلنت الحماية المدنية على صفحتها الرسمية على فيسبوك، استمرار عمليات الإخماد في غابات ماراون وشيكو، إلى حدود الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي.
واندلعت عشرات الحرائق منذ بداية الصيف الجاري، بمناطق مختلفة بالبلاد، كان أعنفها التي ضربت شمال شرقي البلاد وتسببت في مقتل 34 شخصا، بينهم عشرة جنود، أواخر الشهر الماضي.
وصرح المدير الولائي للحماية المدنية لولاية بجاية، نور الدين فدي، للإذاعة الجزائرية، قائلا إنه تم تسخير كل الوسائل المادية والبشرية لإخماد هذه الحرائق. بما فيها التابعة للجيش الوطني الشعبي وكل الأسلاك الأمنية والإطارات الولائية.
وأردف المسؤول الجزائري "سخرنا مروحيتين تابعتين للجيش الوطني الشعبي وطائرة من نوع v 200 بالإضافة إلى طائرتين تابعتين للوحدة الجوية للحماية المدنية"، مشيرا إلى "عمل مصالح الحماية المدنية على وضع جهاز أمني قوي حول كل القرى التابعة لهذه المنطقة".
وكشفت السلطات الجزائرية في وقت سابق، عن شروعها في الاعتماد، بداية من العام المقبل، على الأقمار الصناعية في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها البلاد كل صيف مع ارتفاع موجات الحرارة.
وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، إنه يجري في الوقت الحالي التنسيق بين الوزارة والوكالة الفضائية الجزائرية لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الحرائق، وذلك بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية في اكتشاف حرائق الغابات.
وفى تونس اندلعت، مؤخرا، شمالي البلاد 7 حرائق في مرتفعات محافظات جندوبة وباجة وسليانة وبنزرت، حسبما أكد الدفاع المدني.
ووصلت النيران إلى مناطق سكنية متاخمة للجبال، وأتت على مساحات شاسعة من الغابات ومحاصيل عدد من مزارع الأشجار المثمرة، كما أتلفت مشاريع بالمنطقة وسببت الضرر لعدد من المنازل.
سيول بالسعودية
ومن دول المغرب العربى إلى الخليج، حيث أشار المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية، إلى أن الفرصة مهيأة لهطول أمطارٍ رعدية متوسطة إلى غزيرة؛ قد تؤدي إلى جريان السيول، مصحوبة بنشاطٍ في الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار وزخاتٍ من البرد وذلك فى مناطق مكة المكرمة وجازان وعسير والباحة،و تمتد إلى الأجزاء الجنوبية من المدينة المنورة، وطقس مستقر بوجهٍ عام على باقي مناطق المملكة.وفق "سبق".
وأشار المركز إلى أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر شمالية غربية إلى غربية بسرعة 20-50 كم/ساعة على الجزء الشمالي، وشمالية غربية إلى جنوبية غربية بسرعة 15-30 كم/ساعة؛ تصل إلى أكثر من 45 كم/ساعة، مع تكون السحب الرعدية الممطرة على الجزأين الأوسط والجنوبي، وارتفاع الموج من متر ونصف إلى مترين ونصف على الجزء الشمالي، ومن نصف متر إلى متر يصل إلى أعلى من مترين مع تكون السحب الرعدية الممطرة على الجزأين الأوسط و الجنوبي.
