صابر حسين

ميسي "الزاهد" يغير مفاهيم كرة القدم في أمريكا

الثلاثاء، 22 أغسطس 2023 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إنجاز يعقبه إنجاز.. أرقام قياسية جديدة لم تعد تتسع لها الإحصائيات.. لمسات ساحرة وأهداف خرافية.. إبداع كروى فى ملاعب العالم.. هكذا تتغنى صحف العالم بمسيرة النجم الأرجنتينى ليونيل ميسي، الذى قاد إنتر ميامى لتحقيق البطولة الأولى فى تاريخ هذا النادى الأمريكي، وأضاف لقباً جديداً لسجل بطولاته وضعه في قائمة الأكثر تتويجاً فى التاريخ بـ44 لقباً، وصارت مباريات الدوري الأمريكي قِبلة للمشاهدين في جميع أنحاء العالم للاستمتاع بسحر وإبداع البرغوث، بعدما كانت مجرد مسابقة باهتة بعيدة عن الأضواء وخالية من الإبداع أو المتعة، قبل أن يضعها ميسي إلى مكان آخر.. كيف؟؟

بدأ الشغف للدورى الأمريكي لكرة القدم لحظة إعلان إنتر ميامى عن صفقة ميسي، وظهر ذلك فى الحضور الجماهيرى الكبير لحفل تقديمه، هذا المشهد الذى تكرر مرات كثيرة في المباريات، وما تبعه من تفاعل جماهيرى كبير مع أهدافه ولمساته الساحرة وصولاً لتتويج إنتر ميامى باللقب الأول، إذا وضعنا فى الاعتبار أن كرة القدم لا تحظى بالشعبية الأولى فى أمريكا، مقارنة بدول أوروبا مثلاً، إلا أن هذا الأمر ربما يتغير خلال السنوات المقبلة، خاصة مع اقتراب تنظيم مونديال 2026، (الذى تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك)، فضلاً عن خطتها لاستضافة كوبا أمريكا 2024 ، وكأس العالم للأندية 2025، وهو ما يبرهن أسباب الإصرار على جلب نجم كبير بحجم ميسي.. ومن غيره يستطيع وضع أمريكا على خريطة كرة القدم فى العالم؟!

ولكن ماذا عن ميسي نفسه، وتلك الخلطة السحرية التي صنعها في إنتر ميامى ودوره الكبير في تتويجه بأول ألقابه، بعدما كان ينافس على الهبوط، وكيف غيّر ميسي مفهومنا عن كرة القدم الحديثة التى تعتمد على "اللعب الجماعى" ورفع معدلات اللياقة البدنية والنزول بالأعمار السنية، فتحول الأمر إلى العكس، وعاد بنا إلى زمن مارادونا الذى كان يقود فريقاً بمفرده معتمداً فقط على موهبته الفريدة، فصار ميسي صاحب الـ36 عاماً يعتمد على مهاراته وروحه القتالية كشاب لم يتخط العشرين، ولمساته الإبداعية التي تتفاعل معها صيحات الجماهير، وأهدافه الساحرة التي تخطف العقول، حتى بدا الشغف الجماهيري تجاه ميسي ومباريات إنتر ميامي حاضراً بصورة كبيرة، بعدما افتقدت الكرة الأمريكية هذا الشغف والزخم الجماهيرى، والتي تغيرت بالتأكيد منذ وصول ميسي، بل وتضاعفت مع الاستمتاع بأهدافه الساحرة..

 

هذا الكلام أكده تاتا مارتينو، مدرب إنتر ميامى، في تصريحات سابقة، عندما تلقى سؤالاً مفاده ماذا فعل ميسي للفريق، وكيف وضعه على طريق البطولات؟.. فأجاب بكل سهولة قائلا، "هناك ثقة كبيرة من زملائه بسبب اللعب بجواره فأنت تلعب بجانب أفضل لاعب في التاريخ وقادر على صناعة الفارق في أى وقت، وهو ما يظهر داخل وخارج الملعب، حسب تعبير مارتينو، فهو قائد في الملعب وخارجه".. كما أكده النجم الإنجليزى ديفيد بيكهام في تصريحات نشرتها وسائل إعلام أمريكية أن ميسي قادر على وضع الكرة الأمريكية في مكان آخر، كما صرح عقب تتويج إنتر ميامى بأول ألقابه ببطولة كأس الدوريات قائلا، "التاريخ يُصنع في الولايات المتحدة بأقدام ميسيي. أنا في قمة سعادتى".

أما ميسي نفسه والذى برهن في البداية أسباب اختياره الدوري الأمريكي بعد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان بأنه اكتفى بتحقيق كل شيء بعد التتويج بكأس العالم مع الأرجنتين، وأنه يريد اللعب فى مسابقة أقل ضغوطات قائلا، "بعد كأس العالم وبعد فشل الذهاب إلى برشلونة، أدركت أنه حان الوقت للذهاب إلى أمريكا والاستمتاع بكرة القدم بطريقة مختلفة، بنفس المسئولية والرغبة في الفوز، لكن مع راحة بال أكبر، فقد وصلت إلى مرحلة في الحياة، أريد الابتعاد عن الأضواء تماماً".

 

ميسي "الزاهد" في البطولات بعدما "قفّل اللعبة" بتحقيق كل الألقاب، الساعى للابتعاد الأضواء والاسترخاء في الدورى الأمريكي بعيداً عن الصخب الإعلامى وضغوطات الأندية الجماهيرية وطموحاتها في المزيد من الألقاب، غيّر مفهوم العالم بأنه تشبع بالبطولات، فصار يحقق المزيد من الألقاب وسيظل، وكأنه أراد الاستمتاع فقط بكرة القدم بعيداً عن الصخب والضوضاء، فصار يُمتع العالم بلمساته وأهدافه الساحرة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة