أرملة الشهيد اللواء نبيل فراج: "عاش شريف ومات شهيد"

الإثنين، 14 أغسطس 2023 10:24 ص
أرملة الشهيد اللواء نبيل فراج: "عاش شريف ومات شهيد" أرملة الشهيد نبيل فراج
كتبت أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحياء عند ربهم يرزقون.. هكذا هو شعور الأم والزوجة على أمل اللقاء في يوم ما يعيشون على ذكرى شهداء ضحوا من أجل الوطن لم يترددوا لحظة في الذود عنه بأرواحهم الطاهرة ولو عيد المشهد ألف مرة لاختاروا الشهادة بنفس راضية مطمئة هنيئاً لهم ولذويهم هذا الفوز العظيم الذي لا يناله إلا الطيبون من عباده، وهنيئاً للوطن بأولاده الذين يعشقون ترابها.

"الأبطال لا يتراجعون ولا يتردودن"

كان صباح مثل أي صباح بالنسبة للزوجة تستودع زوجها وتحاول أن تعرف منه إلى أين ذاهبا ولكنه يأبي أن يقول لها ثم تربت على كتفه وترسله للوطن وهي تدعو أن يعود لها ولكنها لم تكن تظن أن اليوم سيكون الأخير بالنسبة له، ذهب ليؤدي عمله لم يتراجع كان جسور كعادته وقف يدافع عن الحق عن استقرار وطنه عن الامن لكل امراة ورجل وطفل كما رصدته الكاميرات التي كانت شاهدة على الخاتمة التي يستحقها بطل مثله  (فالابطال لا يتراجعون ولا يتردودن) يتقدمون الصفوف وهم كلهم ثقة أن مصر تستحق الخير وأن تشرق فيها الشمس ومعها أصوات الحق لا أصوات التهديد والوعيد ممن عمي قلبهم التعصب وملأها الحقد وأردوا أن يذهبوا بمصرنا لنفق مظلم لا يري النور بداخله.

اللواء نبيل فراج الشهيد الحي أبن محافظة سوهاج والذي عرفه الجميع طوال سنوات عمله بالكفاءة، من رفض الجلوس في المدرعة خلف الجنود وقرر المشاركة لتطهير كرداسة من البؤر الإرهابية بنفسه ليسقط شهيداً وينال مرتبه ما أعظمها عند الله، تاركا خلفه 3 أبناء وزوجته المهندسة نضال.

في المنزل كان دائما ما يردد لأولاده-كما قصت علينا السيدة نصال زوجته - أنه يشعر بالرحيل قريبا قائلا "أنا مش عايش لكم على طول"، وكان يدلل أبنائه وأوصى نجله عمر بالاعتناء بأشقائه، وفي ميدان المواجهة مع من أردوا أن يسرقوا من مصر الحلم "كان صوته عالي متسلح بالحق يحث جنوده بالوقوف رجالا يخشي من يراهم أن يفكر أن يمس مصر بالسوء.

الزوجة من داخل منزلها يتسلل إلى قلبها شعور غريب ينقبض تارة ثم تطمن نفسها وتفتح التلفزيون لتتابع الأخبار فزوجها ذهب في مهمة عظيمة للثأر لشهداء قسم كرداسة الذين قتلوا وتم التمثيل بجثثهم بقسم كرداسة بالتزامن مع يوم فض الاعتصام، لتري بث مباشر لزوجها وفقا لوصفها " كان طالع أول واحد فى المأمورية قدام القوات واستشهد بعدها بعشر دقائق، وشوفت المنظر على الهوا، كان منظرا بشعا ما يتنسيش لحد ما الواحد هيموت، صرخت كثيرا عليه لبيتعد عن رصاص الإرهابيين"، ولكنه قدر الطيبون من عباده الشهادة لا تأتي إلا لمن يستحقها هكذا هو المشهد لمن يري الأمور بعين قلبه.

وتتذكر السيدة نضال عزت زوجها الشهيد اللواء نبيل فراج، قائلة:" كان خلوق بكل شي جميل، يقف بجانب الجميع، يحب العساكر الذين يعملون برفقته ودائما مع قواته، بعد استشهاده الجميع دون استثناء شكروا فيه وأخلاقه ومعاملته وقصوا على حكايات جعلتني سعيدة وفخورة برفيق العمر من أعيش حتي اللحظة على حسه وأشعر أنه معي دائما حتي وأن رحل بجسده فهو الزوج والسند والأب والأخ".

مصر لا تنسي أولادها هكذا ذكرت زوجة الشهيد، فدائما الجميع يتذكر اللواء نبيل فراج، في كل المناسبات التي تقام لتكريم الشهداء يسألوا عن أبناء الشهيد ومعرفة أحوالهم، الجميع يقدرون تضحيته ويتذكرونه فهو الغائب الحاضر في كل شيء ..سلاما يا شريكي لحين اللقاء.

أم الشهيد.. تضحية وعطاء

"أفرحي يا أم الشهيد .. ابنك خد الرتبة الأعلى عند ربنا".. هكذا تصبر الأم نفسها على الفراق وتربط على قلبها حتي تستيقظ كل يوم بعد أن حرمت من رؤية من كانت تري الدنيا بعينه، أم الشهيد تضحية وعطاء لا ينتهي، وهبت عمرها لأبنها ووهب هو عمره فداء لمصر، ربت رجل بحق فكان جزائها أن تحمل هذا الشرف معه وتصبح أم لحي يرزق في الجنة بإذن الله.

"حبيبي يا ابني.. ابني" .. هذا هي لوعه الفراق تشتد عند سماع الفاجعة ويظن الجميع أنها تخفت مع الوقت ولكن قلب الأم لا يعرف السكينة مطلقا بعد سماع هذا الخبر وتعيش بذلك الجرح إلى موعد اللقاء، هكذا قالت سوزان عبد المجيد والدة الشهيد إسلام مشهور شهيد حادث الواحات بعد أن صعدت روحه إلى بارئها بقذائف الإرهابيين.

كثيرا منا حين يفكر في الحياة لا يظن أن شاب في مقتبل العمر أمام عينه الدنيا من حب وزواج وأولاد ومستقبل واعد لا يهتم بذلك ويختار بقلب ونفس مطمئنه أن يعيش حياة قد لا يتحملها الكثير مليئة بالمخاطر وهو لا يشعل باله إلا وطنه وحماية الأرض وأهل مصر من تربي في وسطهم وعاش ومات من أجلهم.

"كان بار بيا وكان أول فرحتي وحياتي ودنيتي".. هكذا تتذكر الأم نجلها الشهيد "إسلام مشهور" وهي ترؤي تفاصيل حادثة الاستشهاد التي قصت عليها من قائده قائلة :" قائد إسلام حكالي كل حاجة حصلت يومها، حسيت بوجع في قلبي ولكني فخورة وشرف ليا انه استشهد وضحى بحياته فداء بلده".

"مش نسياه ربنا بيطبطب عليا دعاني للحج والعمرة، إسلام في 20 أكتوبر هيبقي ليه 6 سنين غايب عني بجسده ولكن روحه حواليا بشوفه في كل مكان، ربنا أختار أغلي من عندي وأنا راضية، اصطفاه عشان هو كان طالبها، مترددش وربنا حققها ليه وسيرته دائما على لسان الكل بالخير"..هكذا قالت أم الشهيد "إسلام مشهور".

نعم هكذا هم الأمهات بمصر -عظيمات- لا أحد يقدر أن يوفيهن قدرهن، يربون أولادهم على حب البلد والشجاعة والذود بكل غالي من أجلها، فإسلام كان أبن مصر وكل المصريين الحي عند ربه والذي نتذكره وفقا لوصف السيدة "سوزان عبد الجيد".. "بأنه عندما أصيب لم يبالي وكان كل ما يشغله في تلك اللحظة العصيبة بعد الهجوم عليهم من قبل الإرهابين ..من معه يطمئن على قائده الذي يقول له صارخا "أتشاهد يا إسلام" وهو على أعتاب الشهادة، وينظر لنفسه وجرحه الذي ينزف وهو لا يهتم بشبابه ولا مستقبله ولكنه ينظر لمستقبل وطن وشعب .

 

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة