تفاصيل وقصة أزمة ترميمات تماثيل الملك رمسيس الثانى فى معبد الأقصر.. مدير المعبد: الترميمات أنقذت قطعا عديدة كانت متناثرة بجنبات المعبد.. وتمت بلجنة مشتركة للمجلس الأعلى للآثار وبعثة جامعة شيكاغو الأمريكية.. صور

الأحد، 13 أغسطس 2023 09:00 م
تفاصيل وقصة أزمة ترميمات تماثيل الملك رمسيس الثانى فى معبد الأقصر.. مدير المعبد: الترميمات أنقذت قطعا عديدة كانت متناثرة بجنبات المعبد.. وتمت بلجنة مشتركة للمجلس الأعلى للآثار وبعثة جامعة شيكاغو الأمريكية.. صور فرق الترميم والأثريين خلال العمل فى مشروعات ترميم التماثيل
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تمر شهور قليلة إلا وتظهر الأزمات على السطح من جديد لتشكك فى المشروعات القومية التى تمت بأيدى مصرية فى قلب معبد الأقصر بترميم عدد من تماثيل الملك رمسيس الثانى صاحب القطع الأكثر انتشارا حول مصر والتاريخ العظيم فى الحضارة المصرية القديمة، حيث لاحت أزمة جديدة على وسائل التواصل الاجتماعى تمثلت فى الانتقادات والتعليق على ترميمات وإعادة إقامة تمثال للملك رمسيس الثانى فى الواجهة الرئيسية وتمثالين لنفس الملك فى المدخل الغربى للمعبد، والذين تم العمل فيهما من رجال الآثار والترميم والعمال من المصريين مؤخراً فى بعثة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.

ويقول الدكتور محمد إمام باحث فى علم الأثار المصرية، إن التمثالين فى الجهة الغربية تم العمل على تجميع الأحجار الخاصة بهما، وتوجد بعض الاختلافات فى اللون والشكل والحجم، بجانب تقاطع اليدين فى الوضع الأوزيرى غير مضبوط كما كان فى العصور المصرية القديمة، حيث إن التمثال أعيد تجميعه بشكل مشوه ورمم بشكل مشوه، موضحاً إنه بدلاً من الترميم بشكل طبيعى وبشكل منطقى تم تشويه التماثيل أمام أعين الضيوف من سياح العالم ولذلك لاحت الأزمة على السطح.

ويضيف الدكتور محمد إمام، لـ"اليوم السابع"، إنه فى الواجهة الرئيسية للمعبد يوجد تمثال للملك رمسيس صعب المشهد، وهو مرمم بتاج مزدوج لملك حى حاكم بوضع أوزيرى لملك "ميت"، وبهيئة أوزيرية دون العباءة وجسد مضموم كالمومياء، ووضعه أمام واجهة معبد الأقصر العظيم على عكس المنطق والدليل الآثارى الصريح لصورة هذه الواجهة داخل هذا المعبد نفسه، موضحاً أن خبراء الأثار حول مصر علقوا على ذلك التمثال فى الواجهة، مؤكدين على أن التمثال فى وضع أوزيرى لا يصح وجوده أصلا فى هذا المكان، كما أنه أحدب الظهر "الرأس مغروس فى الكتفين بدون نسبة رقبة ملائمة"، وحجم ذراعيه وساعديه رفيعان لا يتناسبان مع باقى حجم أجزاء الجسم وبطنه منتفخ نسبياً، وطوله أقصر مما اعتاد الفنانون المصريون القدماء تمثيله فى تماثيلهم الواقفة - بالنسبة المعتادة حيث تكون الرأس 7/1 من طول الجسم.

ورداً على تلك الانتقادات الموجهة لعملية ترميم التمثالين فى الجهة الغربية وتماثيل الواجهة الرئيسية للمعبد، يقول أحمد عربى مدير عام معبد الأقصر، أن تلك التماثيل قد تم الانتهاء منها منذ أكثر من أربعة أعوام، وتم ترميم تلك التماثيل بلجنة أثرية علمية مشتركة بين بعثة جامعة شيكاغو الأميركية والمجلس الأعلى للآثار، وكذلك تم عرض خطة الترميم على اللجنة الدائمة للآثار المصرية بجلستها فى 19/11/2018 (تمثال الواجهة الرئيسية للمعبد) وجلسة 31/7/2019 ( لتمثالى الواجهة الغربية للمعبد ) والتى وافقت على إجراء أعمال الترميم، وأعمال الترميم لتلك التماثيل كان الغرض منها الحفاظ على أجزاء وقطع التماثيل المتناثرة على مصاطب حفظ الأحجار فى شرق وشمال وغرب المعبد، والتى بلغت أكثر من 40% من كتلة التمثال الخاص بالواجهة الرئيسية للمعبد، وعدد (25) قطعة لتماثيل الواجهة الغربية ولولا التدخل بالترميم لما تم الحفاظ على هذا الكم من الكتل الخاصة بالتماثيل.

ويضيف مدير عام معبد الأقصر، لـ"اليوم السابع"، إنه تركزت أسباب الانتقادات والتعليقات على نقتطين رئيسيتين وهما، أولاً:- "سبب علمي"، وهو أن هذه التماثيل الأوزيرية لا تناسب واجهة المعابد القديمة، ولكن الرد أنه واجهة معبد الأقصر الغربية يوجد بها تماثيل بالهيئة الأوزيرية، وكذلك أمام الصرح الثانى لمعبد الكرنك على يسار الداخل يوجد تمثال بالهيئة الأوزيرية للملك رمسيس الثانى، وعند قيام الأثرى الدكتور محمد عبد القادر بإجراء أعمال الحفائر والتنظيف أمام المعبد، اكتشف قاعدة التمثال وأجزاء كثيرة من تمثال الواجهة الرئيسية بالهيئة الأوزيرية، أى أن إقامة التمثال وترميمه تمت فى وضعه المكتشف عليه الأصلى، وتماثيل الواجهة الرئيسية الستة هى خليط من أحجار الجرانيت الأسود والجرانيت الأحمر فى مادة صنعها وفى هيئتها حيث يوجد منها تماثيل واقفة وتماثيل جالسة، ويوجد منهم تمثال للملك أمنحوتب الثالث من الجهة الغربية أمام الواجهة الرئيسية حيث من المحتمل أن قام المصرى القديم فى عصر الملك رمسيس الثانى بنقله لاستكمال تماثيل الواجهة أى أنه لا يمكن أن نعتمد السيميترية فى وضع تلك التماثيل، كما يوجد نقش فى أكثر من موقع فى الفناء الأول للمعبد جميعها تذكر عدد التماثيل الستة فى الواجهة الرئيسية ولكنها مختلفة فى هيئتها، ويوجد فى فناء رمسيس الثانى من الناحية الشرقية على الجدار فى المنتصف نقش على أحد الأحجار يوضح تمثال جالس بتاج مزدوج ومخصص لتمثال أوزيرى، وهى أحدث واجهة لشكل تماثيل الواجهة الأمامية للمعبد وللإيضاح يعتبر نص التكريس هو آخر عمل يتم فى المعبد أى أنه بمثابة الختم وكذلك الخاتمة.

وأوضح أحمد عربى مدير المعبد، إنه فى النقطة الثانية اعترض البعض على الناحية الفنية والنسب وهذا يرجع إلى ضخامة التمثال بالوضع الأوزيرى، والذى كان السبب فى وجود أخطاء قديمة فى نحت التمثال، وكذلك يمكن ذكر أن معظم الصور المتداولة للتمثال أثناء إزاحة الستار عن التمثال، وقد قام فريق العمل باستكمال أعمال الترميم لمدة شهرين أو أكثر بعد هذه الصور، وذلك لتصويب النسب الخاصة بالتمثال للوصول للشكل الأمثل، وفى النهاية يمكن أن نذكر أن جميع الانتقادات مقبولة طالما إنها للصالح العام، وطالما إنها فى خلاف علمى يمكن الأخذ منه والرد على.

أما أحمد بدر مدير بمعبد الأقصر، إنه بخصوص تلك الأزمة، فلم يجد فريق العمل فى التماثيل للملك رمسيس أى من الأشخاص قد قدموا تفسير علمى واحد، أو رد على ما نشر علمياً وقد أثر هذا الاختلاف العلمى فى الآراء منذ أربعة أعوام سابقة ولم يقدم لهم ردوداً علمية، وقد تمت عدة مناقشات علمية سابقة بخصوص موقع تمثال رمسيس الثانى بالهيئة الأوزيرية بمعبد الأقصر، وقد أفاد كلا من كريستيان لوبلان عالم الآثار الفرنسى رئيس البعثة المصرية الفرنسية بمعبد الرامسيوم، والذى يعمل فى مصر منذ 45 عاماً أن التماثيل فى الوضع الأوزيرى تتكرر فى كثير من المعابد ومنها معبد الأقصر.

ويضيف أحمد بدر لـ"اليوم السابع"، إنه قالت أيضاً الدكتورة هوريج سورزيان رئيسة البعثة الألمانية المصرية العاملة بالأقصر، أن التمثال موجود فى مكانه الصحيح، وشكل التمثال يتخذ المنظر الأوزيرى بالفعل ولكن ليس على شكل المومياء، والتمثال فى وضعه هذا منذ الإنشاء وأضيف فى مرحلة التوسعة التى أجراها الملك رمسيس الثانى على المعبد، وأوضحت أن هذا هو موضع التمثال الصحيح والتاريخى، وما تم فى التمثال خلال المرحلة الأولى كان التجميع، مشيرة إلى إنها شاهدةً على هذا الإنجاز الذى قام به فريق الترميم المصرى لأنهم قدموا هدية للعالم فى يوم التراث العالمى، وقال الدكتور راى جونسون مدير البعثة الأمريكية من جامعة شيكاغو والتى تعمل بمعبد الأقصر، أن التمثال المقام أخيراً فى فى موضعه الطبيعى التاريخى، ويجب على المصريين بشكل عام تشجيع رجال الترميم الذين قاموا بعمل رائع وهو العمل الذى سيزيد من رصيد السياحة المصرية حيث أن كل تمثال يتم ترميمه يمثل عامل جذب جديد للسياحة المصرية، قائلاً: "نحن مازلنا فى محراب العمل الأثرى ويجب أن نقف معاً فى سبيل أن تعلوا آثارنا بفضل المصريين ورفع شأن مصرنا الحبيبة".

أما الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ورئيس البعثة المصرية المشرفة على ترميمات تلك التماثيل للملك رمسيس الثانى، فقد قال إنه تم فى الربع الأخير لعام 2017 العمل فى ذلك المشروع القومى الذى كان حلم لكل العاملين بمعبد الأقصر على مر العصور، حيث تم الحصول على الموافقات اللازمة والدعم الكبير من وزير الآثار وقتها الدكتور خالد العنانى، والذى أبدى ثقته الكبيرة فى فريق البعثة المكون من 50 رجلا آثار وترميم وعامل بعد النجاح الكبير فى أعمال ترميم وتركيب التمثال الأول للملك رمسيس الثانى بواجهة معبد الأقصر، وذلك فى حفل عالمى فى 18 أبريل عام 2017، مضيفاً أن قطع التماثيل كانت متناثرة منذ أكثر من 1600 عام فى مدخل المعبد.

وأكد الدكتور مصطفى وزيرى لـ"اليوم السابع"، أن شارك فى إعادة التمثال الجديد للحياة وموقعه الرئيسى منذ آلاف السنين، فريق من البعثة المصرية الأثرية فى البر الشرقى بمشاركة أحمد عربى مدير معبد الأقصر، و10 رجال أثريين، و10 من فريق الترميم الأثرى المصرى، و30 عاملا، بجانب التجهيزات والمعدات الثقيلة التى تم جلبها للمعبد لنقل وتركيب وتثبيت التمثال بموقعه القديم، حيث أن التمثال كان عبارة عن مجموعة من الأحجار كانت ملقاة على الأرض تم تجميعها لإعادة تركيب التمثال.

 

التمثال للملك رمسيس بالوضع الأوزيري بواجهة المعبد
التمثال للملك رمسيس بالوضع الأوزيري بواجهة المعبد

 

العمل فى المشروع القومى عام 2017 و2018 بمعبد الأقصر
العمل فى المشروع القومى عام 2017 و2018 بمعبد الأقصر

 

القطع التى تم تجميعها للتماثيل كانت متناثرة بالكرنك
القطع التى تم تجميعها للتماثيل كانت متناثرة بالكرنك

 

تمثال الملك رمسيس الثانى بواجهة معبد الأقصر الرئيسية
تمثال الملك رمسيس الثانى بواجهة معبد الأقصر الرئيسية

 

تمثال الملك رمسيس بالوضع الأوزيري وقت افتتاح ترميمه
تمثال الملك رمسيس بالوضع الأوزيري وقت افتتاح ترميمه

 

رأس أحد التماثيل قبل ترميمها بواجهة المعبد
رأس أحد التماثيل قبل ترميمها بواجهة المعبد

 

فرق الترميم والآثريين خلال العمل فى مشروعات ترميم التماثيل
فرق الترميم والآثريين خلال العمل فى مشروعات ترميم التماثيل

 

قطع التماثيل تظهر الوضع الأوزيري قبل الترميمات
قطع التماثيل تظهر الوضع الأوزيري قبل الترميمات









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة