10 سنوات على ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة.. المشهد تحول من دماء وقتل لمشروعات ونجاحات.. أسر الأبطال يتحدثون بعد 10 سنوات لـ"اليوم السابع": فخورون بتضحيات الأبطال.. عشنا أياما صعبة وسعداء بما تحقق من إنجازات

الأحد، 13 أغسطس 2023 06:35 م
10 سنوات على ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة.. المشهد تحول من دماء وقتل لمشروعات ونجاحات.. أسر الأبطال يتحدثون بعد 10 سنوات لـ"اليوم السابع": فخورون بتضحيات الأبطال.. عشنا أياما صعبة وسعداء بما تحقق من إنجازات تطهير ميدان رابعة
كتب محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أجواء ملتهبة، وأشخاص يحملون السلاح، وأعمال عنف، وتحريض على قتل واغتيالات"، هكذا كان المشهد قبل 10 سنوات من الآن، بسبب اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، حيث لجأت جماعة الاخوان للعنف والدم، بعد إطاحة الشعب المصري بالرئيس المعزول محمد مرسي، عقب ثورة شعبية خرج فيها جموع الشعب المصري للمطالبة بإنهاء حكم جماعة الإخوان.
 
تحولت إشارة رابعة العدوية بالقاهرة وميدان النهضة في الجيزة، لمكانين لتجمعات العناصر الاخوانية المسلحة، التي أعلنت استهداف مؤسسات الدولة والشخصيات العامة، وتنفيذ سلسلة اغتيالات، مطالبين بعودتهم للحكم، فإما الحكم أو القتل "نحكمكم أو نقتلكم".
 
لم تكن مؤسسات الدولة تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر الداهم، الذي يهدد استقرار البلاد، فجاء فض اعتصام رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، لإنهاء هذا الخطر، ولتعود الحياة لطبيعتها كما كانت.
 
وتزامنا مع فض الاعتصامين المسلحين، تسللت عناصر إرهابية لاستهداف مؤسسات الدولة، لا سيما المواقع الشرطية، ودور العبادة، خاصة الكنائس لحرقها، وتصدى جموع الشعب المصري لهذه المحاولات الإرهابية الجبانة.
 
وخلال هذه الأحداث سقط عددا من الشهداء، وهم يسطرون ملاحم بطولية في الفداء، قدموا الأرواح من أجل أن نعيش في سلام وأمان، على رأسهم شهداء الشرطة في فض الاعتصامين، وشهداء الشرطة في كرداسة، وغيرهم من الأبطال الذين سجلوا أسمائهم في سجلات الشرف.
 
ومن هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم الذكية فداءً للوطن، الملازم أول محمد سمير الذى استشهد خلال أحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية من قبل أنصار وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، حيث ظل الشهيد منذ طفولته يحلم بأن يكون ضمن صفوف أبطال هذا الوطن، حتى أصبح بالفعل ضابطا بإدارة العمليات الخاصة، وأثناء قيام قوات الأمن بفض هذان الاعتصامان المسلحان استشهد البطل.
 
الشهيد ملازم اول محمد جودة، يعد من أوائل الأبطال الذين استشهدوا في فض اعتصام رابعة، حيث تقول أسرته بأنه كان مقلبا بالأسد نظرا لقوته وشجاعته، وأنهم يتذكروه في كل وقت وحين، مؤكدين أنهم بالرغم من حزنهم عليهم، إلا أنهم فخورين بعطائه لبلاده، حيث باتت البلاد الآن أكثر آمنا وهدوءً وظهرت المشروعات والإنجازات، التي لم تكن تتحقق لولا دماء الشهداء.
 
الشهيد البطل مصطفى الخطيب، الذي كان يعمل مساعدا لمدير أمن الجيزة وقت فض الاعتصام، واستشهد في أحداث كرداسة الإرهابية، حيث تقول أرملته: " كانت علاقة زوجى بأهالى كرداسة أكثر من جيدة، حيث كان يحل مشاكلهم، ويجلس معهم ويتحدث لهم، ويكرموه فى حفلاتهم، ولم يتخيل يوماً أن تغدر به أيادى الإرهاب بالمنطقة فى لحظة من اللحظات."
 
تحبس أرملة الشهيد دموعها، وتقول: "كانت الأجواء ملتهبة بسبب فض اعتصام رابعة والنهضة، ويومها قرر زوجي الذهاب صباحاً لمركز كرداسة، حيث أكد لي أن هناك تجمهرات وأنه سوف يتحدث مع الأهالي، خاصة أنه مقبول لدى الجميع وقادر على احتواء الأمر، وشعرت وقتها بشيء غريب، فقد كان وجهه مشرق وبشوش، ولم أدرى أنه سيكون المشهد الأخير الذى يجمعنا، تحدثت معه فى العاشرة صباحاً تليفونياً، وعرفت أنه يوجد تجمهر من المواطنين أمام المركز، لكن اللافت للانتباه، أن المتجمهرين قدموا الأطفال والنساء فى الصفوف الأولى، بعدها فى الحادية عشر صباحاً، تحدثت معه مرة أخرى، فقال لى: "فيه اشتباك اقفلى"، بعدها تحدثت معه الحديث الأخير، حيث قال لى: "اقفلي ..اقفلي دلوقتي"، وكانت هذه الكلمات أخر ما سمعته منه.
 
وتقول أرملة الشهيد، تسلل الخوف لقلبى، خاصة أن هاتفه بات مغلقاً، فاتصلت على هاتف شرطي كان يعمل معه، فرد على شخص غريب وقال لى: "انتي عايزه مين؟"، فقلت له: "فلان الفلانى العسكري اللي مع مصطفى الخطيب"، فرد على: "قتلناهم كلهم"، فانقبض قلبي، وحاولت التواصل مع الضباط بالمركز دون فائدة، حتى اتصل بى شقيقي الذى كان يحمل رتبة لواء في الداخلية، وقال لي بصوت حزين "البقاء لله".
 
وعن غدر الإرهاب، تقول ، أن الإرهابيين المتجمهرين أمام المركز وقتها، طلبوا من رجال الشرطة بخروج زوجي للحديث معهم، وبالفعل قرر الذهاب إليهم ولا يدرى بخيانتهم، حيث استدرجوه للمسجد القريب من مبنى المركز، وما أن دخل حتى أطلقوا عليه رصاصتين من الخلف، ليلقى ربه داخل المسجد، كما تعود على الذهاب إليه للصلاة فيه."
 
وتضيف أرملة الشهيد، فخورين بما حققه زوجي البطل من تضحيات كبيرة، مهدت لعودة الهدوء للبلاد وظهور المشروعات والإنجازات، فمن حقنا نفخر بأبطالنا الذين ضحوا من أجلنا جميعا، فقد كانت البلاد تعيش فترات صعبة وقاسية، تعاني من إرهاب أسود، حتى ساهمت دماء الشهداء والأبطال في التصدي لهم وهزيمتهم، فعاد الهدوء لبلادنا.
 
الهدوء الذي تشهده البلاد الآن، بعد مرور 10 سنوات على فض اعتصام رابعة والنهضة المسلحين، تحقق بتضحيات كبيرة، قدم خلالها الأبطال أرواحهم، حتى باتت بلادنا هادئة على مدار الـ24 ساعة، وتقلصت الأعمال الإرهابية واختفت بعد ذلك تماما، بفضل الضربات الاستباقية الأمنية ووعي الشعب المصري.
 
 
1b15c34e-ad07-43e0-bf59-1e779452d43b
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة