وذكرت الداخلية- في بيان، اليوم- أن ثلاثة من رجال الشرطة والدرك أصيبوا بجروح، وتم استهداف مركز للشرطة وثكنة للدرك، فضلا عن اشتعال النيران في 297 سيارة، وتضرر 34 مبنى، فيما تم تسجيل 352 حريقا على الطرق العامة. 

وتجنبا لأعمال عنف أو شغب لليلة السادسة على التوالي، كانت الداخلية قد قررت تكثيف تواجد قوات الأمن في كل أنحاء البلاد ونشر مرة أخرى 45 ألفا من عناصر الشرطة والدرك، كما تم نشر تعزيزات أمنية كبيرة في مدن "مارسيليا" و"ليون"، المدن الرئيسية التي تضررت وشهدت أعمال أكثر عنفا، بالإضافة إلى إرسال مدرعات ومروحيات. 

وانتشرت كل تلك التعزيزات الأمنية الكبيرة في أنحاء البلاد ليلا من الأحد إلى الاثنين، وهي الليلة السادسة منذ مقتل نائل برصاص شرطي في نانتير نهاية شهر يونيو، ما تسبب في موجة غضب واندلاع أعمال عنف وشغب كبيرة، إلا أن الدعوات المختلفة للتهدئة التي تضاعفت منذ مساء الجمعة يبدو أنها كان لها صدى، فلأول مرة بعد خمس ليال تقضي فرنسا ليلة "هادئة" ولم تسجل أعمال شغب عنيفة مقارنة بالليالي الماضية.

كما قضى عنصر في فرق الإطفاء الفرنسية يبلغ 24 عاماً، في سان دوني قرب باريس عندما كان يكافح حرائق أضرمت في سيارات ليل الأحد الاثنين، فيما تواصلت أعمال الشغب لليلة السادسة على التوالي، على ما ذكر وزير الداخلية.
 
وكتب الوزير جيرالد دارمانان في تغريدة "توفي العريف في كتيبة الإطفاء في باريس رغم تدخل زملائه السريع" موضحاً أن الحادث "وقع في مرآب تحت الأرض".

ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس، وزراءه بمواصلة كل الجهود، وبذل كل ما في وسعهم؛ لاستعادة النظام وضمان عودة الهدوء في البلاد.

وقال ماكرون، خلال اجتماع عقده بقصر الإليزيه مع رئيسة الحكومة الفرنسية وعدد من الوزراء؛ لتقييم الوضع الأمني، عقب أعمال العنف المستمرة في البلاد، إن الحكومة يجب أن تستمر في دعم الشرطة والدرك والقضاة ورجال الإطفاء والمسؤولين المنتخبين الذين يحشدون كل قواهم ليل نهار على مدار الأيام الماضية، وفقا لمصادر شاركت في الاجتماع.

ومن المقرر أن يستقبل، اليوم، ماكرون، رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، ثم بعد ذلك رئيسة الجمعية الوطنية (مجلس النواب) يائيل براون بيفيه، كذلك سيستقبل ماكرون في قصر الإليزيه، غدًا الثلاثاء، أكثر من 220 رئيس بلدية للبلديات والضواحي، الذين تعرضوا لتجاوزات خلال أعمال الشغب التي اندلعت خلال الأيام الماضية.