سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 يونيو 1963.. وفاة الموسيقار محمد حسن الشجاعى «حارس الموسيقى» الذى منع أى صوت بلا موهبة من الغناء فى الإذاعة

الأحد، 11 يونيو 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 يونيو 1963.. وفاة الموسيقار محمد حسن الشجاعى «حارس الموسيقى» الذى منع أى صوت بلا موهبة من الغناء فى الإذاعة محمد حسن الشجاعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طرق الموسيقار بليغ حمدى، باب الإذاعة، ليؤدى الامتحان صوتيا وموسيقيا، فأعجب الموسيقار محمد حسن الشجاعى مراقب الغناء والموسيقى بالإذاعة، بصوت بليغ ووافق على قبوله كمغن، عكس ما تمناه «بليغ» الذى كان يرغب فى تصنيفه كملحن وليس مطربا، حسبما يذكر الكاتب الصحفى أيمن الحكيم فى كتابه «بليغ حمدى»، مؤكدا أن «الشجاعى» أصر على موقفه بعناد».
 
يذكر «الحكيم» نقلا عن «بليغ»: «رفضت أنا مواصلة الغناء فى الإذاعة، بعد أن سجلت فى بعض البرامج، ومرت السنين، أخذت خلالها طريقى فى عالم التلحين، وبدأت أتعامل مع شركات التسجيل والمطربين، وفى الوقت ذاته أتابع الدراسة الموسيقية، وذات يوم رجعت إلى البيت لأجد أن الأستاذ «الشجاعى» اتصل بى تليفونيا، ويريدنى أن أذهب إليه فى الإذاعة، وذهبت إليه وأحسن استقبالى، وقال لى: «سمعت ألحانك، وأعجبت بها جدا، وشوف يا ابنى أنا كنت حاسس بموهبتك الموسيقية، ولكنى لم أكن أريد أن أدفعك إلى الاحتراف إلا بعد أن أتأكد من أنك درست الموسيقى دراسة حقيقية، أنا مش ناقص جهل، المرحلة المقبلة مراحل علم، الموهبة مهمة جدا، لكنها من غير علم تظل ناقصة، المستقبل للملحن الموهوب الذى يعرف قراءة النوتة على الأقل، ويعرف إيه هى الموسيقى، وعندما تأكدت من أنك أصبحت تملك هذه المعرفة بعثت فى طلبك، والآن تفضل، عوض اللى فاتك، ولحن على كيفك».
 
يتابع «بليغ»: «بدأت علاقتى بالإذاعة تتوطد، والشجاعى يولينى اهتماما عظيما، كان من رأيه أن المعاهد الموسيقية لا تعطى لطلابها ما يجب أن يأخذوه، فأرسلنى إلى البروفيسير ميناتو ليعلمنى النظريات الموسيقية والبروفيسير جوليا لأعمق دراستى للبيانو».
 
فى حكاية أخرى رواها لى الفنان المطرب محمد رشدى، وأوردتها فى كتابتى لمذكراته، يقول إنه ذهب إلى الإذاعة ليسجل أغنيته المشهورة «مأذون البلد» لبرنامج جديد اسمه «عقبال عندكم، تقديم آمال فهمى، وهناك قابل الشجاعى، يتذكر «رشدى»: «لم يعجب الشجاعى بأدائى للأغنية، نادانى بعد التسجيل، وقال لى: «شوف يا ابنى، أنا بقال عنده صنف جبنة اسمه عبد الوهاب، وصنف جبنة تانى اسمه أم كلثوم، وصنف اسمه عبدالمطلب، ولو بعت اتنين عبدالمطلب يبقى بتاجر فى الخسارة، إذا كنت عايز تبقى محمد رشدى حقف جنبك، وبعدين بطل تتأنف وتتتنك زى عبدالمطلب كده».
 
تولى «الشجاعى» مراقبة الغناء والموسيقى بالإذاعة منذ عام 1951 وحتى وفاته فى 11 يونيو، مثل هذا اليوم، 1963، وما فعله مع «بليغ» و«رشدى» كان يفعله مع آخرين، فأصبح صمام أمان للذوق المصرى لمنعه أى صوت خال من الموهبة يغنى فى الإذاعة، ويذكر الشاعر والمذيع فاروق شوشة فى مقاله «من بناة الإذاعة العظام، محمد حسن الشجاعى» بالأهرام، 28 مايو 2008: «كان مكتبه فى الإذاعة عبارة عن أكاديمية فنية شهدت ميلاد العديد من الأعمال الفنية الكبيرة، كانت الإذاعة تنتج ما يسمى بأغنيات المختارات، أى التى اختارت الإذاعة كلماتها، وعهدت بها إلى الملحن والصوت المناسبين، وكان الشجاعى، ومحمود حسن إسماعيل وأحمد رامى يتنافسون فى اختيار الكلمات، وينفرد الشجاعى وحده فى اختيار الملحن والمطرب».
 
ولد محمد حسن الشجاعى فى 7 سبتمبر سنة 1903 بقرية «أبوالغر» مركز «كفرالزيات» محافظة الغربية، عاش وحيدا بعد أن مات والداه وهو طفل صغير، ودخل ملجأ أيتام، وتعلم الموسيقى فيه ثم التحق بالجيش، وانضم إلى فرقته الموسيقية عازفا على آلة «الترومبيت»، وانتقل إلى فرقة القصر الملكى، ثم تركها ليقود الفرق الموسيقية المنتشرة فى روض الفرج، ثم تولى الإشراف على مراقبة الموسيقى والغناء بالإذاعة، وأنشأ فرقتين موسيقيتين للإذاعة، الأولى هى «الفرقة الشرقية»، وتخصصت فى الألحان الشرقية، والثانية هى «أوركسترا الإذاعة»، وكان أول مصرى يكتب الموسيقى التصويرية للأفلام العربية، وفقا لمجلة «الكواكب» فى تقريرها عنه، 18 يونيو 1963.
 
تذكر الكاتبة والناقدة الفنية إيريس نظمى، فى مقالها «النغم الذى صمت فجأة»، بمجلة «آخر ساعة، 19 يونيو 1963: «عاش الشجاعى طوال حياته وهو يلهث وراء شىء اسمه التراث الموسيقى، كان يحب موسيقانا القديمة بنفس الشغف الذى كان يربطه بأحدث الألحان العالمية، عاصر الشيخ سيد درويش، وعاش مولد ألحانه الخالدة».
 
يقيم دوره الناقد الموسيقى «فرج العنترى» فى بحثه عن عبدالحليم حافظ، المنشور ضمن بحوث كتاب «عبدالحليم حافظ وعصر من الغناء الجميل»، قائلا: «عندما تمتعت الإذاعة المصرية بالإدارة الموسيقية الوطنية والمتخصصة فى فترة الأستاذ المثقف والمؤلف الدارس محمد حسن الشجاعى بدءا من سنة 1951 وحتى مماته 1963، أمكن وفى ظل الثورة 23 يوليو 1952 وبمفهومها ضبط العمل إداريا وفنيا فى الإطار الوطنى والقومى، وشجع على ظهور تآليف محلية من المارشات، والمقطوعات الوطنية، بأسماء وعناوين لوقائع وحوادث وشخصيات تاريخية مصرية وعربية، إلى جانب الصيغ الغنائية المخدومة هارمونيا وتوزيعا».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة