قادة العالم يتوجهون شرقا فى ظل قلق وترقب أمريكى.. بكين استقبلت العديد من الرؤساء والقادة مؤخرا أبرزهم ماكرون ودا سيلفا.. CNN: وتيرة غير معتادة من النشاط الدبلوماسى.. وفرصة لتأكيد رؤية الصين للنظام العالمى

الإثنين، 24 أبريل 2023 03:00 ص
قادة العالم يتوجهون شرقا فى ظل قلق وترقب أمريكى.. بكين استقبلت العديد من الرؤساء والقادة مؤخرا أبرزهم ماكرون ودا سيلفا.. CNN: وتيرة غير معتادة من النشاط الدبلوماسى.. وفرصة لتأكيد رؤية الصين للنظام العالمى ماكرون والرئيس الصينى شى جين بينج
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بترقب واهتمام شديد، تابعت الولايات المتحدة تدفق قادة العالم من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها إلى العاصمة الصينية بكين بوتيرة كانت ملحوظة بشدة للاستخبارات الأمريكية، التى باتت تردد بشكل مستمر إن الصين تعتبر مصدر التهديد الأول للولايات المتحدة.

 

 ومنذ أواخر مارس الماضى، استقبل الرئيس الصينى شى جين بينج العديد من قادة الدول ورؤساء الحكومات من أسبانيا وسنغافورة وماليزيا وفرنسا والاتحاد الأوروبى، فيما وصفته شبكة سى إن إن الأمريكية فى تقرير لها بأنها وتيرة غير معتادة من النشاط الدبلوماسى، والتى تأتى مع تطلع  الدول إلى بكين فى الوقت الذى يترنح فيه الاقتصاد العالمى فى أعقاب وباء كورونا والحرب فى أوكرانيا.

 

 كما استقبل الرئيس الصينى نظيره البرازيلى لولا دا سيلفا فى زيارة شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية، وإن كان هذا لم يمنع من الحديث عن آمال تحقيق السلام بإنهاء الحرب الروسية فى أوكرانيا.

 

 وبالنبة للرئيس الصينى، فإن استقبال هؤلاء القادة، الذين قاموا بالرحلة إلى بكين برغم رفضها إدانة الغزو الروسى، هو فرصة، وفق الشبكة الأمريكية، لتأكيد رؤيته لنظام عالمى لا تمليه القواعد الأمريكية، ومواجهة التهديدات التى تراها بكين.

 

 وأصبح هذا أمرا ملحا لبكين الآن، بحسب مراقبين غربيين. فبعد ثلاثة سنوات من الدبلوماسية المحدودة للغاية فى ظل جائحة كورونا والقيود الصارمة التى فرضتها الصين، إلى جانب التحديات الاقتصادية والمنافسة مع الولايات المتحدة، ومخاوف أوروبا من سياسة الصين الخارجية، وضعت الصين تحت ضغط للتحرك.

 

 وقال لى مينج جيانج، الاستاذ المساعد فى العلاقات الدولية فى جامعة نايانح للتكنولوجيا بسنغافورة إن الرئيس الصينى يعتقد أنه قد حان الوقت لكى تضع الصين خططها الإستراتيجية، وربما تكن أحد النتائج المحتملة لذلك هو إضعاف التحالفات الأمريكية، وهو ما يفسر قيام الصين بجهود لمحاولة تحسين علاقاتها بالدول الأوروبية، وأيضا محاولة تعزيز وتحسين التعاون مع الاقتصاديات الناشئة.

 

 من جانبه، استغل الرئيس الصينى عودة قادة العالم إلى بكين برغم محاولات أمريكا عزلها هى الآخر سواء بقضية تايوان أو دور مزعوم للصينيين فى دعم روسيا، ووجه شى انتقاداته المبطنة للولايات المتحدة، واستخدم الكلمات التى تشير إلى رؤيته الخاصة فى إعادة تشكيل القوى العالمية.

 

 فخلال استقباله رئيس سنغافورة الشهر الماضى، شدد شى على أن الدول الآسيوية معا ينبغى أن تعارض معا وبقوة فصل أو قطع سلاسل الإمداد والسلاسل الصناعية، بينما حث رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم على مقاومة عقلية الحرب الباردة ووقف المنافسة.

 وخلال استقباله رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز فى نفس اليوم، حذر من أن التطور السليم للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبى يتطلب من الاتحاد الاوروبى التمسك بالاستقلال الإستراتيجى.

 

 وكانت زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لبكين الأبرز والأكثر إثارة للقلق والتوتر مع واشنطن، وحتى بعض الدول الأوروبية.

 

فخلال الزيارة أدلى ماكرون بتصريحات أثارت الجدل، حيث قال إنه لا ينبغى أن تصبح أوروبا تابعا، وانها يجب أن تتجنب أن يتم جرها إلى أى صراع بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان.

 

 وأضاف أن حاجة أوروبا إلى الاستقلال الاستراتيجى أصبحت مقبولة الآن على نطاق واسع، ولم يكن هناك مثل هذا التسارع فى القوة الأوروبية فى السنوات الأخيرة. ماكرون قال أيضا فى حديث لوسائل إعلام لدى عودته من الصين إن تصاعد التوتر فى مضيق تايوان ليس في مصلحة أوروبا، وأضاف قائلا إن الأمر سيكون "فخا" لأوروبا أن "تشارك فى اضطراب العالم وأزماته، التى ليست أزماتنا.

 

وأثارت تصريحات ماكرون رد فعل حاد فى أوروبا فى الولايات المتحدة واوروبا، لكنها اعتبرت انتصارا فى بكين على الأرجح. ونقلت "سى إن إن" عن جان بيير كابستان، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة هونج كونج، إن أى شئ يمكن أن يضعف الولايات المتحدة ويقسم الغرب ويقرب الدول من الصين هو أمر جيد لبكين، ومن ثم، فإن زيارة ماكرون كانت بمثابة انتصار كبير من وجهة نظر الصين.

كما أن زيارة الرئيس البرازيلى لولا داسيلفا كانت مهمة أيضا، خاصة وأن البرازيل ضمن مجموعة بريكس الاقتصادية مع الصين والهند وجنوب أفريقيا. وضم وفد لولا داسلفا قادة أعمال وحكام ولايات ووزراء وأعضاء بالكونجلس من أجل صياغة العديد من الاتفاقيات الثنائية التى تتراوح ما بين الزراعة والماشية وحتى التكنولوجيا.

 

 هذه الزيارات المتوالية  تبرهن على فشل جهود واشنطن، حتى الآن، فى محاولة تضييق الخناق على الصين، وعزلها عن باقى دول العالم. وهى بالتأكيد ليست بالمهمة السهلة، فالصين قوة اقتصادية هائلة وهى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، وباتت مؤخرا تلعب دورا فى الوساطة السياسية فى مناطق عدة حول العالم، مما يعكس رغبة شديدة من بكين لمواجهة واشنطن بكافة الأسلحة الممكنة.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة