حكايات من الواحات.. اللبخة وأم الدبادب وظاهرة اكتمال البدر فى فبراير بين القلعتين.. خريطة سراديب المياه الجبلية منذ عهد الرومان.. و14 سردابا حفرها الرومان لنقل المياه لمعابدهم وللزراعة.. صور

السبت، 22 أبريل 2023 04:00 ص
حكايات من الواحات.. اللبخة وأم الدبادب وظاهرة اكتمال البدر فى فبراير بين القلعتين.. خريطة سراديب المياه الجبلية منذ عهد الرومان.. و14 سردابا حفرها الرومان لنقل المياه لمعابدهم وللزراعة.. صور منطقة اللبخة
الوادى الجديد – ماهر البهنساوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على بعد حوالى 35 كيلو شمال غرب الواحات الخارجة بمحافظة الوادى الجديد تقع منطقة اللبخة وأم الدبادب الأثريتين وهما منذ عصر الرومان وكانت مدينة كبيرة تعتمد على نظم الرى من خلال قنوات رى تحت الجبال وأنشئوا معابد وقلعة للحراسة ومساكن ومنطقة لدفن الموتى وهى منطقة تقع على طريق درب الأربعين أهم خطوط الربط بين مصر والسودان ودول غرب أفريقيا آنذاك وما زالت آثار المدينة باقية كما تتدفق المياه من خلال تلك الممرات التى جرى تطهير بعضها وتتميز المنطقة بالهدوء غير الطبيعى فهى تقع على تبة مرتفعة عن الارض ومعزولة تماما ولا يوجد بها شبكات محمول وهو ما يرغب فيه هواة الخروج عن أجواء المدينة والزحام ومعايشة أجواء الطبيعة الساحرة والهدوء الغير معتاد بالإضافة لتفريغ شحنات الطاقة السلبية وفقا لما استشعره أغلب رواد تلك المنطقة الفريدة من نوعها.

وسميت تلك المنطقة بأم الدبادب نظرا لأنها كانت منطقة عامرة بالخيرات وكانت تكثر فيها كل أنواع الدواب ولا تخلو منها مطلقا وهو ما انتسب لها من اسم ام الدواب وتم تحريف الاسم تدريجيا لأم الدبادب، كما سميت منطقة اللبخة بهذا الاسم نسبة لانتشار أشجار اللبخة المنتشرة بها وهى اشجار لها فوائد طبية عديدة. وتحتوى المنطقة على حصن وقلاع بها مسارات للجنود وفتحات تستخدم لرمى السهام ولصب الماء المغلى والزيت على الأعداء فى حال حدث هجوم على القلعة، كذلك بها سلالم للصعود إلى حجرات الجنود وتنتشر حولها المنشآت التجارية والإدارية ومنازل الجنود وأهلهم والمخازن التى كانت تخدم القوافل التجارية المارة على الطريق عبر تذويدهم بالمؤن الكاملة والتى لا تزال بقاياها موجودة بجوار القلعة وهى بقايا من الطوب اللبن.

ويمكن الوصول للمنطقة عن طريقين الاول يبدأ من الكيلو 17 من طريق الخارجة الداخلة (درب الغبارى) ثم يتجه شمالًا إلى الشرق قليلا لمسافة حوالى 40 كيلومترا فى الجبل، والطريق الثانى عبارة عن مدقات يتم اجتيازها باستخدام سيارات الدفع الرباعى، لتلك المناطق إحدى هذه الطرق عن طريق منطقة اللبخة وهو الأقرب من خلال درب عين آمور ولكنه غير متاح لعبور السيارات نظرًا لانتشار الغرود والتلال الرملية فأصبح شبه مغلق ولا يصلح سوى للمشى على الأقدام والتسلق على الهضاب الرملية.

واكتشفت البعثات والافواج الايطالية ظاهرة فلكية تحدث فى المنطقة خلال شهر فبراير من كل عام يأتى إليها الإيطاليون لمتابعتها بصفة خاصة، وتتمثل فى ظهور قرص القمر مكتملا كالبدر بعد الغروب أعلى صرحين القلعة مباشرة فى وسطهما تقريبا ويتم ذلك فى ميعاد ثابت فى وقت محدد بالدقائق والثوانى يتم معرفته بالحسابات الفلكية، كما شهدت المنطقة زيارة بعثات أجنبية عديدة، منها بعثة الجامعة الأمريكية وكذلك بعثة جامعة ميلانو الإيطالية وقامت بعمل مسح أثرى للمنطقة وما حولها لكشف طرق الزراعة والرى فى هذه الفترات ونوعية النباتات المزروعة وخلافه.

وقال الباحث الأثرى محمد إبراهيم مدير عام منطقة اثار الخارجة وباريس بالمحافظة فى تصريح خاص لــ" اليوم السابع" أن المنطقة الاثرية المعتمدة فى اللبخة وام الدبادب تحتوى على مجموعة كبيرة من المكونات والشواهد الأثرية الميلادى وتبلغ مساحتها بعناصرها الاثرية على مساحة حوالى 4 كيلو متر من الشمال إلى الجنوب وحوالى 1,5 كيلو متر من الشرق إلى الغرب تتمثل فى معبدين : المعبد الشمالى والمعبد الجنوبى وقلعة وحصن كبير ومقصورة أحد الاثرياء من العصر الرومانى ويدعى بيريس ويعتقد أنه كان حاكم للمنطقة أو أحد النبلاء، وجبانة كبيرة محفورة فى الصخر من نوع المقابر الصخرية والدفنات المنتشرة فى العصر الرومانى، وكذلك تم اكتشاف عدد من سراديب المياه التى تجرى تحت الارض بواسطة قنوات محفورة فى الصخر تسمى المناور وهى اكثر من منور واكثر من خط يصل عددهم حوالى 14 خط منهم ما قد اغلق بفعل الاتربة والهواء والعوامل المناخية بالمنطقة ومنهم مازال قائم يعمل ويتم تطهيره حتى الآن.

وأضاف إبراهيم أنه ما زالت توجد بقايا المدينة السكنية بالمنطقة، والمساحات الكبيرة من الأراضى الزراعية التى كانت تروى وتزرع قديما فهى منطقة متكاملة من كل شيء قلعة وحصن وجبانة ومدينة سكنية بها اماكن وأراضى زراعية كحرفة رئيسية قديما وذلك لوجود مناور المياه التى توصل مياه العيون، وتم بناء حصن اللبخة فى وادى عند قاعدة المنحدر الشمالى، وكان بمثابة حامية عسكرية، تم وضعها بشكل استراتيجى لحراسة تقاطع طريقين مهمين للقوافل القديمة من الشمال والغرب، ويعد قصر اللبخة نموذجا فريدا تم بناؤه من الطوب اللبن بارتفاع 12 متراً يشمل أربعة أبراج مستديرة ضخمة فى اربعة زوايا ويقع مدخل القصر على الجانب الشرقى ومنه يتم الوصول إلى الداخل، وقد تهدم المدخل والجدران ولم يتبقى الا بقايا مليئة بالرمال بالغرف المقببة، وإلى الجنوب يوجد بقايا طينية لبئر كبير، وهو نبع قديم، لا يزال محاطًا بأشجار النخيل والأكاسيا والتمر، والتى كانت توفر المياه للقلعة والمستوطنة. حيث يشير حجم البئر إلى أن مجتمعًا كبيرًا تواجد فى المكان قديما، كانت تغذية سلسلة من قنوات المياه، التى أنشئت لنقل المياه إلى الحقول المزروعة.

وأكد إبراهيم أن المعبد تم بناؤه من الطوب اللبن وهو يقع إلى الشمال من القلعة، على نتوء طبيعى يسيطر على المنطقة وتبلغ مساحته 12 مترًا مربعًا، ويضم ثلاث غرف وربما يعود تاريخه إلى القرن الثالث الميلادى ويضم رسوم لإلهة نسر (موت) وبعض الكتابة على الجدران منقوشة على جانبى القوس، كما تم اكتشاف المعبد الثانى الأكثر تدميرًا، إلى الشمال الغربى من القلعة، خلال الفترة من عام 1991 إلى 1992 وقد تم الانتهاء من هذا المعبد فى عهد أنطونيوس بيوس ولا يزال يحتوى على بعض لوحاته الأصلية. وابنية هذا المعبد غير عاديه وتتكون من هيكل، تم بناؤها جزئيًا فى الصخر مع بقايا واسعة من قسم مبنى من الطوب إلى الأمام، كما تم تحديد عدد من المقابر فى ضواحى قصر اللبخة، وتقع المقبرة الأكثر إثارة للإعجاب فى المنطقة إلى الشمال من القلعة، حفرت فى المنحدرات الغربية حيث تم العثور على بعض المقابر الأكثر تفصيلاً فى الواحة.

وأوضح إبراهيم أن العديد من هذه المقابر بسيطة تتكون من غرفة واحدة مقطوعة فى الصخر، بجانب العديد من المقابر متعددة الغرف والمزخرفة وكان الكثير منها يحتوى على مدافن، وجرى تقييم حوالى 500 مومياء وكانت الأغلبية تبدو بحالة جيد وتمت تغطية بعض مومياوات الأفراد ذوى المكانة العالية بأقنعة الوجه المذهبة المشابهة فى نمط صور الفيوم والعديد منها، وخاصة دفن النساء والأطفال، يحتوى على جواهر من البرونز والزجاج والأحجار شبه الكريمة وتم تزيين ألواح المومياء بلوحات تقليدية لأوزوريس فى كثير من الحالات، وتم لصق المقابر الأكثر ثراءً وطلاؤها برموز دينية، وتضمنت معدات الدفن كميات كبيرة من الأوانى الزجاجية. 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(1)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(1)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(2)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(2)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(3)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(3)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(4)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(4)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(5)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(5)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(6)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(6)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(7)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(7)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(8)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(8)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(9)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(9)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(10)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(10)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(11)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(11)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(12)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(12)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(13)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(13)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(14)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(14)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(15)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(15)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(16)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(16)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(17)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(17)

 

منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(18)
منطقة-اللبخة-وأم-الدبادب-الأثريتين-بالوادي-الجديد-(18)

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة