أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد جمال الدين

معرفة الشباب برموزنا واجب وطني ومسئولية قومية

السبت، 04 فبراير 2023 07:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من هذا.. وماذا قدم.. ولماذا يتم الاحتفاء به؟ 
كانت هذه هى جملة من بعض الأسئلة المكررة التى يتم توجيهها لى من أبنائى بمناسبة ذكر اسم من أسماء رموزنا الوطنية، ممن ساهموا بعطاء وافر لهذا الوطن فى المجالات  المختلفة سواء كانت فنية،أو أدبية، أو تاريخية.
كان تصورى فى البداية أن تلك الرموز تحوز من الشهرة والسمعة الطيبة ما يوفر الوقت الجهد فى التعريف بهم، ولكنى فوجئت بأن أبنائى يجهلونها تماما، ولم يكن ذلك حالهم وحدهم، فقد حاولت سؤال أقرانهم عن عدد من الأسماء التى تعتبر من الأعلام فى تاريخنا فكانت الحصيلة صفرية للأسف الشديد، مقارنة ببعض الأسماء الأخرى فى عالم الأغانى الشبابية و"المهرجانات"، وغيرها التى يحفظون أسماءهم، وأغانيهم، وفرقهم وحركاتهم الغريبة، عن ظهر قلب والمقتبس أغلبها من فرق موسيقية غربية ترجع لثقافة مختلفة ونتيجة نشأة ظروف تاريخية معينة بعيدة عنا كل البعد، وللتوضيح ليس هذا من باب باب اللوم فلكل جيل موسيقاه وذوقه ولا يوجد نمط واحد يمكن القياس عليه والاستدلال به، والقاعدة أن ما من جيل إلا ونال نصيبه من نقد السابقين خاصة فى مجال الموسيقى والكلمات، ولكن العيب أن يأتى ذلك على حساب المعرفة والجهل بالتاريخ والرموز.
   
  لذلك لا أتوقف كثيرا عند اللوم والتقريع بسبب عدم معرفتهم أو جهلهم بهذه الرموز العظيمة، ولا أطلق عليهم أو أنعتهم "بجيل الآيباد والألعاب الإلكترونية" فهذا حديث يجانبه الصواب والاستسهال وإخلاء للمسئولية من جانبنا، فأولا التشدق المستمر بعبارة "جيل الآيباد والألعاب إلكترونية"، ليست مذمة أو نقيصة تلحق بهذا الجيل بقدر ما هو مدح يميزهم عنا، فهم قادرون على استيعاب متطلبات العصر وملاحقة تطوره، وفى الوقت نفسه دلاله على فضاحة وعظم ما ارتكبناه من أخطاء فى حقهم.  
 
  ولذلك فإننى سأتوجه مباشرة باللوم على أصحاب المسئولية الحقيقية وهم الأباء. "نحن" المقصرون الذين شغلتنا إجابة طلبات الأبناء والوفاء باحتياجاتهم عن زرع حب الثقافة، والمعرفة، والتعريف بتاريخنا، وماضينا، ورموزنا، نحن الذين تركناهم فريسة لكل ما هو سطحى ومبتذل.. فغاب دور النصح، والإرشاد، والتوعية، تحت وطأة توفير المتطلبات  اليومية.
 
 وكان شغلنا الشاغل هو الوفاء بالاحتياجات عن البناء، لذلك ليس من  الغريب أو المستبعد أن يجهل قطاع عريض من ابنائنا  رموز مصرية كانت وستظل محل تقدير وإجماع فى العالم أجمع بعد أن نجحوا فى تسطير أسمائهم بحروف من نور فى تاريخ الإنجازات البشرية لذلك استحقوا أن يكونوا محل تقدير وفخر فى المحافل  الدولية.  
 
والحقيقة أن معرفة التاريخ ليس من قبيل العودة للوراء أو الحنين للماضى أو الاستغراق فى الذكريات، وإنما نحن بحاجة ماسة للتعرف على تاريخنا، وخاصة للأجيال الجديدة فى ظل حملات التشكيك  فى همتنا وقدرتنا على النهوض مرة أخرى وزرع الخمول والضعف الإستكانة فى عقول وجسد الأبناء.
 
فنحن أمة لها ماض عريق ولها إنجازات كبرى يجب التعريف بها والوقوف عندها، نحن أمة لها تاريخ يجب أن يروى ويعرف، نحن أمة لها رموز فى مجالات شتى تستحق أن يعرفها الأبناء ويعلموا عنهم الكثير فأمة  تتنكر لماضيها لا حاضر لها ولا ينتظر لها مستقبل.
 
  نحن بحاجة ليرى الأجيال الجديدة كيف كنا، وكيف عرفنا العالم. وكيف حازت بلدنا التقدير اللازم فى المحافل الدولية من خلال الرموز المصرية التى خرجت من القرى والنجوع والمحافظات المختلفة  وذلك لاستنباط الهمم، وتفجير مخزون الإبداع بداخل الأبناء فنحن أمة نتوارث جينات الحضارة ولكن يجب توجيهها.
 
نحن بحاجة ليعى الشباب كيف حاز نجيب محفوظ العالمية من الكتابة عن الحوارى المصرية، كيف كان حضور  العالم المصرى الفذ الدكتور أحمد زويل فى المنصات العلمية المختلفة، كيف يهب العالم احتراما وتقديرا  للدكتور مجدى يعقوب 
 
فإذا كانت هذه الأسماء نالت حظها من الشهرة بين أوساط الشباب فهناك العشرات بل والمئات يجب التعريف بهم.
 
يا سادة هناك من ينفق الملايين فى سبيل أن يحوز  "نهضة الألوان والومضات الإلكترونية" ولكننا  بالفعل نملك تاريخا يمثل قوى ناعمة يستند عليها فى سبيل تحقيق النهضة المستقبلية. 
نحن أمة غنية بتاريخها وماضيها وشبابها ومقدراتها فإذا أردنا صناعة الوعى  ومحاربة حملات التشكيك فعلينا بالبحث فى تاريخنا وكشفه وإتاحته للجميع  عبر مصادر نزيهة.. وللحديث بقية..
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة